إرهابي على الطريق..
تقرير: "الزنداني".. مرشد إخوان اليمن ودليلهم الدموي للإرهاب
أعادت فتوى ما تسمى «هيئة علماء اليمن»، التي يرأسها مرشد حزب التجمع اليمني للإصلاح «إخوان اليمن» عبدالمجيد الزنداني، بإباحة القتال ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، تاريخ «الزنداني» المتشدد والارهابي في اليمن.
إرهابي على الطريق
عبدالمجيد الزنداني، المولود في محافظة إب في شمال اليمن سنة 1942 قبيلة أرحب، بدأت حياته السياسية مع حركة القوميين العرب، ثم ساهم في تأسيس حزب الطليعة العربية الإسلامية، بدأ في القاهرة الإعداد لجماعة الإخوان في اليمن.
والتحق بكلية الصيدلة في مصر 1960، ودرس فيها لمدة سنتين، وهناك التقى العديد من الطلاب اليمنيين، كما كان على اتصال بجماعة الإخوان في مصر والقيادات الإخوانية اليمنية المقيمة في مصر، فتعلم على يد قيادات الإخوان وتأثر بهم؛ ما أدى إلى اعتقاله من قبل السلطات المصرية وفصله من الجامعة وخروجه من مصر.
أصبح شعار «الإسلام هو الحلّ» وصفة الزنداني لتأسيس فرع الإخوان في اليمن، والذي كان يشهد وقتها حربًا وصراعًا بين بقايا الإمامة وثورة اليمنيين بقيادة ضباط الجيش، فترك مقاعد الجامعة؛ ليعود إلى بلاده التي كانت قد تخلصت في سنة 1962 من حكم الإمامة وانتقلت إلى الجمهورية.
عمل الزنداني جاهدًا على نشر فكر الإخوان في اليمن، وتأسيس فرع قوي لأتباع حسن ابنا وسيد قطب في اليمن الشمالي قبل الوحدة واليمن الجنوبي بعد الوحدة.
وساهم صاحب اللحية الحمراء، في تأسيس «المركز الثقافي الاجتماعي الإسلامي» في عدن، الذي يعتبره البعض نواة تنظيم الإخوان في اليمن الجنوبي السابق.
مرشد الإخوان في اليمن
تولى منصب المرشد العام للإخوان في اليمن الشمالي لفترة امتدت حتى عام 1978م.
وفي ظل حكم الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي «1974- 1977م» عُين الزنداني رئيسًا لمكتب عام الإرشاد الديني في اليمن، ويُعتقد أنه ساهم حينها في إنشاء «المعاهد الدينية» التي يعتبر الكثيرون أنها لم تكن سوى معامل لصنع وإنتاج أعضاء الإخوان في اليمن، وتشكيل جسدها الحالي.
كما كان من المؤسسين التجمع اليمني للإصلاح في 1990م، كامتداد لحركة الأخوان المسلمين في اليمن، ومنذ وقت مبكر تبوأ الزنداني مركز الرجل الأول في الحزب من خلال ترؤسه لهيئته التشريعية المسماة «مجلس الشورى».
ومع بداية الحرب الأفغانية ضد السوفيت والتي عرفت بحرب الجهاديين «24 ديسمبر 1979 – 15 فبراير 1989» زاد حضور الإخوان في اليمن، وأصبح للزنداني دور أساسي في تسفير الشباب العرب المتشددين إلى أفغانستان للجهاد؛ حيث تولى شؤون المعسكرات في اليمن للاستقبال والتدريب والتعبئة الفكرية والإرسال إلى أفغانستان، وعلى الطرف الآخر في بيشاور كان أسامة بن لادن يستقبل المتطوعين القادمين بجوازات سفر يمنية شمالية، وكانت الغالبية العظمى من اليمنيين، إضافةً الى مصريين وليبيين وجزائريين وجنسيات أخرى.
حركة الزنداني في تسفير المتشددين إلى أفغانستان، جعلته على علاقة قوية بمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وبعد عودة من أفغنستان، استقبلهم الزنداني في اليمن؛ ليكون فرع لتنظيم القاعدة في اليمن.
حرب صيف 1994
الزنداني المعروف بلحيته الحمراء، التي تبدو كتميمة دالة على الدماء والإرهاب والفوضى، فخلال الصراع بين الرئيس علي عبد الله صالح والجنوبين، في صيف 1994، شارك الأحمر والزنداني بقوة في تلك حرب صيف 94، وكان للأخير دور بارز؛ لأنه قاد المقاتلين العائدين من الحرب الأفغانية، التي مثّلت طليعة المواجهات بين الشماليين والجنوبين.
كذلك لعب الزنداني على وتر الدين، ورأى أنّ الجنوبيين كفار؛ لأنهم يعتنقون الفكر الماركسي، وعليه تجب إعادة أسلمتهم، ووصل إلى حد عدّ كل الزيجات التي حصلت خلال فترة حكم الاشتراكيين في الجنوب منذ سنة 1978 باطلة؛ لأنها حصلت في ظل دولة شيوعية.
جامعة الإيمان
بعد حرب صيف 1994، أسس الزنداتني جامعة الإيمان، والتي كانت تشكل مفرخة للجماعات الإرهابية؛ نظرًا لبرامج الجامعة القائمة على مزيج من أفكار سيد قطب وحسن البنا والسلفية الجهادية.
وانكشف هذا الأمر جليًّا بعد أحداث 11 سبتمبر، حين ألقى الأمريكيون القبض على «قاعدي» أمريكي في أفغانستان، تبيّن أنه تأهل فكريًّا في جامعة الإيمان، وهنا شرع الأمريكيون بفتح ملف الزنداني.
وفي فبراير 2004، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية الزنداني إرهابيًّا، وقالت في بيان صادر عنها: إن للولايات المتحدة أدلة دامغة على أن الزنداني يدعم الإرهابيين ومنظمات إرهابية، وله تاريخ طويل من العمل مع بن لادن، ويُعد أحد زعمائه الروحيين، واتهمته بالقيام بدور رئيسي في شراء أسلحة نيابة عن تنظيم القاعدة وإرهابيين آخرين، والعمل كهمزة وصل لجماعة «أنصار الإسلام الكردية»، المصنفة باعتبارها جماعة إرهابية، وأشار البيان إلى جامعة الإيمان، فقال: إنه يشتبه في أن طلابًا فيها هم المسؤولون عن هجمات إرهابية وقعت في اليمن.
وطلبت واشنطن طلبت من حكومة الرئيس اليمني السابق علي صالح في 2005، اعتقال الزنداني، ولكن الحكومة اليمنية رفضت هذا الطلب، وطلبت من الولايات المتحدة تقديم أدلة تدين الزنداني بالتهم المنسوبة إليه.
انقلابه على صالح
وعقب تصاعد الاحتجاجات في اليمن ضد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أعلن الزنداني في تاريخ 1 مارس 2011، من على منصة ساحة التغيير تأييده ثورة الشباب اليمنية، وقال، إن الاعتصامات صورة من صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأكد على مشروعية اعتصامات الشباب وثورتهم السلمية.
ارتبط بعلاقات واسعة مع نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر؛ ليبقى الرجل الأبرز في تنظيم الإخوان في اليمن، وكاتم أسرار التنظيم بالبلاد وعلاقته الجماعات الإرهابية، بعيدًا عن المحاكمة.