الخروج بتكتل سياسي يمني مناهض للتحالف العربي..
مسقط والدوحة.. توسّعان دائرة الاستقطاب لقيادات الشرعية باليمن
قالت صحيفة "العرب اللندنية "إن استمرار الحوار السري في العاصمة العمانية مسقط بين أطراف يمنية من بينها الحوثيون وتيارات جنوبية مدعومة من إيران ووفد من الشرعية اليمنية يتكون من أحمد الميسري نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية وصالح الجبواني وزير النقل وعبدالعزيز جباري مستشار الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي ونائب رئيس مجلس النواب".
وقالت المصادر إن الحوار الذي ترعاه مسقط يحظى بمشاركة مسؤولين قطريين وإيرانيين يعملون على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المشاركة في الحوار بهدف الخروج بتكتل سياسي يمني مناهض للتحالف العربي لدعم الشرعية.
ووفقا لمصادر “العرب” تعمل الدوحة ومسقط على توسيع دائرة الحوار والمشاركين فيه من خلال دعوة قيادات في حزب المؤتمر وأخرى من حزب الإصلاح مثل الشيخ القبلي حمود المخلافي الذي يقدم نفسه كقائد للمقاومة الشعبية في محافظة تعز، والذي ظهر في صور حديثة في مسقط بمعية وزير النقل اليمني صالح الجبواني.
وكان حزب الإصلاح قد تنصل في وقت سابق من علاقة المخلافي بالحزب في رد على لسان نائب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح عدنان العديني الذي نفى انتساب المخلافي للحزب، ردا على تقرير نشرته “العرب” حول استخدام الدوحة للمخلافي في محاولتها لتفكيك جبهات صعدة، على إثر الدعوات التي أطلقها للمقاتلين اليمنيين بالانسحاب من الجبهات الحدودية.
وتساءل مراقبون عن سر التقارب بين قيادات في الشرعية مثل الجبواني والقيادي الإخواني المثير للجدل حمود المخلافي الذي تبرأ حزبه منه، في الوقت الذي ظهر برفقة قيادات في الحكومة اليمنية في مسقط.
وانفردت “العرب” في تقارير سابقة بالكشف عن تدفق قيادات في الشرعية اليمنية إلى مسقط والدوحة وإسطنبول، في سياق حراك يهدف لابتزاز التحالف العربي والضغط عليه، وتحويل بوصلة التحالفات باتجاه قوى إقليمية أخرى معادية للسعودية والإمارات.
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة أن ظهور عدد من أبرز قيادات الشرعية في العاصمة العمانية بالتزامن مع استضافة الحكومة السعودية لحوار في مدينة جدة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي هو بمثابة رسالة ابتزاز إضافية تتمحور حول تكوين تحالفات إقليمية ويمنية جديدة في حال مضت الرياض قدما في اتجاه إصلاح مؤسسات الشرعية.
وفي سياق متصل، قال وزير النقل اليمني صالح الجبواني، إن الحكومة ستعود إلى مدينة عتق مركز محافظة شبوة، وذلك بعد أكثر من شهر على سيطرة قوات “الحزام الأمني” التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على العاصمة المؤقتة عدن.
وذكر الجبواني في تغريدة، الخميس، عبر تويتر، أن الحكومة ستدير أعمالها بشكل مؤقت من عتق، “حتى تحرير عدن ثم صنعاء”.
الأول مختار الرحبي مستشار وزارة الإعلام الأوسط حمود
وأضاف أن مطار المدينة سيكون محطة دولية، وأن ميناء “بلحاف” الواقع جنوبي المحافظة على “بحر العرب” سيعاد تشغيله من جديد.
ووصف مراقبون تصريحات الجبواني بأنها جزء من توجه تيار مهيمن داخل الشرعية، لمحاصرة عدن ومعاقبة المدن التي أعلنت رفضها لهيمنة حزب الإصلاح، مشيرين إلى أن تصريحات الوزير التي أطلقها من “مسقط” تحمل في طيّاتها تهديدا مبطنا للتحالف العربي بقيادة السعودية مفاده أن الشرعية قادرة على إعادة ترتيب أوضاعها بمعزل عن حوار جدة والتحالف العربي.
ويأتي هذا في ظل معلومات مؤكدة حصلت عليها “العرب” عن طلب رسمي تقدم به الجبواني لسلطنة عمان لدعم افتتاح مطار وميناء دوليين في محافظة شبوة ليكونا بمثابة الرئة لمناطق سيطرة الإخوان في مأرب والجوف وشبوة.
ولفتت المصادر إلى تصاعد وتيرة الحديث داخل الشرعية اليمنية حول البحث عن حلفاء جدد من بينهم تركيا وقطر وسلطنة عمان، والبدء بمدّ جسور تواصل مع مكونات معادية لدول التحالف العربي مثل تيار باعوم في جنوب اليمن المدعوم من إيران، والقيادي الإخواني حمود المخلافي وحتى الحوثيين.
ومن دون أي ردة فعل رسمية من قيادة الشرعية، فإن هذا الخيار سيكون بمثابة إعلان صريح عن خيارات صعبة قادمة قد يشهدها الملف اليمني في الفترة القليلة القادمة.
وأشارت المصادر إلى أن تدشين وزير الخارجية في الحكومة اليمنية محمد الحضرمي مهام عمله كوزير للخارجية بلقاء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي تقود بلاده حملة شرسة ضد أبرز دول التحالف (السعودية ومصر) مؤشر آخر على اقتراب الحكومة اليمنية من تغيير خارطة تحالفاتها، تحت ضغط وسيطرة جماعة الإخوان وتأثير الموالين للدوحة داخل الحكومة الذين عملوا منذ وقت مبكر على تأزيم العلاقة بين الشرعية ودول التحالف.