دور سلبي
تحليل: كيف عمقت (قطر) الأزمة في اليمن؟
لعبت دولة " " قطر "" دورا سلبيا من القضايا والاحداث العاصفة التي شهدتها اليمن خلال السنوات الماضية، والتي شكلت منعطفات خطيرة أوصلت اليمن الى ما وصلت اليه اليوم من حروب واقتتال وفقر وانتشار للأمراض، وتوسع التنظيمات الارهابية حتى باتت تهدد الأمن الإقليمي والعالمي .
كانت البداية من حرب صيف 1994 التي شنتها قوى النفوذ الشمالية على الجنوب، بعد فشل الوحدة اليمنية، ودعمت دولة " " قطر " " حزب الإصلاح اليمني " الاخوان المسلمين " الذي كن له دور كبير في الحرب عن طريق عناصرهم الجهادية التي عادت من أفغانستان وقتها، بالإضافة الى فتاوى علماء الحزب التي كفرت أبناء الجنوب، ليكون هذا الحزب شريك أساسي في الحرب على الجنوب بدعم من دولة " قطر " .
خالفت " قطر " الاجماع الخليجي الرافض لاجتياح عدن، وهو ما تسبب في حدوث خلافات خليجية خليجية كانت " قطر " سببها .
وبعد ان تمكنت القوات الشمالية من السيطرة على الجنوب، ظلت " قطر " تدعم جناح الإصلاح المتشدد الذي تولى حكم عدد من المحافظات الجنوبية ابرزها لحج وأبين وشبوة، حيث تم مكافأة العناصر الجهادية القادمة من أفغانستان بإعطائهم مناصب عليا في هذه المحافظات لمشاركتهم في حرب اجتياح الجنوب .
خلال تلك الفترة ظلت الجماعات المتشددة تتوسع في هذه المحافظات، وتبني نشر الأفكار المتشددة في أوساط المجتمع، في ظل صمت السلطات القطرية الداعمة لهذه الجماعات، وهو ما نتج عنه وجود جيل متشدد، مثل بيئة خصبة لانتشار التنظيمات الإرهابية في هذه المحافظات، حتى بات من الصعب السيطرة عليها في ظل نظام المخلوع علي عبدالله صالح، وأصبحت تشكل خطر على الأمن الإقليمي والدولي .
ظلت " قطر " الداعمة الأولى لكافة الجمعيات والمعاهد التي تتبنى الأفكار الجهادية المتشددة، وتحت حجج المشاريع الخيرية ودعم الفقراء، حتى تمكنت هذه الجماعات من التمدد والوصول الى محافظات أخرى، وباتت تملك الأسلحة والتمويل الكافي لتحركها .
استمرار " قطر " بخذلان الجنوبيين
على الرغم من الاحداث الكارثية التي تسببت بها الوحدة اليمنية التي فرضت بالقوة في عام 1994 م من قبل قوى النفوذ الشمالية، وما تسببت به شرخ اجتماعي كبير بين الشمال والجنوب، الا ان " قطر " لم تعترف بأي مظلمة على الجنوبيين، رغم اعتراف المخلوع صالح وعلي محسن ومعظم قوى النفوذ ان الجنوبيين تعرضوا للظلم منذٌ العام 1994 ، وظلت " قطر " تدعم حزب الإصلاح الذي كان جزء رئيسي من الظلم الذي لحق بأبناء الجنوب، بل كانوا شركاء في الحرب والدمار وصناعة الإرهاب في المحافظات الجنوبية .
خرج الجنوبيين في عام 2007 ليعبرون عن الظلم الذي لحق بهم، ويرفضون سياسية الامر الواقع التي افرزتها حرب صيف 1994، ولكن كل ذلك لم يغير شي في السياسة ال" قطر "ية، بل ظلت وسائل الاعلام ال" قطر "ية تدعم حزب الإصلاح على حساب الحركات والأحزاب الأخرى، وتجلى ذلك بعد ظهور ثورات ما يسمى الربيع العربي، اذا انحازت قناة الجزيرة بشكل كامل للإخوان المسلمين، وحزب الإصلاح في اليمن، على حساب الحراك الجنوبي الذي ظهر في عام 2007 وقبل ثورات الربيع العربي بسنوات ويطالب بمطالب عادلة وحقيقة افرزها واقع 1994 م .
خذلان للتحالف ولليمنيين في عاصفة الحزم
استمرت " قطر " في دعم الاخوان، ومساندة الحوثيين من تحت الطاولة، وكادت تحدث الكارثة ليس فقط على اليمن ولكن على المنطقة برمتها، من تمكين اداوت ايران من باب المندب والمحافظات النفطية في جنوب اليمن، حيث تداركت دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات، ذلك وأُعلن عن عاصفة الحزم نهاية شهر مارس 2015.
وتمكنت عاصفة الخزم من إعادة الامور الأمور الى نصابها، وقطعت يد ايران في المنطقة، وامنت المياه الدولية في باب المندب والساحل الغربي، ولعبت دوراً مهماً في محاربة الإرهاب .
ساهم تدخل دولة الامارات العربية ضمن دول التحالف إيجاد وضع مختلف في المحافظات الجنوبية المحررة، من خلال رفع الظلم الذي لحق بأبناء هذه المحافظات من عام 1994م والمتمثل في اقصائهم واستبعادهم من إدارة الدولة، بالإضافة الى وقوعهم تحت رحمة الإرهاب الذي فتك بشخصياتهم الاجتماعية والسياسية والعسكرية عن طريق العمليات الإرهابية والاغتيالات التي تمول من قبل أحزاب سياسية .
نجح تحالف أبناء الجنوب مع قوات التحالف العربي ولا سيما السعودية والامارات في دحر المد الإيراني، وتأمين المحافظات الجنوبية، وبدأت اليمن تُشكل من جديد، بفضل الدعم السعودي والاماراتي لكافة القطاعات الخدمية والتنموية ولا سيما المحافظات المحررة.
هذا الوضع الذي يهدف الى عودة الامر الى طبيعتها بحسب مراقبين وسياسيين ان أحزاب يمنية لها ارتباط بتنظيم الاخوان المسلمين، انزعجت من هذه التطورات، لذلك لجأت هذه الأحزاب الى محاولة شيطنة المقاومة الجنوبية ودولة الامارات الذين كان لهم دور كبير في الانتصارات التي تحققت .
وعمدت وسائل اعلام دولة " قطر " مرة أخرى الى دعم هذه الأحزاب، التي كانت سبب رئيسي في ما وصلت اليه اليمن اليوم من حروب وقتال وازمات لا تنتهي .
ويقول ناشطون يمنيون، ان موقف " قطر " خذل الجنوبيين مرة أخرى، من خلال تبنيها سياسية حزب الإصلاح، على حساب من صنع الانتصارات، وهو الامر الذي سيؤدي الى شرخ في التحالف العربي، تلبية لرغبات تنظيم الاخوان .
وطالب النشطاء من دولة " قطر " الى ان تساهم بشكل إيجابي في الازمة اليمنية، وان تسجل موقف للتاريخ، من خلال مساهمتها في رفع الظلم الذي وقع على الجنوبيين وكانت " قطر " جزء أساسي منه، بدل ان تعيد الكره من خلال دعم حزب سياسي على حساب أمن اليمن والمنطقة والعالم .