لمواجهة مع المقاومة المشتركة..
مصدر محلي يكشف مخطط إخوان اليمن في جبهة الساحل
كشفت مصادر مطلعة في محافظة تعز (وسط اليمن) لـ”العرب” عن حالة تحشيد عسكري وإعلامي يقوم بها حزب الإصلاح الإخواني ضد قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي، وقد تصاعدت بشكل ملحوظ بعد التصريحات التي أطلقها قائد محور تعز المحسوب على الإخوان خالد فاضل وألمح فيها إلى التوجه لفتح معركة جانبية مع المقاومة المشتركة في مديريات تعز الساحلية.
ووفقا للمصادر تزامنت موجه التحريض التي انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي مع تحركات عسكرية في تعز اشتملت على عملية تغييرات واسعة في صفوف القيادات العسكرية والأمنية وتعيين قيادات موالية لحزب الإصلاح.
وأشارت المصادر إلى أن مدير أمن تعز منصور الأكحلي (إخوان) أصدر خلال الفترة الماضية العشرات من القرارات تخص تعيينات في أقسام الشرطة وإدارات أمن مديريات تعز، لإحكام سيطرة الإخوان على المؤسسة الأمنية، من دون إشراك المحافظ نبيل شمسان في اتخاذ القرارات كما ينص على ذلك قانون السلطة المحلية اليمني.
وترافقت التغييرات في المؤسسات الأمنية مع تغييرات مماثلة في قيادة محور تعز والألوية التابعة له حيث تم تعيين ضباط ينتمون لحزب الإصلاح بدلا عن قيادات عسكرية مستقلة، كان بعضها يتماهى مع توجهات الإخوان في المحافظة، كما هو الحال مع قائد الشرطة العسكرية جمال الشميري الذي تمت إقالته وتعيين إخواني خلفا له.
ولفتت مصادر محلية في تعز إلى أن تحركات الإخوان المسلمين في محافظة تعز انتقلت إلى مرحلة جديدة من التصعيد والاستعداد لمواجهات قادمة لإكمال السيطرة على المحافظة وهو يفسر – وفقا للمصدر – استبدال قادة الوحدات الأمنية والعسكرية بموالين ينتمون للجماعة ولا يتماهون فقط مع توجهاتها كما هو الحال مع القيادات المقالة.
وأكدت مصادر لـ”العرب” أن الإخوان حصلوا على الضوء الأخضر من قيادتهم الحزبية العليا، بمن في ذلك مشرف فرع التنظيم اليمني المقيم في الدوحة شيخان الدبعي، للتصعيد ضد من تبقّى من الوحدات التي مازالت خارج سيطرتهم والتي تم إضعافها بعد اغتيال العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع الذي كان يوصف بأنه العقبة الأخيرة أمام استكمال السيطرة على مديريات جنوب تعز.
وبحسب المصادر فقد شرع الإخوان في عمليات ممنهجة لتفكيك اللواء من خلال شراء ولاءات الضباط وقادة الكتائب، بالتزامن مع مساع حثيثة لتعيين قائد جديد للواء من المنتمين لجماعة الإخوان.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة نبرة الخطاب المعادي للتحالف العربي داخل مؤسسات الشرعية في تعز، من خلال أنشطة ممولة من قطر وسلطنة عمان تجاوزت الدعم السياسي والإعلامي إلى تمويل إنشاء معسكرات تحت إشراف القيادي الإخواني حمود المخلافي.
وكان المخلافي دعا في وقت سابق المقاتلين اليمنيين في جبهات صعدة للانسحاب إلى المعسرات التي أنشأها في تعز والتي تشير المصادر إلى أنها ستلعب دورا في المرحلة القادمة في المواجهة المحتملة مع قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح، واستهداف التحالف العربي.
واتهمت المقاومة الوطنية في بيان رسمي، وأيضا من خلال عدد من التصريحات على لسان الناطق الرسمي لها صادق دويد، جماعة الإخوان وقائد محور تعز خالد فاضل بافتعال الأزمات وغض الطرف عن الحوثي والتحريض على الوحدات التي تخوض مواجهة مع الميليشيات الحوثية.
ورد على تهديدات الإخوان في تعز بتحرير مدينة المخا الساحلية التي تتواجد فيها قيادة قوات المقاومة المشتركة، وترك المناطق الخاضعة لسيطرة الإخوان للفوضى والانفلات الأمني.
تحريض إخواني مستمر
وقال دويد في تغريدة على تويتر “يدور الأقزام حول المشاريع الصغيرة.. خير لكم من اللهث وراء الساحل الغربي، احكموا شارع جمال والبعرارة واستكملوا تحرير تعز ونحن جنودكم”.
وفي إشارة إلى انزعاج جماعة الإخوان من عودة نبيل شمسان لمزاولة عمله في تعز، وتعرضه لعدد من محاولات الاغتيال في فترة وجيزة، حث الناطق الرسمي باسم قوات المقاومة الوطنية في تغريدة أخرى على تويتر المحافظ على ممارسة عمله من داخل مدينة المخا الآمنة.
وأضاف أن “المخا التي تشهد استقرارا أمنيا، و هي جزء من محافظة تعز، بإمكان المحافظ نبيل شمسان إدارة المحافظة من المخا إلى أن تتحسن الأوضاع الأمنية في تعز.”
ووفقا لمراقبين يمثل نهج إخوان اليمن في محافظة تعز حالة متقدمة للارتهان للتنظيم الدولي وقطر وتركيا، في ظل تصاعد المؤشرات على رغبة تيار عريض من قيادة حزب الإصلاح في تحويل المحافظة إلى منطقة معادية للتحالف العربي بقيادة السعودية، وتحويلها إلى بوابة لدخول تركيا وقطر إلى الملف اليمني.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن تعز في ظل سيطرة الجناح التركي والقطري في حزب الإصلاح باتت مرشحة أكثر من غيرها لتحقيق أجندة التحالف القطري التركي الإيراني في التقريب بين الاخوان والحوثيين وتشكيل جبهة مناوئة للتحالف العربي في اليمن.