مكالمات بلا معنى..

مشتاق لسماع صوتي

حوار واتساب

هيثم الزبيدي

اليوم الأول/الأسبوع الأول – حوار واتساب

هو: صباح الخير.

أنا: صباح الخير. (صمت) تفضل.

هو: فقط أحببت أصبح عليك.

هو يسكن بعيدا عني 400 كيلومتر تقريبا. حسنا، لا بأس.

اليوم الثاني/الأسبوع الأول

هو: صباح الخير.

أنا: صباح الخير. (صمت) تفضل إن شاء الله خير.

هو: فقط أحببت أصبح عليك.

أيام الأسبوع تمر ووصلنا الجمعة ويوميا صباح الخير. الجمعة تأتيك مع صورة ورد وابتسامات و”جمعة مباركة”. جمعة مباركة يا عزيزي.

اليوم الأول/الأسبوع الرابع

هو: صباح الخير.

أنا: صباح الخير وارفعني من قائمة صباح الخير رجاء.

هو: آه آسف. فقط أحب أصبح عليك.

أنا: لدي المئات من المعارف وهم يتواصلون معي في المليان. أرجوك توقف عن التواصل معي على الفاضي.

***

اليوم الأول/الأسبوع الخامس

يرن الهاتف في وقت ذروة العمل. هو: صباح الخير.

أنا: أهلا صباح الخير.

هو: كيف الصحة؟ كيف الأهل؟ كيف الشغل؟

أنا: الحمد لله. وأنت؟ تفضل.. آمر.

هو: والله أحببت سماع صوتك.

أنا: بارك الله فيك. تعذرني مشغول قليلا.

هو: الله يحفظك وينصرك. مع السلامة.

اليوم الخامس/الأسبوع الخامس

نسخة طبق الأصل عن اليوم الأول.

اليوم الأول/الأسبوع السادس

يرن الهاتف. أرى الاسم مع الرقم. لا أرد لأني منشغل. اتصلت به لاحقا. نسخة طبق الأصل عن اليوم الأول من الأسبوع الخامس.

اليوم الخامس/الأسبوع السادس

يرن الهاتف. لا أرد.

اليوم السادس.. لا أرد.

اليوم السابع يرن علي رقم لا أعرفه. أرد. هو: السلام عليكم.

أنا (بتثاقل): أهلا بك.

نفس الكلام، نفس الحوار. يشتاق لسماع صوتي.

أنا مسافر. الهاتف يرن. أنا في المدينة. الهاتف يرن. أنا في السيارة. الهاتف يرن.

***

هذه تجربة شخصية وحدثت معي مع أكثر من شخص، وتحدث مع أشخاص كثيرين. تعمل لهم بلوك، تحس بالذنب لأن في يوم ستكون المكالمة ذات معنى. تتركهم، يتمادون.

النجدة.