بعد حادثة مأرب الإرهابية..

كيف أصبح الجنوب هدفاً مشروعا لقوى الإرهاب اليمنية؟

صورة متداولة عن الحادث الارهابي بمأرب - ارشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

جريمة كبيرة هزت الجنوب، وأكدت ان الجنوبيين بمختلف توجهاتهم، أصبحوا هدفاً لقوى اليمنية الإرهابية، المتحالفة ضد بلادنا، نحو 190 جنديا جنوبيا سقطوا بين قتيل وجريح، اثناء تأديتهم صلاة العشاء في أحد مساجد مدينة مأرب اليمنية.

تضاربت الانباء بشأن تلك العملية الإرهابية، تقارير محلية تحدثت على ان الاستهداف تم بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون، فيما يقول ناجون إن الحادثة تمت بتفجير عبوات ناسفة زرعت في أرضية المسجد.

تقارير محلية أكدت قيام خلية إخوانية بالتخطيط للعملية بالتنسيق مع الحوثيين الموالين لإيران، وما عززته تلك التقارير هو الاستهداف الذي تعرضت له قوة عسكرية جنوبية، في حين ان أربعة سنوات من تمركز قوات الإخوان في مأرب لم تتعرض لأي اذى من قبل الحوثيين الذين يتمركزون على تخوم مأرب.. جريمة الاستهداف للجنوبيين في مأرب، إرهابية بامتياز فهي تعيد الى الاذهان الهجمات الإرهابية التي ضربت عدن واستهدفت مراكز التجنيد.

وزارة الدفاع اليمنية في مأرب اتهمت الحوثيين بالوقوف وراء الحادث، فيما رفض قائد المعسكر ذلك الاتهام وطالب بلجنة تحقيق لمعرفة المتسبب، الأمر الذي فسره مهتمون على انها محاولة للهرب من أي اتهامات قد توجه للقائد الذي ترك المعسكر عائدا إلى فندق في وسط مأرب قبل لحظات من وقوع الحادث الإرهابي.

وبين الاتهامات للإخوان الحوثيين، احتاج التنظيم الأول الى تفجير في معسكر خالٍ من أي تواجد بشري، للحديث على انه تعرض للاستهداف من قبل الحوثيين، ولأن المسرحية هزلية، فلا بد من السؤال "من جمع الجنود بهذا الكم وفي مكان واحد، هو ذاته من قام لاحقا بتفجير عبوات ناسفة في مكان يبعد بعدة كيلو مترات عن معسكر القوات الخاصة، ولكن لا يمكن ان تنطلي هذه المسرحيات على الاسوياء، فالإرهاب الذي يضرب الجنوب معروف مصدره ومموله، ومسرحياته تظل مكشوفة ومفضوحة.