عقب اتخاذ قرار مفاجئ بإعادة فتح الجبهة..
تواطؤ الإخوان مع الحوثيين يكلّف القوات اليمنية خسارة معركة نهم
عزت مصادر يمنية التقدّم الميداني الذي حقّقه الحوثيون في بعض جبهات القتال في اليمن إلى ما سمّته “حالة من الارتباك وعدم التجانس داخل صفوف الشرعية اليمنية”، في إشارة إلى مشاركة جماعة الإخوان المسلمين ممثّلة بحزب الإصلاح، في عملية صنع القرار السياسي والعسكري للشرعية ومحاولة تجيير القرارات لخدمة أجندة الجماعة والدول التي تدين لها بالولاء.
وتقدّمت ميليشيات الحوثي على جبهة نهم شرقي صنعاء وباتت تهدّد محافظة مأرب ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقال مصدر سياسي يمني، إنّ تراجع قوات الشرعية في نهم فجّر موجة تراشق بالتهم في محيط الرئيس عبدربّه منصور هادي.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أنّ أطرافا في الشرعية وجّهت أصابع الاتهام للشقّ الإخواني بالوقوف وراء اتخاذ قرار مفاجئ وغامض بإعادة فتح جبهة نهم دون توفير ما يلزم لها من استعدادات رغم المعرفة المسبقة بشراسة الحوثيين في الدفاع عن تلك المنطقة التي تمثّل بوابة العاصمة.
وأوضح أنّ بعض الشخصيات الناقدة لتأثير الإخوان على قرارات الشرعية اليمنية وصلت حدّ الحديث عن “خيانة إخوانية تسببت في سقوط نهم وإضاعة مكاسب عسكرية كانت قد تحقّقت من قبل”.
وبحسب المصدر ذاته فقد استند المنتقدون لأداء الشرعية إلى وجود تفاهمات سرية بين حزب الإصلاح وجماعة الحوثي كشف عنها مؤخّرا محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لجماعة أنصارالله الحوثية، الذي أكّد وجود هدنة غير معلنة مع الحزب الإخواني.
وسبق سقوطَ نهم بأيدي الحوثيين بعدة أيام تعرّضُ موقع للقوات اليمنية في مأرب إلى قصف صاروخي حوثي أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الجنود اليمنيين، ما خلّف موجة من الغضب العارم من تراخي القيادة العسكرية وغفلتها التي قادت إلى تجميع عدد كبير من القوات قريبا من بؤرة توتّر ودون حماية من الهجمات الصاروخية.
وتمكّن المتمردون الحوثيون من التقدم شرقي صنعاء إثر معارك مع القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر قولها إنّ المتمردين سيطروا على مفصل طرق استراتيجي يربط صنعاء مع محافظة مأرب.
وتعيش الشرعية اليمنية حالة من الازدواجية أثّرت على دورها سواء في إدارة شؤون المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أو في الدفع بجهود استكمال تحرير باقي المناطق من أيديهم وعلى رأسها صنعاء عاصمة البلاد.
ويشارك في صنع القرار بحكومة الرئيس هادي شقّ تابع لجماعة الإخوان المسلمين ويعمل على تطبيق أجندة خاضعة لحسابات عابرة لحدود اليمن. ونشأ عن ذلك جناح موال لقطر وتركيا عمل على توتير علاقة الشرعية بفاعلين مهمّين على الساحة اليمنية على رأسهم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وساهم ذلك الجناح بشكل مباشر في عرقلة جهود تحرير المناطق اليمنية، وفي تفجير معارك جانبية في مناطق غير خاضعة لسيطرة الحوثيين، على غرار معارك الإخوان في عدن وشبوة ضدّ قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بهدف السيطرة على المحافظتين، وكذلك صراعهم السياسي والمسلّح لأجل السيطرة على محافظة تعز بجنوب غرب البلاد، الأمر الذي جعل المعركة ضدّ الحوثيين هناك شبه متوقّفة منذ سنوات