أريج السيد..
مطربة يمنية: اللهجة العراقية بادرة خير

ملكة جمال وممثلة، لكن الغناء هو الأقرب إلى قلبها
رغم ظروف الحرب الصعبة التي يرزح تحتها اليمن منذ أزيد من ست سنوات، برز خلال الفترة القليلة الماضية العديد من الفنانين والفنانات على الساحة الفنية اليمنية، بل والعربية أيضا، بينهم فنانات استطعن كسب الجمهور من خلال نافذة موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب، إضافة إلى مواقع التواصل الأخرى، لعلّ أبرزهنّ الفنانة اليمنية الشابة أريج السيد.
بثقة كبيرة وطموح مميز، أصرّت الشابة اليمنية أريج السيد على دخول مجال الغناء والموسيقى، لتروي عطشها الفني وعشقها الغنائي المدمنة عليه منذ سنوات.
وباتت أريج (26 عاما) واحدة من الفنانات اليمنيات اللاتي برزن مؤخرا في تقديم فن غنائي مميز، استطاعت عن طريقه كسب نسبة من الجمهور المتعطش إلى الألوان الغنائية الحديثة.
وأصدرت الفنانة والممثلة اليمنية في نوفمبر الماضي أغنية منفردة (سينغل) تحت عنوان “كون”، وهي من كلمات الشاعر العراقي محمد الجبوري ومن ألحان أيضا العراقي نبيل الأديب، وقام بتوزيعها حيدر كيتارا.
وعن الأغنية تقول “أتمنى أن تكون اللهجة العراقية بادرة خير عليّ، وطريقي نحو النجومية العربية، بل والعالمية أيضا”. وسبق لها أن أصدرت، أيضا، في عام 2017 أغنية باللهجة الخليجية عنوانها “نفسي تفهم”، من كلمات الشاعر السعودي طلال، وألحان المصري أحمد عصام، وقام بتوزيع الموسيقى خالد الشاعر. وهي تعمل حاليا على التحضير لأغنية جديدة باللهجة اليمنية.
وبدأت الفنانة اليمنية الغناء قبل نحو 8 سنوات، حيث خاضت مشاركات فنية في عدد من المحافل العربية. وتقول السيد والسعادة تملأ قلبها، إنها شاركت أيضا في أعمال تمثيلية في الدراما والمسرح اليمني على غرار “التغريبة السبئية” و“الملكة نهلة” و“همي همك” و“الخفافيش” و“حي الحكمة”، وكذلك أدت عددا من الأغاني اليمنية الفريدة التي حصلت على تفاعل ورواج مميز خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي.
وردا على سؤال لها عن كيفية وصف ذاتها حاليا، وما هي الكلمات التي من الممكن أن تلخص بهذا واقعها الشخصي؟ ردت أريج بإجابة مقتضبة “أنا فنانة طموحة وأحلم بالوصول إلى العالمية في المجال الفني”.
وتأثرت الفنانة اليمنية بعدد من الفنانين العرب، وتقول “أكثر الفنانين الذين حازوا إعجابي هم الفنان العراقي ماجد المهندس والفنان الإماراتي حسين الجسمي، إضافة إلى الفنانة السورية أصالة نصري والفنانة المصرية شيرين”.
وحول اللهجات العربية الأقرب إليها، تجيب بأنها تحب الغناء باللهجة الخليجية، مشيرة إلى أن الفن الخليجي هو أكثر لون تميل إليه، إضافة إلى الفن اليمني بكافة ألوانه.
وقبل أربع سنوات أيضا كان لأريج السيد دور جمالي مميز، عندما شاركت عام 2016 في مسابقة ملكة الجمال في اليمن، وحصلت على لقب الملكة، وعنها تقول “لقد كانت هذه تجربة مميزة ومختلفة”.
وفيما يتعلق بالمجال المسرحي والدرامي، عملت أريج أيضا في المسرح اليمني وفي الدراما اليمنية التلفزيونية التي تبث غالبا في شهر رمضان، إضافة إلى عملها في بعض البرامج التلفزيونية المصرية كـ“الحموات الفاتنات”، والبرنامج العربي “سيدة الخدمة الاجتماعية”.
ولأريج طموح وقّاد، فهي تقول إنها تود أن تكون لها بصمة فنية مختلفة كفنانة يمنية، وأن يكون لها تأثير عربي وعالمي.
وتخرجت أريج السيد من قسم الإعلام وتحب الاستمرار في تطوير ذاتها أكاديميا في الجانب الموسيقي، وكما لكل فتاة طموحة صعوبات وعوائق تحول بينها وبين تحقيق العديد من الأحلام، تقول المطربة اليمنية “هناك بعض التقاليد اليمنية التي تعيق تحقيق حلم الفتيات المطربات والفنانات بشكل عام، إضافة إلى وجود عوائق وصعوبات يصنعها الأهل أحيانا”.
وتستدرك بالقول “لكن إرادتي طموحة، استطعت بها التغلب على جميع الصعوبات التي واجهتني خلال الفترة الماضية”.
وفيما يتصل بالصعوبات التي تواجه الفتاة والمرأة اليمنية بشكل عام، تقول “هناك صعوبات تتعلق بعدم تقبل الاختلاف وأيضا الخوف من ردة فعل المجتمع حيال طموحات وأحلام الفتيات التي قد لا تتلاءم مع ما يفكر فيه المجتمع”.
ولأريج حلم عام حول بلادها التي تشهد حربا للعام السادس على التوالي خلفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وتبيّن أنها تحلم كثيرا بأن يعم السلام اليمن في المقام الأول، ثم الاهتمام بالمبدعين من أجل إنشاء مجتمع مبدع ومنتج.
وتشكو أريج من ضعف البيئة الفنية المؤسّساتية في اليمن، وتشير إلى أن هناك حاجة ماسة إلى خلق أماكن ومؤسّسات وأكاديميات للتأهيل والتطوير الفنيَّيْن، إضافة إلى ضرورة اهتمام وزارات الثقافة والشباب والإعلام بأحلام الشباب وطموحاتهم الفنية.
وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها اليمنيون الشباب، برز العديد منهم في ظل الحرب المشتعلة التي لم تكن عائقا يحول دون مواصلة الحلم والاستمرار في الطموح. وفي هذا السياق تقدّم أريج نصيحة للشباب بأن يحاربوا من أجل تحقيق حلمهم حتى وإن كان تحقيقه صعبا.
وتضيف “بالاجتهاد الدائم يتحقّق كل شيء بما في ذلك تحقيق الأمن والسلام للوطن والمواطن”.
وكما لكل شخص رغبة في التجوّل بالعالم وزيارة العديد من البلدان من أجل التعرف عليها وعلى ثقافاتها وحضاراتها وعادات سكانها، تقول أريج السيد إنها تود زيارة كل من إيطاليا والعراق وسوريا والسودان.