خسائر بشرية فادحة في صفوف الحوثيين..
صحيفة: القوات اليمنية تعيد تعديل موازين القوى في جبهات القتال
تتّجه موازين القوى في عدد من جبهات القتال باليمن، إلى الانقلاب مجدّدا ضدّ المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران بعد أن حقّق هؤلاء خلال الفترة الأخيرة تقدّما ملحوظا في عدد من المناطق، مستغلّين الارتباك في صفوف القوات التابعة للشرعية اليمنية نتيجة عدم التناسق بين مكوّناتها، لاسيما الفصائل التابعة لحزب الإصلاح الذراع اليمنية لجماعة الإخوان المسلمين، والتي تقول مصادر سياسية إنّها تقاتل خدمة لأجندة حزبية وإقليمية مختلفة وتعقد تفاهمات سرّية مع الحوثيين.
وتكبّد الحوثيون خسائر بشرية ومادية كبيرة في محافظة الحديدة غربي اليمن. وسقط من مقاتليهم العشرات من القتلى والجرحى، بينهم قيادات عسكرية كبيرة، في مواجهات اندلعت مع القوات الحكومية بغطاء من التحالف العربي.
وقالت ألوية العمالقة التابعة للقوات الحكومية في بيان، إنّ “القوات المشتركة المكونة من ألوية العمالقة، والمقاومة الوطنية، والتهامية كبدت ميليشيا الحوثي خسائر فادحة في العتاد والأرواح إثر اشتباكات عنيفة اندلعت عند محاولة الميليشيا التسلل والهجوم على مواقع القوات شرقي مدينة الدريهمي جنوبي الحديدة”.
وأقر المتمردون الحوثيون بمقتل 6 من قياداتهم الميدانية، في المعارك حسب ما نقلته وكالة “سبأ” التابعة للجماعة خلال اليومين الماضيين. وقالت الوكالة إنه تم الأربعاء تشييع كل من جثامين “العقيد عبداللطيف صالح الغفري، والعقيد معين عبدالله مرعي، والعقيد عبدالبديع عبدالرب الحوثي، والعقيد علي يحيى الوجيه” في صنعاء. كما ذكرت الوكالة أنه تم الثلاثاء تشييع كل من “العميد يحيى عبدالجبار حسن جحدان والعميد عبدالله محمد حنش”.
خسائر بشرية فادحة في صفوف الحوثيين شملت مقتل عدد من قادتهم الميدانيين خلال صد هجوم لهم في الحديدة
واشتعل القتال مجدّدا في اليمن بعد فترة تهدئة نسبية وحديث مكثّف عن جهود إقليمية ودولية وأممية لإطلاق عملية سلام جادّة تنهي الحرب الجارية بالبلاد منذ أكثر من خمس سنوات. وصنّفت مصادر مطّلعة لجوء الحوثيين المدعومين من إيران إلى التصعيد في غمرة الحديث عن السلام ضمن “محاولة تحسين المواقع وتقوية الموقف التفاوضي استعدادا لعملية السلام المحتملة”.
غير أنّ ما حقّقه الحوثيون من تقدّم على حساب قوات الشرعية، وخصوصا على جبهة مأرب شرقي العاصمة صنعاء، فضلا عن محاولتهم التقدّم على جبهة الحديدة، مثّلا إخلالا بالتوازنات القائمة ما دفع إلى مضاعفة الجهد الحربي في مواجهتهم بمشاركة التحالف العربي الذي عاد لاستخدام تفوّقه الجوّي المطلق ضدّ الميليشيا.
وقالت جماعة الحوثي، الخميس، إن التحالف شن خلال أربع وعشرين ساعة نحو 15 غارة جوية على أربع محافظات يمنية، بينها صعدة معقل زعيم الجماعة.
وجاء ذلك في وقت أعلن فيه التحالف عن تقويم الأخطاء المرتكبة في قواعد الاشتباك وإخضاع المسؤولين عنها للمحاسبة. وذكرت النسخة الحوثية من وكالة “سبأ” اليمنية، أنّ الغارات توزعت على محافظات الحديدة وصعدة والضالع ومأرب والجوف.
ووفقا للوكالة، فقد نفذ التحالف العربي 11 غارة على مديرية مجزر بمحافظة مأرب التي تشهد منذ أيام مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين.
ومنذ أسابيع تشهد مناطق مختلفة من اليمن تصعيدا مع تجدّد معارك عنيفة، بعد حالة من الهدوء الحذر عاشتها معظم جبهات القتال خلال الأشهر الماضية، على خلفية جهود يقودها المبعوث الأممي مارتن غريفيث لإحلال السلام.
وأوضح الناطق باسم الجيش اليمني عبده مجلي، الأربعاء، أنّ القوات الحكومية “تحقق انتصارات متوالية” في جبهات القتال، مستعرضا لقطات تلفزيونية قال إنها لانتصارات أحرزتها قواته خلال الأيام الماضية.
ومن جهته أعلن التحالف العربي أنّه بدأ إجراءات قانونية بحق عناصره المتورطين في عمليات تخالف القانون الدوليّ الإنساني.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية “واس”، إنّ “القيادة المشتركة للتحالف أحالت ملفات نتائج تحقيقات حوادث بوجود خطأ ومخالفة لقواعد الاشتباك للدول المعنية”، مشيرا إلى أنّ “الملفات تتضمن الوثائق والأدلة لاستكمال الإجراءات النظامية حول المحاسبة”.
ولفت خلال مؤتمر صحافي في لندن إلى أنّ “الجهات القضائية شرعت في إجراءات المحاكمة وستُعلن الأحكام حال اكتسابها الصفة القطعية”. وأكّد المالكي التزام التحالف العربي “بمحاسبة مخالفي قواعد الاشتباك ومخالفي القانون الدولي الإنساني، إن وجدت المخالفات، وفقا للقوانين والأنظمة لكل دولة من دول التحالف”.