اتفاقات غير مُعلنة..

تقرير: اليمن محاصر بحوثنة الشمال وأخونة الجنوب

عناصر من مليشيات الحوثي في اليمن "أرشيفية"

نورا بنداري

ما حدث- وما زال يحدث- في المشهد اليمني من اضطرابات على المستوى السياسي والعسكري، يؤكد استمرار الدعم القطري لإخوان اليمن والمتمثل في «حزب الإصلاح»؛ من أجل تهديد قوات التحالف العربي في «محافظة المهرة»، ومحاربة كل من يهدد وجود أذرع قطر داخل المحافظة اليمنية، كان آخر تلك التطورات، جاء تحت عنوان إقالة «راجح باكريت» محافظ المهرة في 23 فبراير 2020، وهي الإقالة التي سعى إليها الإخوان في الحكومة اليمنية الشرعية؛ لتعيين آخر موال لهم، في ظل استمرار الدعم الإيراني القطري للميليشيا الحوثية بإعطائهم الأسلحة والمال لتطويل أمد الحرب قدر الامكان.


«منفذ شحن» الإستراتيجي

سعت قوات التحالف العربي بالتعاون مع محافظ المهرة، الذي تم إقالته؛ لفرض الأمن على هذا «منفذ شحن البري»؛ لإيقاف جميع المنافذ البرية والبحرية التي تخترقها الدوحة وإيران؛ من أجل تهريب الأسلحة إلى الميليشيا الحوثية في المهرة، ولذلك بعد أن اشتد الخناق على الميليشيا الانقلابية التي سارعت بطلب الدعم من حزب الإصلاح، هنا أدرك الإخوان بدورهم أن تحركات التحالف العربي ستقضي على مصالح الجماعة ونفوذها في المحافظة اليمنية؛ ولذلك سارع «الاصلاح» بطلب العون والمدد من كفيل الدوحة، وكان الحل هو إقالة «باكريت»، وتعيين محافظ آخر يكون أكثر ولاءً للمخطط القطري الإخواني في المحافظة الجنوبية.

وأشارت وسائل إعلام يمنية، إلى أن قطر تمتلك خلية استخباراتية؛ هدفها الأساسي العمل على تنفيذ حملات لإثارة الفوضى والإرهاب في محافظة المهرة، وقيام أعضاء هذه الخلية بمحاولة تشويه الدور الذي تقوم به قوات التحالف العربي في المهرة؛ ما أسفر عن مواجهات عنيفة بين قوات مشتركة «سعودية ويمنية» من جهة، ومسلحين قبليين في المحافظة الجنوبية بالقرب من منفذ «شحن» البري في 23 فبراير 2020، من جهة أخرى، وعلى إثرها اقيل محافظ المهرة، وتعيين الإخواني «محمد على ياسر» كمحافظ جديد للمحافظة الجنوبية.

يار الى أن منفذ «شحن» الحدودي مع سلطنة عمان؛ من أهم منافذ اليمن البرية، وهو أهم منفذ كان يغذي الحوثيين والإخوان في المهرة، من خلال نهب إيراداته التي تبلغ عشرات المليارات.


حوثنة الشمال وأخونة الجنوب

وتفاعل الناشطون اليمنيون مع قرار إقالة محافظ المهرة، ورأوا أن تغيير محافظ المهرة قرار إخواني صدر من قطر؛ لأن الجزيرة نشرت الخبر قبل قناة اليمن، ولفتوا إلى أن الهدف منه إدخال المحافظة في فوضى، واستهداف القوات السعودية بالدرجة الأولي، وأشاروا إلى أن تنظيم الحمدين والإخوان المخترقين للحكومة الشرعية يسعون لتعطيل التحالف في المهرة وإضعاف سيطرته على المهرة، وذلك من خلال تعيين ضباط مرتزقة محسوبين على الدوحة، وشدد البعض على أنه من الواضح أن الحملة المسعورة التي شنها إعلام قطر والإخوان على «راجح باكريت»، لم تكن طبيعية أبدًا، وتدل على أن «باكريت» كان شوكة قوية في حنجرة قوى الفساد والإرهاب.

وفي مداخلة تليفزيونية له مع قناة المهرة، أوضح «أمجد طه» الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط، أن مايحدث في محافظة المهرة، يؤكد وجود مجلس تعاون تركي قطري إيراني، مستخدمًا الإخوان لضرب الشرعية و تهديد المحافظات الجنوبية وأمن اليمن بشكل عام، وظهر التنسيق بين هذه الدول والإخوان جليًّا في محافظة المهرة، وعلى الأمة العربية أن تقدر تضحيات أبناء الجنوب في مكافحة الإرهاب.

كما أشارت قوات المقاومة الجنوبية في تغريدة بحسابها على توتير، أن ما يحصل في المهره وتحديدًا «منفذ شحن»، هو تمرد من قبل القوات الشمالية المحتلة التابعة للإصلاح والحوثي على السلطة المحلية والتحالف العربي، وسبق أن وجهت قوات المقاومة الجنوبية تحذريًا للتحالف العربي من وجود قوات موالية للحوثي والإخوان في المهرة ووادي حضرموت، كما شددت وسائل الإعلام اليمنية على ضرورة التصدي للمخطط الإخواني القطري؛ لأن هدفه في النهاية حوثنة الشمال وأخونة الجنوب

الإخوان والقاعدة يعبثان بالجنوب اليمني

يبدو أن جماعة الإخوان وقطر يواصلان العبث في الجنوب اليمني، عبر الجماعات الإرهابية، لضرب استقرار المحافظات المحررة في الجنوب وتقديم خدمة لميليشيات الحوثي الانقلابية.

وقد نجحت قوات التحالف العربي والشرطة العسكرية اليمنية بمحافظة المهرة بالقبض على أخطر العناصر الإرهابية في المحافظة، بعد تنفيذ عملية نوعية استهدفت منزلًا في مدينة الغيضة يستخدمه إرهابيون لتنفيذ هجماتهم.

وقد تم اعتقال الخلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في المحافظة.


اتفاقات غير مُعلنة

كما كشفت تقارير في وقت سابق، عن اجتماع بين قادة ميليشيا الحوثي والتجمع اليمني للإصلاح «إخوان اليمن» وتنظيم القاعدة الإرهابي في صنعاء، بدعم وتنسيق قطري؛ من أجل زعزعة استقرار المحافظات المحررة، خاصة في الجنوب.

وعُقِدَ الاجتماع بمنزل وكيل الأمن القومي التابع للميليشيا الحوثي، مطلق المراني «أبو عماد»، برئاسة رئيس الاستخبارات العسكرية للميليشيا «أبوعلي الحاكم» وقيادات أخرى.

وقد أشارت المصادر إلى أن اللقاء يأتي ضمن الاتفاقات غير المعلنة، التي عقدتها الميليشيا الحوثية مع حزب الإصلاح برعاية قطرية خلال الفترة الماضية، التي أسفرت عن نقل عناصر القاعدة من سجن الأمن السياسي بصنعاء إلى مأرب.

وأوضحت التقارير، أن الاجتماع بحث تنفيذ خطة عاجلة وأخرى طويلة المدى، تقوم الخطة القصيرة على زعزعة الأمن في المحافظات المحررة بخلايا القاعدة والإخوان، وتنفيذ اغتيالات سياسية، وعلى مستوى زعماء شيوخ القبائل المناهضين والثائرين على الميليشيا، فيما تتركز الخطة طويلة المدى على وجود إحداث ثغرات في جبهات القتال لصالح الميليشيا، وتصورها على نصر عسكري للميليشيات، مقابل شراكة قوية بين الحوثي والإخوان في حكم اليمن.


ولفتت التقارير إلى أن قطر تدعم وتمول خلايا الحوثي؛ لتخريب المناطق المحررة، وتعمل استخباراتيًّا لصالح المتمردين، فضلًا عن دعم الدوحة لجماعة الإخوان الإرهابية بملايين الدولارات في اليمن.

من جانبه أكد الناشط السياسي اليمني، علي ناصر العولقي، أن تنظيم القاعدة والإخوان وجهان لعملة واحدة ضد الجنوب.

وأضاف السياسي اليمني في تصريحات صحيفة: «بينما المحافظات الشمالية الممتلئة بالميليشيا والإرهاب والملتهبة بالفوضى، لم نرَ هناك استهدافات إرهابية»، مؤكدًا: «هذا دليل على أن الإرهاب والإخوان وجهان لعملة واحدة ضد الجنوب».