إدارة الجنوب ذاتيا..

كيوبوست: إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي خطوة مدعومة شعبياً

قوات المجلس الانتقالي الجنوبي

على خلفية اتساع الهوة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية في اليمن على عدة أصعدة، أبرزها عدم الالتزام بما ورد في اتفاق الرياض، قررت رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي إعلان حالة الطوارئ والإدارة الذاتية في جميع مدن الجنوب.

المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم، أكد، في تعليق لـ”كيوبوست”، أن هذه القرارات لا تعني انتهاء اتفاق الرياض؛ ولكنهم لا يزالون في انتظار تنفيذ الشق السياسي من هذا الاتفاق، لا سيما ما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة؛ وهو ما لم يحدث حتى الآن، مشيراً إلى أن “القرارات الأخيرة قد اتخذت لإحباط المخطط الإخواني الرامي إلى تأجيج الصراعات الداخلية، وأكبر دليل على ذلك هو العويل المسموع من قناة (الجزيرة) والمنصات الإعلامية الإخوانية لانتقاد ما حدث”، على حد تعبيره.


صوت الشعب

وعلى الرغم من المرونة السياسية ورباطة الجأش التي أبداها “الانتقالي” تجاه الرئيس هادي وتجاه التحالف؛ فإنه كان لزاماً عليه؛ أخلاقياً وسياسياً، أن يتخذ عدداً من الخطوات “لإنقاذ شعب الجنوب الذي يواجه الموت جوعاً على يد شلة فاسدة فاشلة تنهب ثرواته؛ لتصرفها ببذخ على وزرائها ومواليها”، حسب العميد الركن ثابت حسين صالح، الباحث والمحلل السياسي والعسكري اليمني، والذي تحدث إلى “كيوبوست”.

يشدد صالح على أن خطوات “الانتقالي” مدعومة بتأييد شعبي، ومن ثمَّ ينبغي أن تحظى بتفهم ودعم دول التحالف؛ وعلى رأسها السعودية، الأمر الذي سيخدم المحور العربي في مواجهة التآمر “التركي- الإيراني- القطري”.

اقرأ أيضاً: “الإصلاح الإخواني” بوابة أردوغان للتدخل العسكري في اليمن

أمر يتفق بشأنه الأستاذ في جامعة عدن الدكتور صدام عبدالله، الذي يرى أن “الحكومة الشرعية عمدت إلى محاربة المواطن في مختلف الخدمات، والتي تدنَّت بصورة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة ، فضلاً عن قطع الرواتب لأكثر من أربعة أشهر”.


سيطرة الإخوان

وأكد عبدالله، في حديثه إلى “كيوبوست”، أن “(الانتقالي) يملك زمام الأمور عسكرياً وأمنياً، وترك الموارد تحت تصرف الحكومة، إلا أن سيطرة الإخوان عليها، وإخلالهم بجميع القوانين والأعراف، واستغلال خيرات الجنوب لمصالح الإخوان فقط لم يعد مقبولاً”، خصوصاً أن الحكومة اليمنية بعيدة عن الجنوب، وينشغل أعضاؤها باستثماراتهم الخاصة منذ سنوات.

يصف عضو الجمعية الوطنية الجنوبية وضاح بن عطية، لـ”كيوبوست”، قرار المجلس الانتقالي الجنوبي، بأنه إنساني في المقام الأول، وجاء استجابة للمسؤولية التي تحملها المجلس “بعد تخلي الحكومة الشرعية التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان المسلمين عن واجبها القانوني والأخلاقي تجاه المواطن في المحافظات، وبعد أن عانى المواطنون لسنوات انقطاعَ الرواتب وانعدام أبسط الخدمات”.


وبينما وصفت الحكومة الشرعية إعلان المجلس الانتقالي بالتمرد الواضح والانقلاب الصريح على اتفاق الرياض، أكد ابن عطية أن “القرار يتحدث عن إدارة ذاتية للجنوب وليس عن انفصال أو حكم ذاتي”، منتقداً بيان الشرعية والذي يعبر عن “مدى التخبط والعشوائية وحجم اختراق تنظيم جماعة الإخوان للحكومة”.

ولا يخفي المجلس الانتقالي الجنوبي مطالبه باستعادة الدولة الجنوبية “ولكن عبر المسار التفاوضي مع المجتمع الدولي، والتحالف العربي وضمن حل سياسي شامل”، حسب الناطق باسم “الانتقالي” نزار هيثم، والذي أشار إلى بدء العمل على الفور في تنفيذ القرارات الخاصة بالحكم الذاتي عبر لقاءات مكثفة مع القيادات المحلية لحسم الملفات المعلقة، ومحاولة حل المشكلات المتراكمة؛ خصوصاً في ما يتعلق بالكهرباء وأعمال النظافة، فضلاً عن متابعة خطط إعادة الإعمار.