قرار الانتقالي الجنوبي جاء بعد مماطلة الحكومة اليمنية..

"التعاون الخليجي" يستعجل استكمال تنفيذ اتفاق الرياض

التحالف بقيادة السعودية يحث على التهدئة وتجنب التصعيد

الرياض

دعت دول مجلس التعاون الخليجي الاثنين اليمنيين إلى التعجيل باستكمال تنفيذ اتفاق الرياض وتوحيد الصفوف، فيما تأتي هذه الدعوة بعد يومين من إعلان المجلس الجنوبي الانتقالي الإدارة الذاتية لمحافظات الجنوب بعد فشل الحكومة اليمنية في الوفاء بالتزاماتها على جميع الأصعدة الأمنية والمعيشية والخدماتية.

وشدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) والحساب الرسمي لدول مجلس التعاون على تويتر، على أهمية الاستجابة إلى إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن (التحالف العربي بقيادة السعودية) بضرورة عودة الأوضاع في عدن إلى سابق وضعها.

 وتأتي دعوة الحجرف "على إثر إعلان حالة الطوارئ من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي وما ترتب عليه من تطورات للأحداث في العاصمة (عدن) وبعض المحافظات الجنوبية بالجمهورية اليمنية".

وطالب مجلس التعاون الخليجي "بضرورة إلغاء أي خطوة تخالف اتفاق الرياض والعمل على التعجيل بتنفيذ الاتفاق الذي يمثل الإطار الذي أجمع عليه الطرفان لتوحيد صفوف اليمنيين وعودة مؤسسات الدولة والتصدي لخطر الإرهاب".

وبحسب البيان الصادر عن الأمانة العامة للمجلس، عبر الحجرف "عن أمله أن تُسفر هذه الجهود عن وقف أي نشاطات أو تحركات تصعيدية وتهيئة الظروف الملائمة للعودة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض دون تأخير بما في ذلك ما نص عليه بشأن تشكيل حكومة الكفاءات السياسية وممارسة عملها من العاصمة (عدن) وتوفير الخدمات للشعب اليمني".

وكان البيان يشير إلى اتفاق تقاسم السلطة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي وهو الاتفاق الذي رعته السعودية وأنهى حالة من التوتر والمواجهات بين الطرفين في عدن.

وبشر ذلك الاتفاق في العام الماضي بحلحلة الأزمة وتخفيف معاناة أهالي الجنوب وتحسين أوضعاهم المعيشية، لكن الحكومة اليمنية لم تنفذ التزاماتها سواء تلك المتعلقة بتقاسم السلطة (الشق السياسي) أو تلك المتعلقة بالخدمات العامة الاجتماعية والاقتصادية.

وأكد الأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجي في بيانه أن استكمال تنفيذ اتفاق الرياض "أصبح أكثر إلحاحا لمواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية الملحة ومعالجة آثار السيول والفيضانات التي أصابت عدن، ومخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد".

ودعا "الأشقاء اليمنيين إلى تغليب مصلحة الدولة والشعب اليمني وتوحيد الصفوف لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في استعادة الدولة من خلال الحل السياسي على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216" .

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلن الإدارة الذاتية لمحافظات الجنوب"اعتبارا من منتصف ليل السبت 25 ابريل/نيسان وكذلك إعلان حالة الطوارئ العامة.

ودعا الموالين له للالتفاف حول قيادته السياسية ودعمه ومساندته لتنفيذ إجراءات الإدارة الذاتية للجنوب وهو ما اعتبرته الحكومة اليمنية "انسحابا من اتفاق الرياض والانقلاب على مؤسسات الدولة".

ويأتي بيان دول مجلس التعاون الخليجي بينما حث التحالف بقيادة السعودية في اليمن اليوم الاثنين المجلس الانتقالي الجنوبي على التراجع عن هذه الخطوة التي وصفها بأنها "تحركات تصعيدية".

ويأخذ الانتقالي الجنوبي على الحكومة اليمنية غيابها عن الواقع على أرض الميدان وإهمالها للمحافظات الجنوبية والمماطلة في الاستجابة لمطالب الجنوبيين من تهيئة للبنية التحتية وتحسين لمرافق الخدمات من صحة وتعليم وتنمية.  

وتنذر الخطوة التي أقدم عليها المجلس الانتقالي الجنوبي بإحياء الصراع بينه وبين الحكومة وكلاهما طرف في التحالف العربي، وذلك في وقت تسعى فيه الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار في عموم البلاد بسبب وباء كورونا، مضيفا في بيان "يتعين على جميع الأطراف السياسية الفاعلة التعاون بحسن نية الآن وأكثر من أي وقت مضى والامتناع عن اتخاذ تحركات تصعيدية ووضع مصالح اليمنيين في المقام الأول".

وحذرت الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن من "تبعات كارثية" بعد أن أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي أمس الأحد حالة الطوارئ في المحافظات الجنوبية بما في ذلك عدن وهي المقر المؤقت للحكومة منذ أن أجبرها الحوثيون على الخروج من العاصمة صنعاء في أواخر 2014.

وقال التحالف في بيان إنه يؤكد على "ضرورة إلغاء أي خطوة تخالف اتفاق الرياض والعمل على التعجيل بتنفيذه"، في إشارة إلى اتفاق لتقاسم السلطة توسطت السعودية بشأنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

وأضاف أن تنفيذ الاتفاق سيؤدي إلى تشكيل حكومة كفاءات سياسية ومقرها عدن لمواجهة أزمة كورونا والسيول الأخيرة والتحديات الاقتصادية والتنموية.

ويسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الحكم الذاتي منذ وقت طويل ويتهم حكومة عبدربه منصور هادي التي يهيمن عليها حزب الإصلاح (الاخواني) بسوء الإدارة والفساد وهو ما تنفيه الحكومة.

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية قد قال في وقت سابق في تغريدة على تويتر إن الإمارات تعارض قرار المجلس الانتقالي الجنوبي، مضيفا أن "الإحباط" من تأخر تطبيق اتفاق الرياض يجب ألا يكون سببا لتغيير الأوضاع من طرف واحد. وأنهى اتفاق الرياض خلافا سابقا بين الانتقالي الجنوبي والحكومة العام الماضي.

وقال قرقاش إن الإمارات تثق في التزام السعودية بتنفيذ الاتفاق مما قد يمهد الطريق أمام المرحلة التالية من حل سياسي في اليمن.

وقال غريفيث إن اتفاق الرياض يُمّكن المجلس الانتقالي الجنوبي من المشاركة في مشاورات بخصوص حل سياسي للصراع، وحث على تنفيذ الاتفاق بسرعة.

وأعلن التحالف بقيادة السعودية وقف إطلاق النار من جانب واحد تلبية لمناشدة من الأمم المتحدة للتركيز على وباء كورونا. ولم يقبل الحوثيون به واستمر العنف.

وبينما لم يعلن اليمن سوى عن حالة إصابة مؤكدة واحدة بفيروس كورونا المستجد، تخشى جماعات الإغاثة من كارثة إذا تفشى المرض بين سكان يعانون أصلا من سوء التغذية في بلد نظامه الصحي منهار.

وتحاول الأمم المتحدة إجراء محادثات عبر الإنترنت تتناول الهدنة وجهود منسقة لمكافحة فيروس كورونا وخطوات لبناء الثقة بهدف استئناف المفاوضات لإنهاء الحرب.

ولوثت سيول شديدة المياه في البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية ودمرت طرقا وعطلت الخدمات الأساسية مما فاقم الأزمة اليمنية وهي أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وقالت الأمم المتحدة إن نحو 100 ألف شخص تضرروا وتعرضت عدن لضرر بالغ ولقي سبعة أشخاص على الأقل حتفهم فيها بسبب السيول.

وقالت ليز غراندي منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن "في الواقع، لا أحد منا يعرف كمّ المعاناة الذي يمكن لشعب اليمن احتماله بعد ذلك".