أثار حفيظة شريحة واسعة..

حملة انتقادات..إعلان ميس حمدان يثير جدلا في مصر

ابن الجيران يسبب مشكلة لميس حمدان

القاهرة

تعرّضت الفنانة ميس حمدان لحملة انتقادات عنيفة بعد ظهورها في إعلان خاص بإحدى الشركات المتخصصة في إنتاج الملابس الداخلية، بسبب كلمات الأغنية الخاصة بالإعلان والتي “تحمل إيحاءات لا تتوافق مع قيم المجتمع المصري الأخلاقية”.

 أثار إعلان لشركة ملابس “قوطونيل”، وهي شركة متخصصة في الملابس الداخلية، الجدل بين الجمهور منذ اللحظة الأولى لعرضه، حيث تظهر الفنانة ميس حمدان وهي تغني لـ”ابن الجيران” وتتغزل بمشيته وأسلوبه وملابسه الداخلية.

وعبّر العديد ممن شاهدوا الإعلان عن استيائهم من كلمات الأغنية التي تغنت بها ميس حمدان في الإعلان، وهو، بحسب تعليقاتهم، ما يتنافى مع الآداب العامة والأخلاق.

وجلب توقيت عرض الإعلان خلال شهر رمضان مزيدا من التعليقات بخصوص تأثير هذا الإعلان على “أخلاق المجتمع والأسرة”، في حين أن ما أصبح شائعا في هذا الشهر هو إعلانات شركات الاتصالات الكبيرة في مصر، تدعو الناس لقيم مجتمعية محببة مثل مساعدة الجيران والتواصل مع الأهل والأصدقاء، للترويج لعروضها الجديدة بمساعدة كبار الفنانين.

كما اعتبر بعض مستخدمي موقع تويتر أن صناع الإعلان لم يوفقوا في اختيار فنانة لتقديم إعلان عن ملابس داخلية للرجال.

وكتب مغرد:

كل سنة “قطونيل” تعمل إعلان مستفز أكثر من الي قبلها قال إيه ابن الجيران حركاته عضلاته فانلاته شراباته بوكسراته! وهي الهانم شافت بوكسرات ابن الجيران فين؟

فيما عبر بعض المشاهدين عن اشتياقهم لرؤية المعلق الرياضي مدحت شلبي في إعلانات الملابس الداخلية، التي اعتاد تقديمها السنوات الماضية، لكونها تتسم بالتحفظ عكس إعلان ميس حمدان.

الرفض المتزايد لمحتوى الإعلان وصل إلى أن عضوين على الأقل في البرلمان المصري قدما طلبات إحاطة للتحقيق في الإعلان وتم وصفه بـ”الخادش للحياء” وطالبوا أيضا بتوقيع عقوبة على بطلة الإعلان.

وأصدر جهاز حماية المستهلك قرارا يلزم الشركة بوقف الإعلان بسبب “الانتهاك الواضح للكرامة الشخصية والعادات والتقاليد المجتمعية ومخالفته لأحكام قانون حماية المستهلك بشأن المواصفات القياسية للإعلان”.

وقال المجلس القومي للمرأة إن الإعلان يظهر المرأة في صورة مهينة ومسيئة لدورها في المجتمع.

الغضب المتزايد دفع الشركة إلى إصدار إعلان أكدت فيه إيقاف بث الإعلان “نزولا عند رغبة الجمهور المصري”، وعرضت إعلانا بديلا، لكن المجلس الأعلى للإعلام قال إنه مع ذلك سيعقد جلسة طارئة ليحدد العقوبات التي ستفرض.

وقال باسل سماقية، رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة لمنتج الإعلان، إن المجموعة قررت وقف عرض الإعلان على الشاشات المصرية نزولا عند رغبة المواطنين، مشيرا إلى تلقيه ردود الفعل حول الإعلان وجرى مناقشتها في اجتماع مجلس إدارة المجموعة والتي قررت وقف الإعلان.

وصرحت بطلة الإعلان الفنانة ميس حمدان لوسائل إعلام محلية أنها تحترم قرار وقف الإعلان، وحذفته من حساباتها الشخصية.

لكن فاطمة عبدالسلام، وهي مدوّنة مصرية، تعتقد أن سبب انزعاجِ كثيرين من هذا الإعلان، وتدخلِ نواب وجمعية حماية المستهلك لمنعه، كان سببه أن المرأة هذه المرة هي من عبرت عن إعجابها بجسد الرجل، في حين أن عكس ذلك هو ما أصبح مألوفا لدى غالبية أفراد المجتمع.

وقالت “الإعلان بصريا دمه خفيف. المشكلة أن بطلة الإعلان عبرت عن رغبتها ولو بشكل غير مباشر. المشكلة أنها امرأة تنظر إلى رجل بشكل جنسي نوعا ما. المجتمع عموما يعتبر أن المرأة يجب أن تظهر بمظاهر العفة؛ ليست لديها مشاعر جنسية أو على الأقل لا يجب إظهار هذه المشاعر إلى العلن”.

وتضيف مازحة “بعد منع عرض الإعلان أصبحت أخلاقنا محفوظة وعادت ليس فقط 100 في المئة بل 110 في المئة”.

وليس من الصعب على فاطمة أن تذكر أمثلة عن تجاوزات لرجال ظهروا على التلفزيون ولم تلق إساءاتهم ردة مماثلة لتلك التي أثارها إعلان ميس حمدان. وتذكر بأغنية حسن شاكوش التي يعبر فيها عن انجذابه لبنت الجيران ويقول لها “هزي خصرك ميلي.. عود عليه القيمة”، وبإعلان شركة مشروبات تروّج لصورة الرجل العنيف “خليك راجل”، وكثير جدا من الأمثلة الأخرى.

وتقول مايا عمار، وهي صحافية لبنانية وتكتب في النقد النسوي، إنها لا تزال “تتفاجأ” من مثل ردة الفعل هذه على إعلان تلفزيوني، قائلة “هناك جرائم كبرى من نهب وقتل وغير ذلك، في حين تخصص موارد بشرية كبيرة لتعقب مثل هذه الحالات عندما يتعلق الأمر بامرأة. هذا يعكس حجم التهديد الذي يمكن أن تشكله المرأة على المنظومة السياسية والدينية والأبوية.. لذا تستنفر القوى لتواجه أي امرأة تخرج عما هو متوقع منها”. وتهكم إعلامي:

ان يغني مدحت شلبي: هالاهالله علي الفانلة فأمر مفهوم حتي لو رفضناه، وان يطنطن للبوكسر  فهو رجل خبرته تمكنه الحكم علي أنواع البوكسرات، أما ان تهتف ميس حمدان: هالاهالله علي الفانلة أو تتغزل ببوكسر ابن الجيران فالموضوع يدخل في باب قلة الأدب... ويستلزم تطبيق قانون العقوبات.

يذكر أنه باستثناء إعلان قطونيل لم تلفت الإعلانات التلفزيونية الرمضانية في مصر الأنظار إليها بشكل كبير، خاصة أن أفكارها مستهلكة رغم حضور عدد كبير من المشاهير فيها.