عرض الصحف العربية..
هل استفاد ترامب من لعبة ظهور زعيم كوريا الشمالية بعد اختفائه؟
علقت صحف عربية على ظهور الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ-أون، بعد اختفاء استمر لنحو 20 يوما والتكهنات التي تداولتها وسائل الإعلام، لاسيما الغربية منها، عن سبب اختفائه.
رأت بعض الصحف أن هذا الاختفاء ثم الظهور كان "لعبة" لتحافظ بها كوريا الشمالية على صورتها أمام العالم، بينما قال آخرون إن ما حدث كان أشبه بـ "صفقة" بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكلاهما استفاد منها على المستوى الداخلي.
وفي حين أبدت صحيفة ترحيبها بظهور الزعيم الكوري الشمالي باعتباره ودولته "سندا للشعوب المقهورة التي تعاني من الغطرسة الأمريكية"، أبدى أحد الكُتاب استغرابه من أن بعض اليساريين والإسلاميين "من محور المقاومة" يعد كوريا الشمالية "عضوا عاملا في الجبهة المناهضة للإمبريالية".
"لعبة"
يقول أمجد عرار، في صحيفة "البيان" الإماراتية، إن اختفاء كيم "قوبل بسيل من الشائعات والتكهّنات والسيناريوهات، ذلك أن بيونغ يانغ (عاصمة كوريا الشمالية) لم تقل شيئا يوضّح سبب الغياب، وهي بالتأكيد تراقب وتقرأ وتسمع، ما يعني أن عدم التوضيح عملية مقصودة ولها غاية في نفس الزعيم".
وأضاف: "إذا كانت مخابرات هذه الدولة الحصينة ووسائل إعلامها لم تتحدث، فإن حديث الآخرين، أصدقاء وخصوم، لن يخرج عن دائرة التكهنات التي يجرفها بعضهم باتجاه الشائعات والسيناريوهات الممزوجة بالرغبات".
ويؤكد عرار أن كيم "عندما يترك العالم يغرق في لغز محيّر ولا يقدّم تفسيرا، فهذا ربما يعني أنه يقصد هذا السيناريو الغامض، ربما كذلك، ليعزز رسالة لخصومه فحواها بلا كلام أن عليكم أن تتوقّعوا كل شيء من هذا الغموض".
ونقلت صحيفة "الرؤية" الإماراتية عن عدنان رشيد، الباحث في شؤون الأمن الدولي بجامعة جورج ماسون الأمريكية، قوله إنه "لا يمكن الجزم بعد إذا كان ما أُشيع عن صحة كيم كان مقصودا منه إثارة الرأي العام الدولي".
ووصف ما حدث بـ "اللعبة التي استطاعت كوريا الشمالية تسييرها بالطريقة الأمثل لتحافظ بها على صورتها أمام العالم".
وقال رشيد، واصفا الحرب الإعلامية: "حتى اللحظة لا يمكن التأكد مما إذا كانت كوريا تعمدت تسريب هذا النوع من الأخبار لتتصدر العناوين، كوريا الشمالية ورئيسها هم أساسا موضع خبر في كافة وسائل الإعلام منذ عدّة سنوات".
"صفقة"
واعتبر بيشوي رمزي، في صحيفة "اليوم السابع" المصرية، في مقال عنوانه "صفقة ترامب- كيم.. بين معجزة الزعيم وانتصار الرئيس"، ظهور كيم بعد حالة الجدل في وسائل الإعلام الغربية بشأن وفاته "انتصارا مهما للزعيم، الذى طالما تسابق الإعلام الغربى في تشويه صورته لسنوات عدة".
ورأى الكاتب التوقيت الذي ظهر فيه كيم "صفعة قوية تلقاها الإعلام الغربي، وخاصة المنصات الأمريكية".
ويقول رمزي إن ظهوره "يبقى في الوقت نفسه انتصارا فارقا ومهما للرئيس ترامب، والذى يستعد لمواجهة حملات إعلامية أكثر شراسة، من تلك التي سوف يشنها عليه خصومه الديمقراطيون، في جولاتهم الانتخابية، لتصبح ’أكذوبة‘ وفاة كيم، بمثابة السلاح الذى سوف يستخدمه سيد البيت الأبيض، لتقويض ما تبقى من مصداقية المنصات الإعلامية المناوئة له، والتي سبق وأن وصف ما تنشره مرارا وتكرارا بـ’الأخبار المفبركة‘".
ويضيف: "هنا تتجلى صفقة جديدة، ربما تكون ضمنية، بين ترامب وكيم، ولدت من رحم الشائعات التي أطلقها الإعلام الأمريكي".
ويضيف: "يبقى إعلان ترامب عن معرفته بالحالة الصحية للزعيم الكوري الشمالى، دون الإعلان عن أية تفاصيل، دليلا دامغا على محاولة سيد البيت الأبيض، على توريط الإعلام الذى فقد أدنى درجات الموضوعية والنزاهة، في فضيحة مدوية تكسر ما تبقى له من مصداقية أمام الرأي العام الأمريكي".
كما يرى أن هذا الظهور "يمثل دعما صريحا لـ’المعجزة‘ التي يسعى كيم للترويج لها داخل بلاده ليحتفظ بشرعيته ’المقدسة‘ أمام شعبه في المستقبل".
"سند الشعوب المقهورة"
وترى صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية في افتتاحيتها أن "ظهور كيم جونغ-أون متعافيا وفي صحة جيدة، مستأنفا أنشطته الرسمية يعني استمرار التحدي والتهديد الذي يشكله للولايات المتحدة الأمريكية".
وتؤكد الصحيفة أن "الزعيم الكوري الشمالي يشكل سندا للشعوب المقهورة التي تعاني من الغطرسة الأمريكية، وعلى رأسها معظم الشعوب العربية والإيرانية والعالم الثالث".
وتقول الصحيفة: "نحمد الله في هذه الصحيفة ’رأي اليوم‘ على عودة الزعيم كيم جونغ-أون لممارسة أعماله على قمة الحُكم في كوريا الشمالية حتى وإن كان لنا تحفظاتنا على بعض سياساته الداخلية، لأنه يقدم نموذجا لكل شعوب العالم الثالث في كيفية التعاطي مع الغطرسة الأمريكية، وتطوير قوة ردع نووي وباليستي وفرت الحماية لكوريا الشمالية في محيط من الجيران بزعامة أمريكا يتمنى زوالها".
أما عريب الرنتاوي، في صحيفة "الدستور" الأردنية، فيقول: "كل ما قيل ويقال عن البلد المسيّج بالحديد والنار والرؤوس النووية، يصلح مادة لسلسلة لا تنتهي من أفلام الرعب".
ويضيف: "يصبح صعبا علينا، نحن الذين ’نتسقّط‘ أخبار تلك البلاد، التمييز بين ما هو حقيقي وما هو زائف من أخبار تنشر عنها".
ويقول الرنتاوي إن "أغرب الغرائب، أن بعض اليساريين والإسلاميين من محور المقاومة، ما زال يعد كوريا الشمالية، ’عضواً عاملاً‘ في الجبهة المناهضة للإمبريالية".
ويضيف: "الأغرب حقا، أن نظرة ’المقاومين‘ في منطقتنا لكوريا الشمالية وديكتاتورها، لا يشاطرهم فيها أحد، سوى دونالد ترامب، الذي أبدى قلقا على حياة الزعيم كيم، أكثر من قلقه على مصائر أزيد من مليون أمريكي مصاب بفيروس كورونا؟"