البيضاء أعلنت التعبئة..
مراقبون: النفير القبلي في اليمن يرعب ميليشيات الحوثي
تتحسب حاليًا ميليشيا الحوثي الانقلابية من القبائل اليمنية، التي تستعد لمواجهة تلك الميليشيا المدعومة من إيران، خاصةً بعد تزايد الجرائم التي ترتكبها تلك الجماعة الإرهابية، يومًا بعد يوم بحق اليمنيين، وكان آخرهافي 3 مايو 2020؛ إذ أعلنت القبائل اليمنية في محافظة البيضاء في وسط اليمن، التصدي للحوثي وأعمالهم الإجرامية والثأر لمقتل المواطنة «جهاد الأصبحي» على يد عناصر حوثية بطريقة وحشية.
ويأتي إعلان القبائل اليمنية في البيضاء استعدادها لقتال الحوثي؛ استجابةً للنفير القبلي الذي أطلقته «قبائل آل عواض» وشيخها «ياسر العواضي»؛ للثأر لمقتل «الأصبحي»، التي تم اقتحام منزلها من قبل عناصر الحوثي، وقاموا بنهبه وقتلوها؛ انتقامًا من «أب زوجها» المعارض للميليشيا الانقلابية، والذي ما تزال الجماعة تبحث عنه لاعتقاله.
مواجهة قبلية
وبالفعل، اندلعت المواجهات في 3 مايو بين قبائل البيضاء و الحوثيين في عدد من مناطق المحافظة، وتمكن القبائل، وفقًا لما أعلنته وسائل الإعلام اليمنية، من إحراق أهم النقاط الحوثية، والاستيلاء على نقطة الدقيق بمديرية «ذي ناعم» التابعة للحوثيين، من قبل قبائل «آل هياش» في البيضاء، كما منعت قبيلة «آل الطاهر» ميليشيا الحوثي من التقدم،إلا عبر مناطقهم أو استحداث مواقع ومتاريس في مرتفعاتها؛ استعدادًا للحرب على قبيلة «آل عواض».
ومنعت «قبيلة المجانحة» عبور عربات ميليشيا الحوثي من العبور عبر مناطقهم للوصول إلى «آل عواض» أو استحداث متاريس ومواقع في مناطقهم، كما قامت قبائل «آل سواد» بالموقف نفسه، بمنع أي استحداثات في مرتفعاتهم أو أي محاولة تقدم حوثي عبر مناطقهم، الأمر الذي أثني عليه «العواضي»، وفي تغريدة له على موقع «تويتر»، طالب هذه القبائل بأن يواصلوا منع أي تعزيزات على قبيلة «آل عواض»، وأعلن عن استعداده لإمداد القبائل المجاورة التي لا تستطيع مقاومة الحوثيين إمداده بالمقاتلين من أبناء قبيلته.
وشكلت قبائل البيضاء حلفًا أطلق عليه «حلف قبائل البيضاء»، الذي أصدر بيانًا نشر في كافة مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام اليمنية في 4 مايو 2020، دعا فيه كافة أبناء المحافظة للتوجه إلى الجبهات بعدتها وعتادها للانخراط في قتال جماعة الحوثي، مؤكدين عدم قبولهم أو تراجعهم إلا بخروج الحوثيين من المحافظة، خاصةً بعدما تحملت البيضاء كافة الجرائم التي ارتكبها الحوثي على مدار خمس سنوات مضت على انقلاب الحوثي.
واحتشدت قبائل البيضاء ومأرب والجوف في مناطق عدة؛ لمساندة قبائل «آل عوض»، التي تنتظر نتائج وساطات قبلية وخارجية؛ لإنهاء الأزمة، خاصة بعد أن أعطت قبائل البيضاء مهلة لمدة 24 ساعة للحوثي؛ لإنهاء الأزمة وذلك بتسليم قتلة «الأصبحي» إضافةً إلى مغادرة المشرفين الحوثيين «المسؤولون عن إدارة البيضاء»، وإعادة كافة المنهوبات من منزل القتيلة، وإطلاق سراح وكيل المحافظة «صالح الخضر الأصبحي»، وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومحاسبة المتورطين في الجريمة من المشرفين الحوثيين في المحافظة.
تهديد حوثي
وعلى الجانب الآخر، عملت ميليشيا الحوثي الانقلابية على حشد مقاتليها من كافة المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرتها وإرسالهم إلى البيضاء، كما أطلق قيادي الجماعة الانقلابية موجة من التهديدات بحق قبائل البيضاء، منهم، القيادي الحوثي «أبوعلي الحاكم»، الذي هدد شيخ قبيلة «آل عواض» «ياسر العواضي»، بالتصفية، وأن مصيره سيكون كمصير الرئيس اليمني الراحل «علي عبدالله صالح»، في حين أشار القيادي في المجلس السياسي الأعلى «محمد علي الحوثي» في تغريدة له على «تويتر»، أن المعركة ضد قبائل البيضاء مصيرية، وأنه في البيضاء نكون أو لا نكون.
ولقت حادثة «جهاد الأصبحي» تفاعلًا واسعًا من قبل اليمنيين الذين نددوا بهذه الجريمة، مشددين على ضرورة الوقوف يدًا واحدة؛ لمواجهة الميليشيا الانقلابية، ودعا مستشار الرئيس اليمني «أحمد عبيد بن دغ» في تغريدة له على موقع «تويتر» في 5 مايو 2020، الجيش للاستعداد؛ لدعم الانتفاضة القبلية ضد ميليشيا الحوثي، ودعم «العواضي» في حال طلب الدعم، والعمل على توحيد كافة الصفوف ضد الجماعة الانقلابية.
وأشار وزير الثقافه اليمني «مروان دماج» في منشور له بموقع «فيسبوك»، أن كل من يعرف تاريخ اليمن الحديث، لن يكون مستغربًا أن تأخذ بني عواض والبيضاء مشعل اليمنيين للحرية، ولفت إلى أن قضية الحرية قضية كل اليمنيين ومعركة البيضاء وآل عواض معركة جميع اليمنيين.
ومن الجدير بالذكر، أنه تم إبرام وساطات محلية وخارجية، كان منها وساطة عمانية، ولكنها فشلت في التوصل لحلول وسط بين الطرفين، بينما نجحت وساطه محليه مكونة من شخصيات قبلية وعسكرية وسياسية في إقناع مشايخ قبائل «آل عواض» بالتهدئه وعدم التصعيد أو تفجير الموقف عسكريًّا واندلاع القتال بين الطرفين مؤقتًا؛ لإتاحه الفرصة لهم؛ للوصول إلى حل وسط يرضي الطرفين.
أمل اليمنيين
ولذلك، لفت «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني، أنه المواجهة بين القبائل والحوثي لم تبدأ حتى الآن، والوضع العام متوتر، وهناك وساطة لتهدئة الأوضاع، وسط تحركات مريبة من الشخصيات التي تقود الوساطة، وأعتقد أنها تحاول أن تمنح الحوثيين فرصة؛ من أجل استمرار التحشيد الميليشاوي والعدة العسكرية؛ بهدف القضاء على قبائل البيضاء.
وأشار في تصريح للمرجع، أن أمل اليمنيين يتجه جميعًا نحو محافظة البيضاء، بعد أن فقدوا ثقتهم بالحكومة اليمنية؛ نتيجة لعدم وجود نية حقيقية بالدفع لتحريك العجلة نحو تحرير اليمن، خصوصًا بعد الهدنة الأخيرة التي تمنح الحوثيين قوة إضافية؛ لغرس الجذور الإيرانية في اليمن، ولهذا فإن مختلف المكونات السياسية اليمنية، وجدت في قبائل البيضاء، النور الذي يمكن أن يعيد لها أملًا في أن ترى من خلاله وجه الجمهورية، وإعادة روح القبيلية والدولة، بعد أن سلبها عملاء الحوثيين في اليمن، وتخاذل في تحريرها تجار الحروب.