عرض الصحف العربية..

هل أصبح التطبيع مع إسرائيل "وباءً" يجتاح المنطقة العربية؟

بنيامين نتنياهو

BBC العربية

ألقت صحف عربية الضوء على زيادة وتيرة التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل في الآونة الأخيرة.

وتساءل بعض المعلقين عن أسباب اندفاع بعض الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل في هذا التوقيت، وهل يأتي ذلك على حساب القضية الفلسطينية؟

"كآبة المشهد التطبيعي"

اهتمّ عدد من الصحف الفلسطينية بمناقشة موجة التطبيع الأخيرة. وتحت عنوان "وباء التطبيع والخوارج الجدد"، يقول محمد خروب في صحيفة القدس إن "وباء التطبيع الذي يجتاح المنطقة العربية بشكل سافر واستفزازي أكثر خطورة وكارثية من وباء كورونا، حيث مَوجة الأخير في طريقها إلى التراجع والانحسار".

ويضيف خروب "آثار وتكاليف التطبيع ستكون أكثر فداحة، لأنها تمسّ نسيج الأمة وتاريخها وتطيح بالكثير من عوامل صمودها واستمرارها، في ظل الموجة الراهنة من الحروب (الجديدة) التي تقودها الإمبريالية الأمريكية والحركة الصهيونية, على نحو يُنذر بما هو أخطر من مجرد "تعريب" وباء التطبيع الذي يجب التصدي له قبل أن يتجذّرَ ويقوى عود الخوارج الجُدد".

وفي فلسطين أونلاين، يقول جبريل عودة "لا يخفى على أحد الانحدار المدوي، أو قل الانكشافة الخطيرة، لموقف بعض الأنظمة العربية من القضية الفلسطينية وسعيها الحثيث للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني وإقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع الكيان المجرم الذي يحتل أرضا عربية بقوة الإرهاب الدموي ويمارس إلى هذه اللحظة حرب التهويد والاستئصال على أرض فلسطين في مجزرة مفتوحة ضد البشر والشجر والحجر".

ويضيف عودة قائلا إن "كآبة المشهد التطبيعي الذي تحاول بعض الدوائر المتنفذة في قصور التطبيع فرضه كواقع حال لن تستمر طويلًا ولا يعبّر عن الموقف الشعبي الحقيقي في خليج العروبة الذي عبر عن رفضه لتلك المسلسلات التطبيعية".

"للأسف التطبيع بات أمرا واقعا"

تقول صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها إن "تطبيع الرياض مع تل أبيب، يعني التنكر لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، والتخلي عن المبادرة العربية 2002، ومن المواقف الغريبة اعتراض رئيس مجلس الشورى السعودي، العام الماضي على توصية أمام مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي ترفض كافة أشكال التقارب والتطبيع، فما الذي تبقى، وهل هناك ما يحفظ ماء الوجه إزاء مثل هذه المواقف الشاذة والتي لا يقبلها إنسان حُرّ؟ في المحصلة يبقى القول الفصل بأن آخر احتلال في العالم مصيره الزوال وهذا ما لم يدركه المطبّعون".

كما تقول ابتسام آل سعد في الجريدة ذاتها: "للأسف التطبيع بات أمرا واقعا لا يمكن أن ينكره مثلي ومثلك والكثيرون مثلنا".

وتضيف الكاتبة: "مشكلتنا أننا رمينا بالقضية لردهات ودهاليز الأمم المتحدة ولأمريكا وغيرهما ولم نجعل من القضية حصرا علينا لخلل كبير فينا ولأننا دول عربية شعارها فرّق تسُد ولا نؤمن فعلا بعروبة فلسطين لنحلها في البيت العربي الذي بات متهلهلا ومتهاويا بل وآيلا للسقوط".

وفي صحيفة البناء اللبنانية، يقول زياد حافظ: "من سخرية الدهر أن نرى دولاً ومجتمعات عربية تُسرّع في وتيرة تقديم أوراق اعتماد للكيان الصهيوني عبر جعل العلاقة معه أمرا طبيعيا".

ويشدّد زياد بأن العداء العربي الإسرائيلي "ليس عداء ظرفيا مبنيا على خلافات موضوعية بل هو عداء وجودي. فلا مجال للتعايش ولا للتساكن ولا لمهادنة مع كيان يشكّل وجوده في قلب الأمة أولى الطعنات لإلغاء وجودها".

ويضيف زياد بأن "المبرّر الحقيقي للمطبّعين هو الاعتقاد الخاطئ أنه سيؤمّن لهم الحماية الأمريكية والصهيونية من شعوبهم المنتفضة ضدّهم بسبب سياسات القمع والفساد والتبعية".

"ثمار التطبيع"

تحت عنوان "ثمار التطبيع: سفير سوداني في الولايات المتحدة"، تقول صحيفة الأخبار اللبنانية إنه و"للمرة الأولى منذ 25 سنة، انتهت جولة التطبيع السوداني-الأمريكي-الإسرائيلي في نتائجها الأولية إلى إعلان الخرطوم تعيين سفير لها في الولايات المتحدة بعد عداء استمر عشرات السنين".

وتؤكد الصحيفة أن الانفتاح الأمريكي على السودان جاء عقب "لقاء رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، سرًا برئيس حكومة العدو الإسرائيلي المستقيلة بنيامين نتنياهو في أوغندا".

وتحت عنوان "الجزائر لن تنزلق لمربع التطبيع"، يثني فوزي حساينية في صحيفة رأي اليوم اللندنية على دعم الرئيس الجزائري العلني للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن "التعبير عن مثل ذلك الموقف يُعَدُّ شجاعة سياسية متوقعة ومنتظرة، لأن التعبير عن الموقف الداعم لفلسطين في خضم السوق الترويجية المفتوحة للتطبيع مع الكيان الصهيوني على المستوى العربي سيكون أفضل رسالة لمن لم يفهموا بعد الموقف من القضايا العادلة لكل دولة تحترم شخصيتها وتاريخها".

ويضيف الكاتب "لقد طبَّع البعض مع الكيان الصهيوني، وآخرون يسعون إلى التطبيع، ولكن انظروا إلى كل من طبَّعوا أو الذين يسعون إلى التطبيع، انظروا إليهم، وكيف أصبحوا بلا قيمة وبلا هدف ولا احترام وعُرضة للاستخفاف والتندر والإهانة".