منذ تعيينه رئيسا للعمليات المشتركة..
محاولة اغتيال رئيس أركان الجيش اليمني تكشف إختراق الإنقلابيين
نجا رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الوطني اليمني الفريق صغير بن عزيز مساء الثلاثاء، من هجوم حوثي بصاروخ باليستي على مقر تابع لوزارة الدفاع اليمنية في مأرب أثناء عقد اجتماع عسكري، فيما قتل نجله وأحد أقاربه وخمسة من أفراد حراسته في الهجوم.
وقالت مصادر عسكرية مطلعة لـ»العرب» إن الهجوم هو الثالث الذي يستهدف بن عزيز منذ تعيينه رئيسا للعمليات المشتركة في الجيش اليمني ثم رئيسا لهيئة الأركان في فبراير الماضي.
وفي أول تعليق له على الحادث، قال بن عزيز في تغريدة على تويتر «كلما أوغلوا في الدم والتدمير. زدنا قوة وصلابة وزادت قناعتي بقرب نهاية الكهنوت الحوثي وإيران».
ورجحت المصادر أن يكون الهجوم تم بتواطؤ داخلي، في المرات الثلاث، نظرا لدقة الهجوم من حيث تحديد مكان وزمان تواجد القائد العسكري البارز الذي يحظى بدعم التحالف العربي ويشرف على ملف تحجيم الفساد وإعادة تأسيس الوحدات العسكرية التابعة للحكومة اليمنية.
وأكدت مصادر «العرب» انزعاج بعض مراكز القوى السياسية من الدور الذي يلعبه رئيس هيئة الأركان في إعادة تنظيم الجيش الوطني على أسس مهنية ومحاربة قوائم الأسماء الوهمية والحدّ من تسرب الأسلحة المقدمة من التحالف العربي للسوق السوداء.
وتشير المعلومات إلى توافق مصالح المتخوفين من توسع نفوذ الفريق بن عزيز في الجيش، والميليشيات الحوثية التي لا تخفي انزعاجها من تحركات الرجل العسكرية ودوره في إدارة الجبهات وجديته في خوض المعارك بالنظر إلى تاريخ الصراع الطويل مع الحوثيين في مسقط رأسه بمنطقة حرف سفيان بمحافظة عمران خلال حروب صعدة والتي انتهت بتهجيره ونهب ممتلكاته وتفجير منزله.
وتعزز مصادر مطلعة من فرضية تلاقي مصالح العديد من الأطراف سواء في معسكر الحوثي أو الشرعية لتحييد الفريق صغير بن عزيز الذي ينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يقف ضد سياسة «ملشنة» الجيش اليمني وتحويله إلى أداة في الصراع السياسي، ويعارض بشدة استمرار نهج الحرب غير الجادة في مواجهة المشروع الحوثي.
وبينما استبعدت المصادر أن تكون محاولة تصفية رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني عملا مدبرا من داخل الشرعية شاركت فيه جهات أو شخصيات ذات ثقل حقيقي، إلا أن هذه المصادر أكدت وجود تيار صغير يعمل على التخادم مع الحوثيين وتبادل المصالح، إضافة إلى رصد حالة اختراق حوثية لمؤسسات الجيش الوطني في مأرب عبر خلايا منظمة تم الكشف عن بعضها بعد تعيين الفريق بن عزيز رئيسا للعمليات المشتركة ثم رئيسا للأركان.
وكشف إعلاميون وناشطون يمنيون في وقت سابق عن ضبط وتفكيك خلايا تعمل لصالح الحوثي من داخل قيادة الجيش الوطني في مأرب، مثل مدير المستودعات في هيئة الدعم والإسناد اللوجستي، الذي قالت المصادر الإعلامية إنه تم إلقاء القبض عليه أثناء قيامه بتصوير مواقع عسكرية من بينها مخازن السلاح في معسكر «صحن الجن» الذي تتواجد فيه قيادة الجيش الوطني والتي تعرضت لعدد من الهجمات الحوثية بالصواريخ.
وأشارت المصادر الإعلامية إلى العثور على رسائل متبادلة بين القيادات العسكرية التي تم ضبطها وبين قيادات حوثية في صنعاء تتضمن إرسال الإحداثيات وتنسيق الهجمات، ومراقبة كبار الضباط والقادة.
وكشفت مصادر خاصة لـ»العرب» عن عودة عدد من عناصر الإخوان التي ترتبط بالحوثيين في الآونة الأخيرة إلي صنعاء إثر الكشف عن الخلايا التي تعمل لصالح الميليشيات من داخل مؤسسات الشرعية المدنية والعسكرية.
وعزت المصادر هذا الاختراق الأمني والاستخباري للجيش الوطني إلى تغييب المؤسسات الاستخبارية مثل الاستخبارات العسكرية والأمن الوطني، والتساهل مع بعض الملتحقين القادمين من صفوف الحوثي وتعيينهم في مناصب شديدة الحساسية، لأسباب حزبية ومناطقية.