قصة ذهب الجنوب المنهوب..

تقرير: كيف نهبت صنعاء ثروات الجنوب الطبيعية؟

الذهب احد ابرز ثروات الجنوب

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

الذهب من الثروات الطبيعية الموجودة في اليمن الجنوبي التي استحوذت عليها صنعاء وقامت بنهبها للصالح الخاص.

يتهم مسئولون جنوبيون نظام صنعاء بنهب ثروات بلادهم عقب الانتصار العسكري لقوات صنعاء.

في منتصف تسعينات القرن الماضي انهزمت القوات الجنوبية وتمكنت قوات صنعاء المسنودة بتنظيمات إرهابية من احتلال الجنوب ومصادرة ثرواته.

فالحرب التي خسرها الجنوبيون أتت عقب معركة استمرت زهاء 100 يوم, قبل ان تتمكن قوات العربية اليمنية (الشمال) من احتلال عدن وتشريد قيادات البلد الجنوبي في الخارج, كما تم حل الجيش الجنوبي والأجهزة الأمنية الجنوبية واستبدالها بقوات شمالية.

وعلى الرغم من ان الجنوبيين قطعوا شوطاً كبيرا في استعادة دولتهم إلا ان الثروات التي صادرتها صنعاء كبيرة وكبيرة جداً, يصعب تعويضها.

يقول جنوبيون ان حكام صنعاء اصبحوا مليارديرات جراء نهبهم ثروات الجنوب الطبيعية. يتحدث مسؤولون عن امتلاك قيادات يمنية بينهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وقيادات وزعماء حزب الاخوان وجماعة الحوثي آبارا نفطية في شبوة وحضرموت, هذه الابار تذهب عائداتها بشكل خاص لقادة القوى اليمنية الشمالية.

الذهب واحد من تلك الثروات المنهوبة لصالح اليمن الشمالي.

يروي نائب مدير عام هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في الجنوب (المسح الجيولوجي) كيف تم نهب الجنوب, حيث قال المهندس خالد عبدالواحد في شهادته عن نهب الذهب الجنوبي "كنت في منتصف السبعينات أتولى وظيفة نائب مدير عام هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في الجنوب (المسح الجيولوجي) وكنت المشرف الاول فنيا عن فرق البحث عن المعادن في كل مناطق الجنوب آنذاكوقد دخلنا في تعاقد مع شركة هنتنج البريطانية للتنقيب عن الذهب في وادي مدن بمديرية حجر في حضرموت وعن الرمال الثقيلة في سواحل غبر وهذه الشركة كانت من كبريات الشركات البريطانية في هذا المجال".

 

   وذكر نعمان  " انالشركة اكتشفت مكامن الذهب وبكميات تجارية في وادي مدن واعدت شركة هنتنج تقريرها النهائي بتأكيد وجود الذهب بكميات تجارية وطلبت الدخول معها في اتفاقية جديدة لاستخراج وانتاج الذهب على اساس المشاركة في الانتاج وانها ستتولى تدبير التمويل وتكاليف الاستخراج وحفر الانفاق عبر الاقتراض من البنوك وستبدأ الانتاج للتصدير في غضون 6 اشهر. وقد قمت شخصيا بزيارات متعددة الى الموقع مع الخبراء الانجليز ومع مدير المشروع المهندس علي مبارك بن شملان الذي ظل يشغل نائب مدير عام الهيئة الى سنوات قليلة قبل تقاعده..  وكانت الزيارات خلال المسوحات الأولية والتفصيلية وحتى الانتهاء من عمليات التنقيب. وقد تأكدنا من نوعية الذهب واخذنا عينات تكنلوجيا .فحصت في ارقى المعامل البريطانية.

وتابع "ولكن للأسف، تدخلت المزايدات السياسية في هيئة النفط والمعادن التي كان يرأسها الأخ عبدالكريم ثابت، وقد كان موافقا على توقيع العقود مع شركة هنتنج. ولكن ما ان وصل الامر الى الرئاسة ومجلس الوزراء  وكان حينها المرحوم سالم ربيع علي رئيسا لمجلس الرئاسة، حتى رفض السياسيون ان يوقع الاتفاق مع شركة هنتنج البريطانية وسحب منها المشروع وغادرت الشركة البريطانية، وسلم المشروع  للروس. 

ومنذ ذلك الحين في  النصف الثاني من السبعينات وحتى قيام الوحدة والروس يحفرون الخنادق والأنفاق ويصدرون عشرات الاطنان كعينات تكنولوجية عبر البواخر وكنا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا. ولو تتذكرون الاتفاقيات التي وقعها الاخ عبدالقادر باجمال في الثمانينيات عندما وقع الاتفاقيات مع الروس، وبشر المواطنين  ان الروس سيستخرجون الذهب والنفط واننا سنسدد كل قروضنا من عائد هذه الثروات التي سيستخرجها الروس. وذهب باجمال في 1986م وذهبت معه كل الوعود. ولم نر ذهبا ولا نفطا إلا بكميات قليلة كانت تستخرج من شبوة.

وجاءت الوحدة، وكانت هناك وعود على اساس ان يسلم مشروع الذهب في مدن للمستثمر باثواب، على اساس أنه مشروع استثماري، ولكن سحب منه بدون اي مبرر، ثم قيل انه سلم لشاهر عبدالحق، ومنذ ذلك الحين ضاعت قصة الذهب واصبحت المنطقة يحظر الاقتراب منها كمنطقه عسكرية، وضاع الجنوب وثرواته في يد عصابات الفيد لنظام عفاش.  وقيل ان ما يصدر من ذهب اليمن قد يكون من مناجم وادي مدن، لان ما ارسلته خلال عام 2013م من تقرير لمجلس الذهب العالمي من ان اليمن تصدر الذهب هو منشور في تقارير المجلس وبيانات ويمكن الرجوع الى الإيميل الذي عملته حينذاك على نطاق واسع".