لا يصدق
ناقشت صحيفة "العرب" اللندنية تداعيات تعيين توكل كرمان في مجلس حكماء فيس بوك، وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن قوة هذا المجلس إنه "قادر ومؤهل على إلغاء قرارات الشركة والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ بشأن ما إذا كان يجب السماح بحجب أنواع معينة من المحتوى على فيسبوك وإنستغرام".
وقالت الصحيفة: "منذ تعيين كرمان في مجلس حكماء فيسبوك تعالت الانتقادات الموجهة لفيسبوك. وقال منتقدون إن شركة فيسبوك بهذا التعيين تمنح تنظيم الإخوان المتطرف فرصة للسيطرة على محتواه".
وأضافت أن المعركة أخذت طابعاً جديداً في منصات التواصل الأجتماعي قائلة "دشن مغردون هاشتاغ #نرفض_توكل_كرمان، مرفوقاً برابط عريضة على موقع "تشينغ.أورغ" Change.org، ولم تتوقف الحملات في تويتر عن مهاجمة كرمان، فقد وصلت إلى انتقاد فيسبوك عبر هاشتاغ #حذف_الفيسبوك_بسبب_توكل_كرمان، بل منهم من نشر صورة شاشة لحسابه على فيسبوك بعد إغلاقه".
سلطات
من جانبه أهتم الكاتب علي عبيد الهاملي في مقال له بصحيفة "البيان" الإماراتية بقوة مجلس الحكماء، مشيراً إلى أن صلاحيات هذا المجلس الذي باتت توكل كرمان عضواً فيه واسعة، الأمر الذي يثير الاستغراب والتساؤل عن الهدف من هذا الاختيار.
وأضاف الهاملي "المضلِّلون والمضلَّلون في وسائل التواصل الاجتماعي لا يتساوون في ميزان العدالة، وإن كان هذا الميزان مختلاً على أي حال".
ونبه الكاتب إلى التفاعل الغاضب من تعيين كرمان ذات التوجّه الإخواني، مشيراً إلى أن الكثير من النشطاء أشاروا إلى إنها لا تمثل الشارع اليمني ولا العربي، قائلاً أن هؤلاء النشطاء ناشدوا "فيسبوك" الالتفات إلى آراء مئات الآلاف من الموقّعين على العريضة، الذين يرفضون رفضاً قاطعاً اختيار من يتسبب في محنة لأوطانهم كي يراقب ويفصل في محتوى ما يكتبونه.
صراع تونسي
وإلى تطورات الموقف في تونس في ظل التصعيد الذي تنتهجه جماعة الإخوان هناك، وتحت عنوان تونس: صراع الدولة والجماعة قالت الكاتبة عائشة المري في مقال لها بصحيفة "الاتحاد" الإماراتية أن الأزمة التونسية باتت عميقة بسبب سياسات الإخوان.
واستشهدت الكاتبة بالخطاب الذي وجهه الرئيس التونسي لأبناء شعبه بمناسبة عيد الفطر قائلاُ: "وجّه الرئيس التونسي قيس سعيد في كلمة بمناسبة عيد الفطر خطاباً بليغاً، وهو الخطاب الذي تجاوز المحتوى الكلاسيكي لخطابات التهنئة في الأعياد ليتطرق لإحدى أهم المعضلات التي تواجه تونس، وهي وجود ازدواجية في الدبلوماسية الخارجية يقودها الغنوشي تجاه الأزمة الليبية ظهرت بوادرها بقيام الغنوشي باتصالات مشبوهة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومع "رئيس المجلس الأعلى للدولة" في ليبيا الإخواني خالد المشري وصولاً لتقديمه التهنئة لفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية بعد سطوها على قاعدة الوطية الجوية غرب البلاد، واعتدائها الإرهابى المدعوم من تركيا على قوات الجيش الوطنى الليبي".
ونبهت الكاتبة إلى تصاعد الأزمة برلمانية قائلة: "طالبَت أربع كتل برلمانية بمساءلة الغنوشي، قائلة في بيانها المشترك إن مواقفه تناقض المواقف الرسمية للدولة التونسية". وهذه الكتل هي "قلب تونس" و"الإصلاح الوطني" و"تحيا تونس" و"المستقبل"، إضافة إلى اعتصام نواب كتلة "الدستوري الحر" للمطالبة بتخصيص جلسة مساءلة للغنوشي، الأمر الذي يزيد من حدة هذه الأزمة.
معارضة قوية
ويبدو أن أجواء المعارضة ضد حزب النهضة التونسي كان أحد أبرز الأسباب التي دفعت بعدد من الساسة التونسيين إلى محاولة تشكيل حزب سياسي جديد بالبلاد، حيث رصدت صحيفة "الشرق الأوسط" محاولات أحمد نجيب الشابي، أحد أبرز معارضي نظام بن علي تشكيل حزب وسطي كبير له القدرة على المناورة السياسية، سواء في حال وجوده في الحكم أو انضمامه إلى صفوف المعارضة.
ووفق مراقبين، فإن هذه المبادرة تأتي في سياق جهود متواصلة يقوم بها عدد من قيادات الأحزاب الوسطية لتوحيد الصفوف بعيد الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي كشفت انحسار تأثير هذه الأحزاب في المشهد السياسي.
وقالت الصحيفة إن "هذه المبادرة تدور في ظل مناخ يغلب عليه الاحتقان والصراعات السياسية، خاصة بين حركة النهضة المتزعمة للمشهدين السياسي والبرلماني، والحزب الدستوري الحر المتزعم للمعارضة، إضافة إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن تداعيات جائحة كورونا.