قبل انتهاء ولايته 2021 ..

هل يدفع روحاني باتجاه التفاوض مع ترامب حول الاتفاق النووي؟

العقوبات الأمريكية

طهران

أدى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في مايو/ أيار 2018، وإعادة فرض العقوبات الصارمة إلى تفاقم الوضع الاقتصادي في إيران، وثمة سؤال متداول الآن مفاده هل سيدفع الرئيس الإيراني حسن روحاني باتجاه التفاوض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل انتهاء فترة ولايته عام 2021.

وطالب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، الولايات المتحدة بالاعتذار والعودة للاتفاق النووي من أجل فتح الطريق إلى مفاوضات جديدة مع واشنطن، رداً على دعوات متكررة تصدر من أمريكا بالاستعداد للتفاوض مع طهران.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلنK في تجمع انتخابي في مدينة تولسا في ولاية أوكلاهوما الأحد الماضي، أن ”إيران تريد وبقوة تسوية مع الولايات المتحدة، لكن جون كيري ينصحها بانتظار فوز بايدن؛ لأنه إذا فاز بايدن ستتحكم طهران بالولايات المتحدة“.

وقال ترامب: ”أقول لهم إذا فزت بالانتخابات سيكون ثمن التسوية أمام الصين وإيران أكبر“، معتبراً أن الصين وإيران تنتظران بفارغ الصبر فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن.

ودفع تصريح روحاني الأخير شهية الإعلام المحلي والمحللين الإيرانيين إلى تسليط الضوء على إمكانية التفاوض مع أمريكا.

واستبعد الكاتب والمحلل السياسي الإيراني البارز، وأحد مفكري التيار الإصلاحي، صادق زيبا كلام، اليوم الخميس، إمكانية التفاوض بين إدارة روحاني وترامب، مشيراً إلى أن المفاوضات المقبلة ستكون بين حكومة المحافظين الإيرانيين والبيت الأبيض.

وأعرب صادق زيبا كلام عن أمله في أن يتم تسليم كل السلطة للأصوليين، بحيث تصبح مهمة الجميع واضحة، وعليهم أن يجيبوا عن سياساتهم“، مشيراً إلى أن ”فوز الأصوليين بمنصب رئاسة الجمهورية بعد فوزهم بالانتخابات البرلمانية السابقة، سيؤدي إلى فكرة حل المشكلة مع الولايات المتحدة، والتغيير في الظروف المعيشية للناس“.

قائد بالحرس الثوري: كان علينا التفاوض مع ترامب

وفي سياق ما يطرح بشأن دعوات التفاوض بين طهران وواشنطن، قال القائد السابق لهيئة الأرکان المشترکة للحرس الثوري الإيراني، حسين علائي، الأربعاء، في مقابلة مع صحيفة ”اعتماد“ الإصلاحية: إن ”طهران كان يجب عليها أن تتفاوض مع ترامب قبل قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018“.

وأضاف: ”بعدما تيقنا أن ترامب يريد الانسحاب من الاتفاق النووي، كان يجب علينا وضع شروط لاتفاق جديد، والدخول في مفاوضات قبل أن تتفاقم الأمور“، مبيناً أنه ”كان ينبغي على إيران أن تبادر إلى المطالبة بمفاوضات مع دونالد ترامب، وعدم السماح له بحمل راية مبادرات التفاوض، وفي الوقت نفسه الضغط على إيران لفرض عقوبات شديدة“.

واعتبر علائي أن رفع راية التفاوض لا يعني الاستسلام، مشيراً إلى أن إيران عندما كانت ترفع شعار الحرب والنصر مع صدام حسين، فقدت مكانتها في الساحة الدولية، بينما كان صدام يرفع راية السلام، وفي الوقت نفسه الحرب مستمرة“.

وتابع القائد السابق بالحرس الثوري: ”من المهم أن نلاحظ أن أية حكومة يمكن أن تقيم علاقة وثيقة حتى مع عدوها؛ من أجل تقليل التكاليف والأضرار قدر الإمكان؛ ومن أجل حماية مصالح شعبها“.

العلاقات الإيرانية الأمريكية قضية ثنائية

من جانبه، قال الدبلوماسي السابق والمحلل في شؤون الشرق الأوسط، حسين موسويان، الخميس: إن ”قضية العلاقات بين إيران والولايات المتحدة مسألة ثنائية، وليست كل القضايا مرتبطة بواشنطن، لكن جزءًا مهمًا منها يتعلق بإيران.

وأوضح موسويان المقيم في الولايات المتحدة حالياً في مقابلة مع صحيفة ”إيران“ الحكومية، الخميس، أن ”الرئيس السابق باراك أوباما حقا كان يريد رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران، وفقا لالتزامات الحكومة الأمريكية بموجب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة“.

وبين: ”خلال 40 عاما منذ الثورة، لم يكن لدينا رئيس مثل أوباما يتطلع إلى التعامل مع إيران.. وكان أوباما يبحث حقا عن مخرج، وكانت نظريته الإقليمية مختلفة أيضًا. وبعبارة أخرى، قال رسمياً إن إيران والسعودية يجب أن تتقاسما المنطقة، مما يعني مشاركة إيران والنظر في حصة 50% في إدارة المنطقة على الرغم من هذه الظروف، لم يكن من الممكن التفاوض بين إيران والولايات المتحدة“.

وحمّل الدبلوماسي الإيراني السابق بلاده مسؤولية عدم قدرتها على مناقشة مواضيع أخرى غير الملف النووي مع واشنطن، مضيفاً أن ”إيران سمحت لدبلوماسييها في عهد الرئيس أوباما فقط بمناقشة القضية النووية، لهذا السبب لن تكون أية محادثات قصيرة المدى بين إيران والولايات المتحدة ممكنة“.

فوز بايدن بانتخابات الرئاسة

وطرح موسويان فرضية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وقال: ”لنفترض أن بايدن جاء إلى البيت الأبيض، وأعلن عودته إلى الاتفاق النووي، يجب أن نتذكر كلمات السيد أوباما، التي قال فيها إنه لا يسعى لتغيير النظام، وإنه على استعداد لإقامة علاقة مع إيران على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل، وحتى في الأمم المتحدة، صرح أوباما رسمياً أنه يحترم الفتوى الدينية للمرشد الأعلى في حرمة إنتاج الأسلحة النووية“.

وأضاف متسائلاً: ”حتى لو وصل بايدن وعاد للاتفاق النووي، هل يعني ذلك أن الآراء تغيرت بشأن الولايات المتحدة بشكل كبير في إيران؟“.

وأشار موسويان إلى أن إيران لو كانت قد ناقشت جميع القضايا الأخرى في عهد أوباما، بما في ذلك القدرة الإقليمية لإيران وقوة الصواريخ، وكانت هذه المواضيع مدرجة في الاتفاق النووي، لكان بإمكان أوباما بسهولة رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران.

وبين الدبلوماسي الإيراني أن الرئيس الحالي دونالد ترامب غاضب جدا؛ بسبب عدم شمول الاتفاق النووي لجميع القضايا الخلافية، مثل المنظومة الصاروخية والدور الإقليمي.