مواجهة التيار الإخواني والقطري..

تقرير: دعم دولي لمساعي التهدئة السعودية بين الانتقالي و"الحكومة المؤقتة"

المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في الرياض في مستهل جولة تشمل صنعاء ومسقط.

عدن

كشفت مصادر سياسية لصحيفة العرب الدولية عن دخول الأمم المتحدة وسفراء الدول الـ19 الراعية لعملية السلام في اليمن على خط الجهود التي يقوم بها التحالف العربي لإحياء اتفاق الرياض وإنهاء المواجهات العسكرية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين (شرق عدن).

ووفقا للمصادر يتقاطع الحراك السياسي الدولي والأممي مع الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق شامل في اليمن بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي على قاعدة اتفاقي ستوكهولم والرياض اللذين تتمحور حولهما مقترحات الحل السياسي للأزمة اليمنية.

وفي هذا السياق وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى العاصمة السعودية الرياض في مستهل جولة جديدة، رجحت مصادر دبلوماسية أن تشمل صنعاء ومسقط.

وقالت المصادر إن جولة المبعوث الأممي الجديدة في المنطقة ستتمحور حول شقين؛ الأول يتعلق باتفاق الرياض وحث الأطراف الموقعة عليه للشروع في تنفيذه، والآخر على صلة بالمقترحات المتداولة لبناء الثقة بين الحكومة اليمنية والحوثيين.

وتشمل القضايا التي سيطرحها غريفيث تبادل إطلاق الأسرى والهدنة الاقتصادية وآلية مقترحة لفتح مطار صنعاء تحت إشراف التحالف العربي، إضافة إلى قضية الخزان النفطي العائم “صافر” في البحر الأحمر الذي تسعى الأمم المتحدة لانتزاع موافقة من الحوثيين للوصول إليه والبدء في صيانته، مع ورود تقارير عن تسرب النفط الخام منه.

والتقى المبعوث الأممي، الثلاثاء، في الرياض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية التي نقلت عن الرئيس هادي “حرصه على تحقيق السلام الشامل وفق المرجعيات الثلاث والذي يفضي لتحقيق الأمن والاستقرار المستدام في اليمن والمنطقة بعيدًا عن الحلول الترقيعية وترحيل الأزمات”.

جولة غريفيث تتمحور حول:

  • اتفاق الرياض وحث الأطراف الموقعة عليه للشروع في تنفيذه
  • مناقشة مقترحات بناء الثقة بين الحكومة اليمنية والحوثيين

-تبادل إطلاق الأسرى والهدنة الاقتصادية

-مناقشة آلية مقترحة لفتح مطار صنعاء

-قضية الخزان النفطي العائم “صافر” في البحر الأحمر

وعلى صلة بالحراك السياسي الدولي الذي تشهده العاصمة السعودية الرياض، فيما يتعلق بالملف اليمني، استقبل الرئيس هادي، في مقر إقامته بالرياض السفير الأميركي لدى اليمن كريستوفر هنزل، بعد أيام من زيارة مماثلة قام بها السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.

ونقلت مصادر إعلامية عن الزبيدي تأكيده خلال استقباله السفير البريطاني في اليمن على تمسك المجلس الانتقالي الجنوبي بأولوية تشكيل حكومة جديدة مناصفة بين الشمال والجنوب بشكل عاجل، بموجب اتفاق الرياض، تتولى متابعة تنفيذ بنود الاتفاق.

ويطالب الانتقالي، وفقا لمصادر سياسية، بضرورة البدء بتنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض وتشكيل هيئات حكومية جديدة تشرف على تنفيذ بنود الشق العسكري، بالنظر إلى عدم ثقة المجلس بمؤسسات “الشرعية” التي يرى أنها مختطفة من قبل جماعة الإخوان وتيار قطر في “الشرعية”.

وفي المقابل يبدي تيار قطر المؤثر في “الشرعية” رفضه للاتفاق بشكل كامل، فيما يطرح فريق آخر مطالب يصفها مراقبون بالتعجيزية، ومنها نزع سلاح الانتقالي وتفكيك قواته والسماح لقوات الحكومة بدخول عدن وإعادة السيطرة على سقطرى قبل البدء بتنفيذ بنود اتفاق الرياض.

وجدد مجلس الأمن الدولي في بيان له، الاثنين، دعم أعضاء المجلس “لجهود المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، والتدابير الإنسانية والاقتصادية الأخرى الرامية إلى استئناف عملية سياسية شاملة في اليمن يشرف عليها اليمنيون بأنفسهم”.

وأعرب أعضاء المجلس عن “قلقهم البالغ لبطء وتيرة المفاوضات”، داعين الفرقاء إلى الموافقة السريعة على المقترحات التي تم التوصل إليها عن طريق أطراف الوساطة. كما رحب البيان بإعلان وقف إطلاق النار في اليمن برعاية التحالف العربي، بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، ونشر مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للتحالف.

وناشد أعضاء مجلس الأمن الدولي “أطراف الصراعِ التنفيذَ السريعَ لأحكام اتفاق الرياض”، مطالبين تلك الأطراف “بإبداء حسن نية من أجل عودة السلام إلى اليمن”.

وتتزامن التطورات المتسارعة على الصعيد السياسي، وعودة الحديث في المحافل الدولية عن تسوية وشيكة للملف اليمني، مع تصاعد حالة الصراع داخل المعسكر المناهض للحوثيين، وبروز دور التيار الإخواني والقطري داخل الحكومة اليمنية الذي يسعى لإفشال جهود التحالف العربي وحرف مسار الصراع باتجاه مكونات وقوى معادية للمشروع الإيراني في اليمن.

وتشير المعلومات في هذا الإطار إلى عمليات تسليم في جبهات “قانية” و”العبدية” بين محافظتي مأرب والبيضاء على غرار تسليم محافظة الجوف ومنطقة نهم للحوثيين، في أعقاب سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على العاصمة المؤقتة عدن في أغسطس 2019.

وفي الوقت الذي تتهم فيه أطراف يمنية جماعة الإخوان وتيار قطر بتسليم محافظات الشمال للحوثي، تشير المعلومات إلى استمرار سياسة الحشد باتجاه المحافظات الجنوبية المحررة في شبوة وأبين.

كما كشفت مصادر إعلامية في الأيام الماضية عن تحركات مشبوهة في محافظة تعز لتسليم المناطق المحاذية لجنوب اليمن إلى عناصر مسلحة ممولة من قطر بقيادة الشيخ الإخواني حمود المخلافي.

وقالت المصادر إن هذه الميليشيات التي تم تدريبها في معسكر “يفرس” التابع للمخلافي، وصلت إلى منطقة “التربة” جنوب تعز وبدأت بالاحتكاك مع قوات اللواء 35 مدرع، بهدف السيطرة على المنطقة الذي يأتي في إطار مخطط لتطويق عدن والساحل الغربي الذي تموله الدوحة.

ونجحت قطر خلال السنوات التي تلت إنهاء مشاركتها في التحالف العربي في تعزيز حضور تيار معاد للتحالف العربي من داخل “الشرعية” عمل على تفكيك مؤسسات “الشرعية” وإرباك التحالف واختلاق معارك جانبية مع القوى والمكونات الوطنية؛ وهي الأنشطة التي عززت، بحسب مراقبين، قوةَ الميليشيات الحوثية وأضعفت الحكومة اليمنية في مواجهة الانقلاب.