عرض الصحف البريطانية..
تقرير دولي: "معتقدات خاطئة" حول الإصابة بـ"كوفيد 19"
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء عددا من القضايا المتعلقة بأزمة وباء كوفيد 19، ومن بينها تصحيح المعتقدات بشأن أعراض المرض، وأهمية البقاء على قدر المسؤولية بعد رفع إجراءات الإغلاق، والمساعدات التي تعهدت بها الحكومة البريطانية لقطاع الثقافة والفنون الذي يواجه أزمة بالغة.
البداية مع مقال للكاتبة إدريان ماتي في صفحة الرأي بصحيفة الغارديان بعنوان "هل تعتقد أن الإصابة بأعراض خفيفة جراء كوفيد 19 ليس سيئا للغاية؟ فكر مرة أخرى".
وتقول الكاتبة إنه جرت العادة على الاعتقاد أنه عندما تكون الأعراض خفيفة، يجدر بنا ألا نقلق.
وتحذر من أنه إذا كنا نشعر بالاطمئنان والراحة عندما نقرأ تقارير منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن أكثر من 80 في المئة من حالات كوفيد 19 في العالم لا تظهر عليها أعراض أو تصاب بأعراض خفيفة، فإن علينا أن نعاود التفكير.
وتقول الكاتبة إنه مع تزايد فهم العلماء لفيروس كورونا المستجد وأعراض الإصابة بكوفيد 19 وآثاره على صحة الإنسان، يتضح بشكل متزايد أن حتى الحالات "الخفيفة" يمكن أن تكون أكثر تعقيدًا وخطورة.
وتقول أنه ساد اعتقاد بأن مصابي فيروس كورونا الذين لم تتطلب حالتهم البقاء في العناية المركزة أو استخدام جهاز التنفس الصناعي لا يعانون من تداعيات صحية خطيرة، وأن محنتهم تنتهي في غضون أسبوعين من المرض، وعندها يتعافون ويعود كل شيء إلى طبيعته.
وتقول الكاتبة إن الأبحاث الطبية الجديدة تشير إلى أن العديد من الناجين من كوفيد 19 في حالاته "الخفيفة" يعانون من آثار جانبية دائمة، ولا يزال الأطباء يحاولون فهم العواقب.
وتضيف أن بعض هذه الآثار الجانبية قد تكون قاتلة. ووفقًا للدكتور كريستوفر كيلنر، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بمستشفى في نيويورك، فقد تم ربط الحالات الخفيفة بالجلطات والسكتات الدماغية.
وتقول الكاتبة إن الأطباء الآن يعلمون أن كوفيد 19 لا يؤثر فقط على الرئتين والدم، ولكن يؤثر أيضا على الكلى والكبد والدماغ. وقد يؤدي إلى إجهاد وإعياء مزمنين.
وتضيف أن دراسات أُجريت مؤخرا تشير إلى أن بعض آثار كوفيد 19 تستمر على مدى طويل، حيث يعاني البعض من الآثار على مدى شهور.
وتقول الكاتبة إن باحثين قاموا بدراسة حالة 1622 مريضاً لكوفيد 19 يبلغ متوسط أعمارهم 53 عاما، ونوهوا إلى استمرار عدد من الأعراض، بما في ذلك التعب الشديد (88 في المئة) وضيق التنفس المستمر (75 في المئة) وآلام الصدر (45 في المئة).
تخفيف إجراءات الإغلاق
وننتقل إلى صفحة الرأي من صحيفة آي، ومقال لأوليفر داف بعنوان حول تخفيف إجراءات الإغلاق في بريطانيا وإعادة فتح المطاعم والحانات.
ويقول داف إنه سوف يستمتع بأقداح البيرة في حانة بلدته، ليس لأنه متهور أو غافل عن مخاطر كوفيد 19، ولكن لأنه سيشرب دون إفراط ومع اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة.
ويقول الكاتب سأحجز طاولة، وأرتدي قناعًا، وأبقى بعيدًا عن الآخرين بعناية وأغسل يدي مرارا، ولكن سأكون سعيدا بالعودة إلى حانتي المفضلة، مهما كان مدى غرابة التجربة في ظل الظروف والمعطيات الجديدة.
ويقول الكاتب إنه علينا أن نعي الدرس من حالات التفشي الجديدة في الأحيان التي لم يتخذ فيها الناس الاحتياطات الضرورية، ويجب علينا التفكير في الانتشار الواسع للعدوى والمرض في مارس/آذار وسط استمرار التزاحم ومباريات كرة القدم.
وينوه إلى أننا على مدى الشهور القادمة سنعيش على حافة سكين، وأن أي تهاون قد يؤدي بنا إلى موجة جديدة من تفشي المرض.
"ليستمر العرض"
ونعود إلى صحيفة الغارديان، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "1.5 مليار جنيه استرليني لدعم الفنون: سيستمر العرض".
وتقول الصحيفة إنه هناك العديد من الأسباب لتأييد ودعم قرار الحكومة البريطانية ضخ 1.57 مليار جنيه استرليني لدعم قطاع الفنون والثقافة، حيث يمثل هذا القرار إنقاذا للمسارح وقاعات الحفلات الموسيقية وصالات العرض والمكتبات والمطربين والراقصين وعدد لا يحصى الأشخاص والمنظمات الأخرى التي ستستفيد من هذا الدعم.
وتقول الصحيفة إن قطاع الفنون تضرر بصورة بالغة بسبب وباء كورونا، حيث توقفت العروض وأغلقت المسارح ودور العرض السينمائي.
وتضيف أنه على الرغم من أن الثقافة والفنون كانت مصدر عزاء خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن ذلك كان بصورة رئيسية عن طريق السبل التي يمكن الاستمتاع بها في المنزل: التلفزيون والموسيقى المسجلة والكتب. لكن بالنسبة للأداء الحي والعروض على خشبة المسرح وعروض الشاشة الكبيرة والمتاحف، بدا الوباء أشبه بقبلة الموت، حيث ظلت المباني فارغة وتم تأجيل الإنتاج.
وتقول الصحيفة إن السخاء غير المتوقع لحزمة المساعدات يظهر مدى أهمية الفنون، ليس فقط لأنها تدر دخلا اقتصاديا كبيرا، ولكن لأهميتها للناس وللجماهير العريضة.
وتقول الصحيفة إنه أمر يدعو للسعادة والرضا أن تقر الحكومة بأهمية المسرح والموسيقى وتعتبرها من أغلى الكنوز الوطنية