الصراع على ممر الطاقة الإستراتيجي..

صحيفة أمريكية: القوقاز.. هل يكون بؤرة توتر جديدة بين روسيا وتركيا؟

احتمالات دخول العلاقة بين روسيا وتركيا في دوامة التوتر مجددًا

أنقرة

سلطت صحيفة ”بوليتيكو“ الأمريكية، الضوء على احتمالات دخول العلاقة بين روسيا وتركيا في دوامة التوتر مجددًا، بعد اشتعال القتال الأكثر دموية منذ سنوات بين أذربيجان وأرمينيا، والذي بات يهدد بالتحول لنقطة اشتعال جديدة بين روسيا وتركيا، حيث تدعم كل دولة منهما طرفًا مختلفًا في الصراع على ممر الطاقة الإستراتيجي المضطرب.

وقالت في تقرير نشرته، اليوم الثلاثاء، إن أكثر من 12 شخصًا قتلوا منذ الثاني عشر من يوليو الجاري، في أسوأ معارك بين الجمهورتين التابعتين للاتحاد السوفيتي السابق، منذ عام 2016، وتبادلت الدولتان الاتهامات بالاعتداء من طرف الأخرى.

ويقول مراقبون، إنه بالإضافة إلى الخسائر المباشرة على الأرض، فإن تصعيدًا دراماتيكيًا يهدد بتفكيك الشراكة الهشة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ظل سلسلة الصراعات العسكرية الحالية من سوريا الى ليبيا، التي أضرّت العلاقات بين الطرفين، في وقت يختبر الزعيمان تصميمهما على الحفاظ على شراكة معقدة، مبنية على الشك المتبادل للغرب، بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية.

وقالت الصحيفة: ”منذ اندلاع العنف في منتصف يوليو، فإن تركيا سارعت للدفاع عن حليفتها المسلمة أذربيجان، التي تشترك معها في علاقات لغوية وعرقية، وعرضت تقديم أسلحة حديثة إلى باكو، تعهد أردوغان بالوقوف أمام أي هجوم على أذربيجان، التي تقدم الغاز الطبيعي الرخيص إلى تركيا“.

في الوقت نفسه، فإن روسيا أمرت الأسبوع الماضي بإجراء تدريبات عسكرية واسعة النطاق في جنوب غرب روسيا، والتي نفت وزارة الدفاع الروسية أن لها علاقة بالتوترات بين أرمينيا وأذربيجان، وطالبت بوقف إطلاق النار بين الدولتين، وقالت إنها مستعدة للعب دور الوسيط بين الطرفين.

وأكدت، أن البيان الذي أصدرته أذربيجان الأسبوع الماضي، وقالت فيه إن نظامها الصاروخي يسمح لها بضرب مفاعل نووي أرميني يعود إلى العصر السوفيتي، عزز المخاوف والتكهنات بأن الصراع يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة، وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، إنها تشعر بقلق بالغ، وطالبت الدولتين التحدث بصراحة“.

ونقلت عن ”أوزغور أونلوهيسارسيكلي“، مدير مكتب ”صندوق مارشال“ الألماني في أنقرة، قوله: ”هذه منطقة نفوذ روسية، ولا يزال الصراع بين أرمينيا وأذربيجان ضمن المعايير التي رسمتها موسكو، وترى تركيا أن القتال الأخير بمثابة رسالة من روسيا، ولكنها تعلم جيدًا أن مواجهة روسيا في هذه المنطقة مسألة محفوفة بالمخاطر، حتى ولو كان الأمر عبر وكلاء، ورغم أن تركيا أظهرت دعمًا راسخًا لأذربيجان، فإنها لم تلجأ أبدًا إلى التدخل المباشر“.

وأردفت: ”الرئيس التركي أردوغان قال الشهر الماضي، إن تركيا ربما تفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة، في ظل مصالحهما المتقاربة في كل من سوريا وليبيا، هذه الأنباء لم يكن مرحبًا بها في روسيا، التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وتفاوضت مرارًا مع تركيا حول وقف إطلاق النار، وفي الوقت نفسه، فإن روسيا تدعم المشير خليفة حفتر في ليبيا، حيث أدى التدخل التركي في الحرب الأهلية الليبية إلى عرقلة تقدمه، وقلب المعركة لصالح حكومة الوفاق في طرابلس“.

وقال أونلوهيسارسيكلي، إن الدافع الرئيس وراء التعاون بين روسيا وتركيا، هو أن الدولتين تشعران بأنهما منبوذتين من الغرب، ولكن في ظل تعاون تركيا مع الولايات المتحدة، فإن هذا التحالف بدأ في الانهيار، وهذه المرة فإن رسالة روسيا كانت واضحة في القوقاز.

ومن جانبه، قال ريتشارد جيراغوسيان، مدير مركز الدراسات الإقليمية في أرمينيا، إن محاولات تركيا لإقحام نفسها في الصراع يمكن أن يكون له رد فعل عكسي، لأن دعم أنقرة لأذربيجان سيؤدي إلى دفع الحكومة الأرمينية الشابة، التي نأت بنفسها عن موسكو نسبيًا منذ الثورة الشعبية عام 2018، إلى العودة مرة أخرى إلى أحضان روسيا.

وأكد أن التحالف العسكري التركي مع أذربيجان يهدد بدفع أرمينيا نحو الاعتماد بشكل كامل على روسيا، يمكن أن يوفر أيضًا، الفرصة أمام موسكو لنشر قوات حفظ سلام بين أرمينيا وأذربيجان، في المنطقة التي لا تملك فيها تواجدًا عسكريًا“.