اعتباراً من 1 أكتوبر ما لم تفي الحكومة بالمطالب..

محافظ حضرموت يعلن توقيف تصدير النفط من حقول وميناء (الضبة)

المكلا تحتضن لقاءً موسعاً للقيادات السياسية والتنفيذية والعسكرية والأمنية والقبلية والمجتمعية والشبا

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

في مشهد عكس تلاحم أبناء حضرموت بمختلف مشاربهم ومكوناتهم، توافد الآلاف إلى مدينة المكلا من كل حدب وصوب صباح اليوم الثلاثاء، من الساحل والوادي والصحراء والهضبة، يمثلون مختلف فئات وشرائح المجتمع السياسية والثقافية والمجتمعية وأصحاب الفضيلة العلماء والأحزاب والتنظيمات السياسية والتنفيذية والعسكرية والأمنية ومنظمات المجتمع المدني وقطاعي الشباب والمرأة، تتقدمهم قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، ووكيل المحافظة لشؤون الوادي والصحراء عصام حبريش الكثيري، ووكلاء المحافظة والوكلاء المساعدين، وأعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات السلطات المحلية في المديريات والمكاتب التنفيذية والمشائخ والأعيان، اجتمعوا بقاعة الدكتور علي هود باعباد بالمكلا نيابة عن أبناء حضرموت ليتحدوا حول كلمة سواء وليقفوا أمام معاناة اهلهم من ابناء المحافظة، ويتدارسون موقفاً موحداً  لمعاناة أهالي المحافظة جراء تردي الخدمات الأساسية للمواطنين، ويرفعوا صوتاً واحداً بأن حضرموت وخدماتها خطاً أحمراً، ويجب أن يتم وضع حداً لهذه المعاناة.

وأمام حشد كبير من الحضور من جميع مديريات المحافظة، القى محافظ حضرموت رئيس اللجنة الأمنية قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، كلمة حيّا في مستهلها المشاركين على الروح الوطنية والاستجابة السريعة للقاء الموسع الذي جمع شمل أبناء حضرموت من أقصاها لأقصاها وبمختلف مكوناتها ومشاربهم السياسية والمجتمعية والقبلية، لإعطاء كلمة موحدة للوقوف إلى صف المواطنين والدفاع عن حقوقهم ومطالبهم المشروعة.

واوضح محافظ حضرموت أن عقد هذا اللقاء الموسع يأتي تجاوباً مع مطالب المواطنين واستحقاقات المحافظة وتلبية لرغبات كافة الشرائح المجتمعية في حضرموت بهدف توجيه رسالتها بكل وضوح وصراحة وشفافية لضمان استقرار حضرموت عموماً، وقال المحافظ انه وأمام  أوضاع الخدمات المتردية لابد على القيادة السياسية الشرعية ودول التحالف أن تتحمل مسئولياتها تجاه محافظة حضرموت والمحافظات المحررة الأخرى، وذلك من خلال صرف مرتبات القوات والأجهزة العسكرية والأمنية بصورة عاجلة، والالتزام بشراء الوقود لمحطات توليد الكهرباء في محافظة حضرموت (مازوت – ديزل)، والتزام الحكومة بسداد قيمة الطاقة المشتراه، وكذا التزام الحكومة بتوفير قطع الغيار والزيوت لصيانة محطات الكهرباء التابعة للدولة والتي يعد معظمها خارج الجاهزية بسبب عدم تمكن المؤسسة العامة للكهرباء في توفير متطلبات الصيانة، وإلزام الحكومة بإنشاء محطة الكهرباء 100 ميجا التي وجه بها فخامة رئيس الجمهورية وبصورة عاجلة، والتزام الحكومة بتحويل نسبة المحافظة من مبيعات النفط في وقتها المحدد دون أي انتقاص.

وأكد المحافظ البحسني أن قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت أسهمت خلال السنوات الماضية على مساعدة القيادة السياسية في معالجة ما استطاعت معالجته وفق إمكانياتها الشحيحة، إلا انه أتضح جلياً أن الحكومة تدريجياً تخلت عن مسئولياتها ودورها في تنفيذ مهامها وواجباتها تجاه المحافظات المحررة عموماً وحضرموت خصوصاً، لافتاً إلى أن هذه الأسباب أدت إلى احتقان الشارع ووصوله ذروته.

وعبّر محافظ حضرموت عن تجاوبه مع متطلبات المجتمع بشكل عام، وأعلن بأن السلطة المحلية بحضرموت مضطرة أن تبلغ القيادة السياسية بتوقيف تصدير النفط من حقول وميناء تصدير النفط (الضبة) في حضرموت اعتباراً من 1/أكتوبر/2020م، ما لم تفي الحكومة بالمطالب الحقوقية لأبناء المحافظة، مناشداً دول التحالف وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة أن تنظر جدياً إلى معاناة المواطنين في المحافظات المحررة عموماً وحضرموت خصوصاً وتتحمل مسئولياتها كاملة في توفير ما يمكن توفيره في مجال الكهرباء ومعالجة مشكلاتها.

وجدد المحافظ البحسني تأكيده لأبناء حضرموت بأن السلطة المحلية لن تتخلى عن مسئولياتها تجاه مطالبهم، وستظل تطالب باستحقاقات المحافظة حتل تحل مشكلة كهرباء حضرموت والمطالب الأخرى، حاثاً اياهم على التعامل بعقلانية مع مصاعب ومشكلات السلطة التي هي فوق طاقتها، لافتاً إلى أن استحقاقات المواطنين وخدماتهم حق يقف خلفه ويسانده الجميع، لكن الخروج الشرعي للمواطنين للشارع قد تندس فيه بعض العناصر المخربة من قبل المتربصين الذين يسعون لزعزعة الأمن والاستقرار بالمحافظة، وأكد المحافظ البحسني أن النخبة الحضرمية تمثل درع حضرموت وفخر أبنائها وهم من أبناء المحافظة  ولن تسمح قياداتها لأي من كان المساس بها.

وفي كلمته نيابة عن أصحاب الفضيلة العلماء، تطرق الشيخ صالح بن عمر الشرفي الى ما آلت إليه الأوضاع في حضرموت الخير والتاريخ والعلم والحضارة والثقافة والخيرات والبركات، وقال إن الوضع الحالي يستدعي من العلماء أن يقفوا موقف رجل واحد للمساهمة في معالجة الاضطرابات الحالية بحضرموت، وحث الشيخ الشرفي رئيس الجمهورية والحكومة الشرعية أن يعاملوا المحافظات المحررة وحضرموت على وجه الخصوص معاملة خاصة بما يضمن استقرار الخدمات الأساسية فيها، مشدداً على القوى السياسية بالمحافظة بتوحيد الكلمة لأجل مصالح ومطالب حضرموت المشروعة والوقوف معاً للحفاظ على أمنها واستقرارها وعدم التفريط فيه، مناشداً قيادة التحالف العربي بالتخفيف من معاناة ابناء الوطن عموماً وحضرموت خصوصاً.

وأكد رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت الدكتور محمد جعفر بن الشيخ أبوبكر، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يقف في ميدان المصلحة العامة ومع مطالب المواطنين وحقوقهم، ومع اتخاذ موقف صحيح وشجاع وقرارات تنفيذية بإرادة صلبة لنيل استحقاقات حضرموت، مستعرضاً جملة من المطالب الملحة للمواطنين في قطاع الكهرباء واستحقاقات المحافظة، والوقوف الى جانب اجماع أبناء المحافظة ومطالب المواطنين ومع إرادة الشعب ومطالبه وحقوقه كاملة غير منقوصة، والتحذير من مؤامرات المتربصين وأدواتهم.

وقال الشيخ يسر بن محسن العامري في كلمته عن مرجعية حلف قبئل حضرموت بالوادي والصحراء إن هذا اللقاء يأتي في ظل وضع عصيب تمر به حضرموت وانهيار في الكهرباء وغلاء فاحش في الأسعار، مؤكداً ضرورة الوقوف موقف مشرف مع مطالب أبناء المحافظة ورفض العنف، وأن تتبوأ حضرموت مكانتها كونها ترفد خزينة الدولة بـ 70% من الإيرادات، واتخاذ قرارات شجاعة ووضع حد للطاقة المشتراة من خلال إشراك الرأس المال الحضرمي بإنشاء طاقة تنهي معاناة الناس، والتركيز على كهرباء الساحل وأمن الوادي، ومطالبة الحكومة والتحالف بالتدخل السريع لإنهاء معاناة المواطنين.

بدوره أكد الشيخ محمد عوض البسيري في كلمة الوجهاء والأعيان والشخصيات الاجتماعية أن انهيار العملة وتردي الخدمات أضرت بالمواطنين ومن شأنها تهديد السلم الاجتماعي، مشيراً الى ان هذا اللقاء الموسع تقع عليه آمال المواطنين في الخروج بقرارات تلامس همومهم وتسهم في توفير خدماتهم الضرورية، مستعرضاً جملة من مصاعب المواطنين والمحافظة والمقترحات العاجلة للتخفيف منها.

وفي كلمتها نيابة عن قطاع المرأة أكدت رئيس اللجنة الوطنية للمرأة في حضرموت الأستاذة فائزة فرج بامطرف، وقوف المرأة إلى جانب الدور الذي لعبته السلطة المحلية في معالجة العديد من الصعوبات وبالذات التي تندرج في حدود إمكانياتها، وتأييد الموقف الثابت للإجراءات التي ستتخذها السلطة المحلية، للتخفيف عن معاناة المواطنين بسبب سوء الخدمات.

وأعلنت رئيس اللجنة الوطنية للمرأة موقف قطاع المرأة في حضرموت إلى جانب كافة قطاعات المجتمع للمطالبة باستحقاقات المحافظة، مطالبة السلطة المركزية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بتوجيه الحكومة بتنفيذ هذه الاستحقاقات، والأشقاء في التحالف العربي بتحمل مسؤولياتهم في مساندة ومساعدة أبناء حضرموت في الخروج من هذه الأزمة، مثمنة  دعم المحافظ، ووقوفه الدائم الى جانب المرأة في كل المراحل والمنعطفات،  ودعم تبوأها المراكز القيادية بالمحافظة.

من جانبه أكد نائب رئيس اللجنة التحضيرية لاتحاد منظمات المجتمع المدني بمحافظة حضرموت د. وليد عبدالله البطاطي ان منظمات المجتمع المدني تعد الشريك الثالث للسلطة المحلية ودورها يتمثل في مساندة السلطة المحلية في تلمس احتياجات المواطن وتخفيف معاناته، وقال إن حضرموت اليوم تقدمت كثيرا مقارنة بمحافظات اخرى في قطاعات عدّة منها الامن والجيش والاستقرار المشهود في الحياة بشكل عام، مطالباً بتحسين وضع الخدمات وأهمها الكهرباء التي تعد شريان الحياة، خصوصاً وأن حضرموت تنعم بخيرات كثيرة واهمها نعمة النفط والموانئ البحرية والبرية والجوية وكافة الايرادات الاخرى التي تذهب للغير وتحرم المحافظة منها.

والقيت في اللقاء قصيدة للشاعر جنيد باوزير حاكت مطالب ابناء المحافظة.

هذا وجرى تشكيل لجنة لصياغة البيان الختامي، ستواصل انعقادها والتواصل مع جميع المكونات بالمحافظة، وسيصدر عنها يوم غدٍ الأربعاء بياناً بمخرجات اللقاء يتضمن مطالب أبناء المحافظة.

حضر اللقاء أعضاء مجلسي النواب والشورى، ووكلاء المحافظة والوكلاء المساعدون، ومديرو مكاتب الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية، ومديرو عموم المديريات، والقادة العسكريون والأمنيون، والمشائخ والأعيان والوجهاء، وأصحاب الفضيلة العلماء، ورؤساء وممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية، وممثلو منظمات المجتمع المدني، وقطاعي المرأة والشباب.