التحرك بأجندة إيجابية في القضايا الإقليمية..
تقرير: أردوغان.. كيف قاد حملة الاتهامات ضد مصر مستغلا "الاخوان"؟
تسعى تركيا منذ مدة إلى التقرب من مصر بكل السبل ويظهر ذلك من خلال تخفيف حدة الخطاب تجاه القاهرة بل والإعلان عن الاستعداد للتعاون في عدة ملفات إقليمية.
وفي هذا الصدد افاد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إنه في حال أظهرت مصر إرادة التحرك بأجندة إيجابية في القضايا الإقليمية فإن تركيا مستعدة للتجاوب مع ذلك.
جاء ذلك في مقابلة مع قناة تلفزيونية محلية، في معرض رده على سؤال بشأن ما إذا كانت تركيا بصدد التقارب مع لاعبين إقليميين مثل مصر في شرق المتوسط بالرغم من التوترات السابقة.
وأضاف قالن أن "مصر دولة من الدول المهمة في المنطقة والعالم العربي" في اشارة الى الدور الذي بدأت تلعبه القاهرة على المستويين الاقليمي والدولي.
لكنه ذكر في المقابل بموقف بلاده مما حصل من تطورات سياسية في مصر وإسقاط حكم الإسلاميين المدعومين من انقرة من قبل الشعب المصري واصفا ذلك بالانقلاب وذلك في محاولة لإرضاء الإخوان.
لكن العبارات المعتمدة من قبل قالن في انتقاد الوضع السياسي الحالي في مصر لم تكن قوية كالعادة وحاول التجنب قدر المستطاع الحديث عن تفاصيل الوضع الداخلي في مصر.
وكانت القيادة التركية وفي مقدمتها الرئيس رجب طيب اردوغان وجهت خلال السنوات الماضية حملة من الاتهامات لمصر ونصبت العداء لقادتها على خلفية ثورة 2013 ضد حكم الاخوان.
وحاول قالن التأكيد ان الخلافات مع القاهرة يمكن تجاوزها إذا أظهرت مصر إرادة التحرك بأجندة إيجابية في القضايا الإقليمية، مؤكدا ان "تركيا مستعدة للتجاوب مع ذلك".
ومضى قائلا :"في حال تشكلت أرضية للتحرك معا في مواضيع ليبيا وفلسطين وشرق المتوسط وغيرها من القضايا، فإن تركيا لايمكنها إلا أن تنظر بإيجابية إلى ذلك وتقدم إسهاما إيجابيا".
وتشير تصريحات قالن إلى أهمية الدور الذي باتت تلعبه مصر في عدة ساحات في المنطقة خاصة الساحة الليبية حيث بادرت مصر منذ مايو/ايار الماضي إلى فرض حلول سلمية على الاطراف المتنازعة في ليبيا.
ووضع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حينها خطوطا حمراء أمام ميليشيات الوفاق الوطني وداعميها ما أدى الى توقف القتال كما استضافت القاهرة اجتماعات بين الاطراف المتنازعة لإنهاء الأزمة.
كما لعبت مصر دورا هاما في مواجهة التدخل التركي شرق المتوسط عبر عمليات التنقيب غير القانونية.
وسعت مصر الى تقوية علاقاتها مع اليونان وقبرص والقيام بمناورات عسكرية اضافة الى توقيع اتفاق ترسيم حدود مع أثينا في رسالة واضحة لأنقرة.
وفي بادرة هي الأولى من نوعها عبرت السفن الحربية المصرية الأسبوع الماضي مضيق البوسفور للقيام بمناورات عسكرية مشتركة مع البحرية الروسية في البحر الأسود قبالة الحدود البحرية التركية في رسالة إستراتيجية قوية.
ومع فشل أنقرة في إحراج مصر دوليا وإقليميا والتدخل في شؤونها الداخلية بدعم جماعة الاخوان المسلمين تسعى اليوم الى احتوائها بحجة التعاون الإقليمي والمصالح المشتركة.