خطبة موحدة في السعودية للحديث عن ما حل باليمن..

تقرير: الرياض وإخوان مأرب.. هل أنتهى عهد التحالف المرحلي المشروط

حاجز تفتيش لمسلحي احد اطراف الصراع في اليمن - ارشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

قالت وسائل إعلام سعودية وناشطون إن خطباء مساجد المملكة العربية السعودية خصصوا خطبة الجمعة للحديث عن خطر تنظيم الإخوان الإرهابي، وكذا عن حزب الإصلاح الإخواني في اليمن ودوره في تدمير البلد وتسليمها للحوثيين، فيما اعتبرت وسائل إعلام عربية بيان هيئة كبار العلماء في السعودية، بأنه مؤشر على قرب انتهى عهد التحالف المرحلي المشروط بين التحالف العربي الذي تقوده الرياض، وجماعة الإخوان الموالين لقطر والتي أسست جيشا كبيرا في مأرب بتمويل سعودي، على أمل تحرير صنعاء، لكن الجيش لم يحرك أي ساكن تجاه الحوثيين بل حصل العكس، سلم جيش مأرب الأسلحة الضخمة للميليشيات الحوثية دون قتال.

وقالت وسائل إعلام يمنية "إن خطيب أحد المساجد في المملكة العربية السعودية، حمل جماعة الإخوان الإرهابية ممثلة بحزب الإصلاح المخترق للشرعية، مسؤولية، الخراب والصراع الدائر في اليمن منذ فوضى يناير من 2011.

وبحسب موقع نافذة اليمن، فقد تداول ناشطون تسجيلا مرئيا لخطبة الجمعة في أحد مساجد السعودية، قال فيها الخطيب إن اليمن كانت مقصد الزائرين لما تنعم به من أمان واستقرار حتى جاءت أحداث فبراير2011 التي قلبت أوضاع اليمن : متسائلا بقوله " اي ربيع ترونه الان في بلاد اليمن" في إشارة إلى احتجاجات فبراير.

واضاف الخطيب أن اليمن بسبب هذا الربيع أصبحت غير آمنة ومسرحا للجرائم والاغتيالات والاغتصابات والقتل، بسبب ما أحدثته جماعة الإخوان، والجماعات الحزبية الضالة.

 

وحزب التجمع اليمني للإصلاح، هو الذراع العسكري والسياسي لتنظيم الإخوان المصنف إرهابيا في السعودية ومصر والإمارات والأردن وبلدان عربية وأجنبية آخرى.

 وعلى خلفية بيان هيئة كبار العلماء في السعودية بتصنيف جماعة الإخوان كجماعة ارهابية، هدد، حميد الأحمر، القيادي البارز في حزب الاصلاح – جناح الاخوان المسلمين في اليمن- الاربعاء بالتحالف رسميا مع تركيا ..

وقال الاحمر في تغريدة على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي "اليمن بحاجة إلى حليف حقيقي، مستشهدا بالتدخل التركي في اذربيجان".

ورجحت وسائل إعلام يمنية أن يكون قرار تصنيف "الاخوان" كـ"ارهابين" يأتي في إطار استهداف فرع الجماعة في اليمن عقب انفراط عقده معها عقب عقود من الولاء الاعمى.

وقالت صحيفة الاخبار اللبنانية التي توصف بأنها من حزب الله الموالي لإيران "إن العلاقة التي تربط السعودية بـ"حزب الإصلاح" (إخوان اليمن) بأنها "تحالف الأضداد" وأنها "علاقة مصالح وتخادم". والحقيقة أن ما يجمع الطرفين هو تبعية وارتهان بالكامل من جانب "الإصلاح"، على الرغم من أن القيادة السعودية الحالية، التي تحارب الفكر "الإخواني"، لا تجد بدّاً من التحالف مع الحزب، كون الأخير هو الجهة السياسية اليمنية الوحيدة التي يمكن أن تركن إليها في الوقت الراهن".

وقال الكاتب لقمان عبدالله في الاخبار اللبنانية "من غير المتوقع أن يعمد السعوديون، في الوضع الراهن، إلى انتهاج سياسة مغايرة للسياسات السابقة حيال "حزب الإصلاح"، إذ ستواصل المملكة دعمها له، ولا سيما على المستويين السياسي والعسكري؛ لكونه خياراً وحيداً باعتباره كياناً منظَّماً ينوب عنها في القتال ضدّ حركة "الحوثيين". على أن الدعم المذكور مشروط بتولّي السعودية بنفسها الإشراف على جميع العمليات العسكرية، وتولّي سفيرها محمد آل جابر الإشراف على الجناح السياسي للحزب ــــ فرع الرياض".

وأكدت الكاتب "أن الرياض ترى ضرورة التخادم مع الإخوان في اليمن، باعتباره الجهة السياسية والعسكرية الوحيدة التي يمكن التعويل عليها في هذه الحرب".

مع ذلك، تقول الصحيفة "يعمد الإعلام السعودي، من وقت لآخر، إلى التهجّم على "الإصلاح"، باتّهامه بالسعي إلى تعطيل تنفيذ "اتفاق الرياض"، وتلقّي أوامر من الدوحة".

في أعقاب الأزمة الخليجية عام 2017، بدا بوضوح أن جناحاً كبيراً من الحزب بدأ يعمل وفق الأجندة القطرية، وبشكل مناهض للسعودية. ومع مرور الوقت، اتّخذت الأمور منحى أكثر وضوحاً، مع انخراط "الإصلاح" ــــ جناح قطر في تحالف قطري ــــ تركي ــــ عُماني. وينشط هذا الجناح في محافظات الجنوب الشرقية (المهرة، شبوة، وادي حضرموت وبعض مديريات أبين)، ويعمل على إيجاد موطئ قدم له في محافظة لحج (جنوب غرب)، وينشط كذلك في محافظتَي تعز ومأرب الشماليتين، وهما آخر معاقل ما يُسمّى "الحكومة اليمنية المؤقتة" في الشمال.

وتشير مصادر سياسية يمنية إلى أن السعودية ترى ان خمس سنوات حرب دون نتائج كافية للتوقف عن مواصلة التحالف المرحلي المشروط والقائم على وقوف صفا واحد ضد الحوثيين، وهو ما لم يتحقق بفعل التحالفات السرية التي رعتها قطر.