مسؤول جنوبي يكشف معلومات خطيرة..
تقرير: تهريب أسلحة وضباط اتراك.. هادي يرتمي في أحضان أنقرة
تزايدت التأكيدات على ارتمى الرئيس اليمني المنتهية ولايته في حضن تركيا، التي مولت ميليشيات إخوان اليمن في أبين وشبوة بالأسلحة وطائرات الدرون التركية، التي نفذت أواخر الشهر المنصرم عملية عسكرية ضد القوات الجنوبية، فيما كشف مسؤول جنوبي بارز عن ان الميليشيات سبق لها واستخدمت الطائرات التركية المسيرة منذ وقت مبكرة لرصد مواقع القوات الجنوبية في جبهة أبين.
الرئيس اليمني المنتهية ولايته في العام 2014م، فشل في احراز أي تقدم صوب استعادة العاصمة اليمنية من قبضة الانقلابيين الحوثيين الموالين لإيران، غير انه في الـ30 من نوفمبر وجه اشادة بقوات مأرب التي تقاتل وحدات منها في محافظة أبين مسقط رأسه، في مسعى منها لتحقيق تطلعات مشروع التقاسم بين إيران من جهة وقطر وتركيا من جهة أخرى.
وقالت مصادر سياسية يمنية لـ(اليوم الثامن) "ان خطاب حكومة هادي أصبح يتوافق مع خطاب الحوثيين، فالجميع ينظر الى التحالف العربي بقيادة السعودية على أنه "احتلال".
وقال مصدر سياسي يمني "ان نجل هادي (جلال) أشار على بعض اتباعه بالحديث عن رغبتهم في العودة إلى صنعاء، في محاولة ابتزاز واضحة للسعودية".
وأكد المصدر "ان مراسل صحيفة عكاظ السعودية في اليمن، ذهب مع التوجه وعمد على نشر تقرير روج فيه لسياسة الابتزاز التي تمارسها الرئاسة اليمنية".. مبديا استغرابه كيف يتم تمرير مثل هكذا التوجهات في الصحافة السعودية العريقة".
وقال المصدر ان مسؤولين يمنيين اقترحوا ان يتم تناول الخطاب المناهض للسعودية في قنوات اليمن والشرعية ووكالة سبأ، إلا ان هذا المقترح قوبل برفض من مدير عام قناة اليمن الرسمية التي تبث من الرياض بتمويل سعودي".
وتبث قناة اليمن الرسمية من الرياض بتمويل سعودي، لكنها دأبت على توجيه خطابها العدائي ضد الجنوب، في صورة متكررة.
وغادر العاصمة السعودية الرياض تباعا قيادات تنظيم اخوان اليمن، في اعقاب اصدار هيئة علماء السعودية بيانا اعتبرت فيه تنظيم الإخوان جماعة إرهابية، وكان اخر المغادرين محمد اليدومي رجل المخابرات السابق ورئيس الحزب، وعبدالمجيد الزنداني رجل الدين المتطرف، واليد الطولى للنظام اليمن في تجنيد العناصر الإرهابية.
وكانت تركيا، هي الوجهة لإخوان اليمن، الفارين من عاصمة التحالف العربي لدعم الشرعية، ومع وصول عبدالمجيد الزنداني تركيا، كان زعيم الحزب قد بعث برسالة مشفرة لميليشيات التنظيم التي بدأت هجوماً واسعاً، على القوات الجنوبية في أبين، قبل ان تكرر هجوم باستخدام علني للطيران التركي المسير، وهو الامر الذي كشف بوضوح على التدخل التركي في دعم الميليشيات الإخوانية.
وكشف نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، عن تهريب أنقرة السلاح إلى حزب التجمع للإصلاح، مشيرا إلى وجود ضباط أتراك داخل اليمن تحت غطاء إنساني.
وقال نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح في تصريحات لصحيفة العين الخليجية إن "طائرات بدون طيار متطورة دخلت مؤخرا على خط الحرب باليمن، لتنفيذ مهام قتالية للعمليات العسكرية لمليشيات الإخوان "جنوبي البلاد.
وأوضح صالح أن هذه الطائرات هي "جزء من دعم نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتنظيم الإخوان المسلمين في اليمن".
وظهرت تلك المُسيرات- وفق القيادي نفسه- للعلن في سبتمبر/أيلول الماضي، "عندما أدخلت الميليشيات الإرهابية أنواعا من هذه الطائرات للقيام بمهمات رصد واستطلاع حربي على مواقع القوات الجنوبية في محافظة أبين".
لم يكن ليتجلى في هذا الجزء من الجغرافيا اليمنية، لولا تتبع قوات المجلس الانتقالي لسير العمليات العسكرية، ليكشف وجود طائرات تركية بدون طيار تقوم بتنفيذ مهام قتالية ازدادت حركتها مؤخرا.
وتأتي تصريحات المسؤول الجنوبي بعد أيام من استخدام ميليشيات الإخوان طائرة بدون طيار، تركية الصنع، في شن غارات جوية لاغتيال قيادات بارزة في القوات الجنوبية.
وشكّلت سابقة هي الأولى منذ دخول الطيران التركي لإسناد ميليشيات الإصلاح لوجيستيا والقيام بالتجسس في مناطق خارج سيطرة الحزب.
وراح ضحية ذلك الاعتداء، رئيس عمليات ألوية الدعم والإسناد بمحافظة أبين، العقيد عوض السعدي، والقيادي عبدالمجيد بن شجاع، و3 جنود آخرين، أثناء العمل على ترتيب تموضع القوات الجنوبية ببلدة "الطرية"، ضمن جهود يرعاها التحالف العربي لتثبيت التهدئة وتنفيذ اتفاق الرياض.
وقالت صحيفة العين إن الإخوان استغلوا سيطرتهم على الحكومة اليمنية المؤقتة ووزارة الدفاع اليمنية باتخاذ هذه المؤسسات كغطاء لاستحداث معسكرات مغلقة بتمويل سخي من قطر، وإدخال ضباط أتراك لتدريب ميليشياتهم على الأسلحة البرية والجوية، محاكاة لمهام الحرس الثوري الإيراني في تدريب الانقلابيين الحوثيين.
وأشار صالح إلى أن ميليشيات الإخوان أنشأت معسكرات خاصة بدعم قطري وتدريب تركي، وتعتمد بشكل كبير على السلاح المهرب القادم من أنقرة عبر أحد منافذ بحر العرب والخاضع لسيطرتها.
ووفق منصور صالح، فإن التدخل التركي بدأ يظهر بوضوح بعد وصول ضباط أتراك إلى محافظة شبوة الجنوبية الغنية بالنفط، موضحا أنهم يتولون مهمة تدريب عناصر الإخوان على "استخدام الطيران المسير والصواريخ الحرارية".
وتحت يافطة العمل الإنساني، سلك الإخوان وخبراء عسكريون أتراك، طرق اليمن للتنقل والتسلل والتهريب عبر المنافذ إلى معسكراتهم المنتشرة في محافظات متفرقة.
وفي الجزئية الأخيرة يشير صالح إلى أن وصول الضباط الأتراك لليمن يتم بأشكال مختلفة، بينها حصولهم على تصريح حكومي تحت غطاء العمل الإنساني.
أما السلاح التركي الذي يتضمن قطعا مجزأة للمُسيرات ، فيصل- وفق المسؤول نفسه، "من خلال التهريب خاصة بعد قيام التنظيم الإرهابي بإنشاء منفذ بحري خاصا لذلك ويسمى ميناء قنا عقب فشلهم في السيطرة على ميناء بلحاف النفطي".
وحول التحركات القطرية التركية بالتنسيق مع ميليشيات الإخوان لاقتحام العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، قال صالح، إنها موجودة منذ تحرير التحالف العربي المدينة عام 2015 "لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل".
وذكرت الصحيفة وجود "تنسيق تركي قطري اشتدت وتيرته بشكل غير مسبوق عقب تنفيذ اتفاق الرياض، وبأشكال مختلفة تتخذ من الجانب العسكري والسياسي والإعلامي، بوابة للتخريب.
وأكد المسؤول الجنوبي أن الدعم القطري التركي للسيطرة على عدن والمناطق الحيوية عبر الإخوان "يتجسد بأشكال عدة عسكريا وسياسيا وإعلامياً."
دعمٌ يتواصل وبكثافة من خلال "إنشاء واحتضان العديد من القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية التي تكرس كل خطابها لدعم مشروع الإخوان التدميري"، يُكمل المسؤول نفسه.
ومع اقتراب إعلان الحكومة اليمنية الجديدة، كثفت ميليشيات الإخوان من تحركاتها لوأد آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
وهنا، أكد صالح أن اتفاق الرياض "قطع شوطا مهما ولم يتبق سوى إعلان الحكومة ثم المضي بتنفيذ باقي مصفوفة الآلية، إلا أن عمليات المماطلة ومحاولات التعطيل من قبل الجناح الإخواني المتطرف في الشرعية هو من يعيق ذلك".
ويختلق الإخوان العراقيل أمام اتفاق الرياض من خلال وضع أسماء غير مقبولة والتصعيد العسكري المتواصل لاستفزاز القوات الجنوبية في جبهات أبين المشمولة بتهدئة مدعومة من التحالف.
عراقيل يضيف عليها نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي، أساليب إخوانية أخرى "للالتفاف على تعهدات الاتفاق".