أهالي الجنوب يتذكرون القائد الخالد..

تقرير: "جعفر محمد سعد".. باقٍ لم يمت ونتائج تحقيقات غائبة

خالد بحاح رئيس الحكومة السابق وقائد معركة تحرير عدن جعفر محمد سعد مناقشة خطة التحرير

عدن

مرت الذكرى الخامسة لفاجعة استشهاد اللواء جعفر محمد سعد ومرافقيه، ولم يتم الكشف عن قاتليهم بعد، رغم إعلان السلطات الأمنية القبض على بعض المتورطين والتوصل إلى خيوط عن المخطط الإرهابي الذي استهدف قائد تحرير عدن من مليشيات الحوثي في يوليو 2015.

جعفر محمد سعد الإنسان والخبير الاستراتيجي والأب والمعلم والأكاديمي الذي فقدته عدن وأهلها في ذكراه الخامسة توجب علينا رصد ومتابعة أحاديث أهالي عدن والجنوب عن ذكراها.

ويتذكر أهالي الجنوب مناقب الشهيد اللواء خلال توليه منصب محافظ عدن لخمسة أشهر حتى يوم اغتياله 6 ديسمبر 2015 بعد خروجه من منزله في التواهي بموكبه المتواضع، وكانت قد وضعت سيارة مفخخة في طريقه الآمن.

يقول الزميل عيدروس باحشوان رئيس تحرير صحيفة موقع "عدن تايم": "عرفت اللواء جعفر محمد سعد ليس في منصب محافظ عدن ورمز تحريرها في 2015، لكن معرفتي به قد مضى عليها أربعة عقود من الزمن، عندما كان ضابطا رفيعا في دائرة التدريب القتالي بوزارة الدفاع لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، عرفته كاتبا استراتيجيا وخبيرا عسكريا في فنون القتال والمعركة الحديثة المشتركة من خلال سلسلة كتابات كان يحضر شخصيا إلى مقر مجلة الجندي وصحيفة الراية العسكريتين لتسليمها".

وتابع: "كنت أجده مزهوا عند نشر مادته، حريصا على نشر كل ما تحتاجه الوحدات العسكرية ضباطا وأفرادا، وتوصيل الأفكار الجديدة في العلوم العسكرية إليهم، واستخدم الصحافة وسيلة من وسائل التدريب والتأهيل، لذلك عند رسم اللواء جعفر محمد سعد خارطة التحرير ودحر الغزاة من عدن ، كانت وفق خبرة طويلة اكتسبها في الميدان وفي أروقة كليات وأكاديميات عسكرية التحق بها خلال خدمته في الجيش".

وأضاف: "حدثتني الزميلة كوثر الشاذلي، أرملة الشهيد جعفر على هامش حوار أجريته معها في نوفمبر 2018، أن جعفر ترك إرثا علميا كبيرا تعمل على لملمته وإظهاره إلى النور، إرث هو بالتأكيد عصارة جهد رجل أمضى جل حياته في بناء وتطوير المؤسسة العسكرية الجنوبية".

وقال عدنان الكاف عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي: "في الذكرى الخامسة لاستشهاد ابن عدن البار وقائد معركة تحريرها من مليشيات الحوثي الذي وهب نفسه لعدن والجنوب الشهيد اللواء جعفر محمد سعد تبقى حسرتنا عليه كبيرة، فقد ترجل وعدن والجنوب في حاجة إليه".

وأكد الكاف "لا عزاء لنا في الشهيد جعفر إلا بتحقيق العدالة والقصاص من الجناة".

من جانبه قال الكاتب والناقد أمين اليافعي: "إلى روح الشهيد الخالد جعفر محمد سعد، في الذكرى الخامسة لاغتياله، نعم، لقد علمتنا أبلغ دروس الوطنية على الإطلاق، الوطنيّة الخالصة، الوطنيّة المحضة! تركت بلاد الضباب، تركت أوروبا ونعيمها الأرضي، تركت عائلتك الصغيرة وأجواءها الحميمة، مهرولاً إلى جنتك الأولى (عدن) وهي في أحلك الظروف، تطحنها الحروب والأزمات، في المرة الأولى جئت لتقود معركة تحريرها من المليشيات الإجراميّة، وفي الثانية لتُعيد إليها وإلى أهلها الحياة والأمن والأمل والابتسامة".

وقال اليافعي متحدثا عن جعفر: "وحدك كنت في الميدان، وحيداً رأيناك تجوب الشوارع والأزقة والحارات، لم يرافقك في هذه الرحلة القصيرة والقاسية سوى ظلك، دون أن تُفكِّر قط بأن تقيس المسافة بين ذاتك والوطن، لا بمنظار دبابةٍ ولا بهاوية الجيوب أو حتى بحسابات البشر العاديين والمؤمنين على السواء! وفي الهجرة الأخرى... كَمْ كنتَ وحدكْ، فلا تكتب وصيتكَ الأخيرةَ والسلاما، سَقَطَ السقوطُ , وأنت تعلو تعلو تعلو فكرةً ويداً وشاما!، على أن عدن ستظل تفتقدك أكثر من اللازم!".

ويشير المتحدث الإعلامي للقوات المسلحة الجنوبية في محور أبين محمد النقيب، إلى دافع اغتيال الشهيد جعفر، بالقول: ‏"قتلوه لأنه توعدهم بفضح من يريد لعدن أن تفشل، وظنوا أنهم باغتياله قد قتلوا عدن، وما لبثوا حتى أدركوا أن عدن لا تموت، وأن دم الشهيد القائد جعفر محمد سعد يتدفق في كل قلب جنوبي جسور".

وأضاف: "هم هؤلاء أنفسهم الذين يحشدون دواعشهم ومليشياتهم الإخوانية الإرهابية لاجتياح عدن.. ولن يمروا لأن أبين مقبرة الغزاة".

بدوره قال الصحفي فارس الحسام: "كثيرة هي الأحداث المؤلمة التي أصابت جسد الوطن وجعلته ينزف دماً، لكن جريمة اغتيالك في (6 ديسمبر 2015 ) كانت أبرز جريمة لاغتيال وطن، أحدَثَت معها جرحا غائرا لم يندمل إلى اليوم، بل نجده يتجدد مع كل حادثة أو جريمة تطال أبناء هذا الوطن".

وأضاف: "الرحمة والخلود لروحك الطاهرة في جنات النعيم، اللعنة والخزي والعار لكل من يمارس أو يتبنى الإرهاب، الذكرى الخامسة لاغتيال محافظ العاصمة عدن الشهيد اللواء جعفر محمد سعد، رحمة الله تغشاه".

أرملة اللواء جعفر الكاتبة كوثر الشاذلي تكتب في ذكرى استشهاده عبر وسائل إعلام: "ها هو العام الخامس لاستشهادك في حادثة اغتيال أقل ما توصف بأنها بشعة وجبانة ومشحونة بأعلى درجات الحقد والرغبة في أن يزاح رجل بحجمك وبإخلاصك وبسالتك وانتماءك غير القابل للشك لمدينتك وحلمك وقضيتك (عدن)

خمسة أعوام، يا جعفر، وقاتلوك لا عنوان لهم ولا هوية! قضية أرادوا بإصرار أن تقيد ضد مجهول، ولم يفلحوا، لم ولن تطوى كما أرادوا، فأنت خالد في حنايا وزوايا وفي حارات في أفراح وأوجاع وآلام عدن، في بحر عدن، محفور أنت في وجدانها، في شوارعها وأحياءها، في وجدان أبناءها وذاكرة التاريخ التي لا تنسى. أنت حي في قلوب البسطاء والشرفاء، فمثلك جعفر لا يموت".