جدية الدوحة في التخلي عن دعم "الإخوان"..
تقرير: "الملف اليمني" الاختبار الأصعب بالمصالحة الخليجية
اعتبرت مصادر سياسية أن الملف اليمني سيكون الاختبار الأصعب الذي يثبت جدية الدوحة في المصالحة الخليجية، بالنظر إلى تاريخ قطر في دعم حالة التوتر في اليمن حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة التي أعلنت الدوحة مشاركتها فيها ضمن قوات التحالف العربي.
وتساءل مراقبون يمنيون عن موقف الحكومة اليمنية من المصالحة، وهل ستكون طرفا في أي اتفاق؟ وخصوصا أنها قامت في أعقاب التوتر بين قطر ودول المقاطعة بسحب سفيرها من الدوحة، على غرار ما فعلته الرياض وأبوظبي والقاهرة والمنامة.
وفي أول موقف رسمي يمني رحبت الحكومة اليمنية بما اعتبرته “الجهود الصادقة لإعادة اللحمة بين الأشقاء في دول مجلس التعاون”.
وأعربت وزارة الخارجية في بيان لها، الثلاثاء، عن “تطلع الجمهورية اليمنية بأن تعمل القمة (…) على معالجة القضايا العالقة وعودة العلاقات الخليجية إلى مجراها الطبيعي تحقيقا لتطلعات قادة وشعوب المنطقة”.
وقالت مصادر سياسية "إن تيارا واسعا ومؤثرا في الحكومة، إضافة إلى الإخوان المسلمين في اليمن، سيدفعون باتجاه تطبيع العلاقات اليمنية – القطرية دون الحصول على أي ضمانات بوقف قطر دعمها للحوثيين وجماعة الإخوان، والعمل على إرباك عمل “الشرعية” خلال السنوات الثلاث الماضية".
وتعاملت قطر مع الملف اليمني طوال السنوات الماضية بشكل منفرد بعيدا عن رؤية مجلس التعاون الخليجي، بدْءًا من الوساطة القطرية بين الحكومة والحوثيين في عام 2007، وما رافق ذلك من حديث حول تورطها في دعم الحوثيين ماليا ولوجستيا وإعلاميا.
وانسحبت قطر من المبادرة الخليجية التي تم بموجبها انتقال السلطة في اليمن من الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، في ظل معلومات عن سعيها آنذاك لاستمرار الاحتجاجات التي كانت تهدد بنشوب حرب أهلية.
وتصدر الملف اليمني قائمة المبررات التي دفعت إلى إنهاء مشاركة قطر في التحالف العربي لدعم “الشرعية”، في منتصف عام 2017، وبررت قيادة التحالف قرارها بممارسات قطر، وقد سبق أن اتهمتها بدعم التنظيمات الإرهابية في اليمن والتعامل مع الميليشيات الانقلابية.
وتصاعد الدور القطري في اليمن بعد إنهاء مشاركة الدوحة في التحالف، حيث عملت وفقا لمراقبين يمنيين على خلق حالة انقسام في بنية “الشرعية”، وتحويل بوصلة الصراع باتجاه مكونات أخرى مناهضة للحوثيين، كما دعمت تأسيس ميليشيات تابعة لجماعة الإخوان، إضافة إلى دورها في دعم الحوثيين سياسيا وماليا وإعلاميا ولوجستيا.
وطالب وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب قطر بإثبات جديتها في المصالحة الخليجية من خلال رفع يدها عما وصفه بـ”الطابور الخامس” في معسكر “الشرعية” الذي عمل على إرباك التحالف والحكومة اليمنية طوال السنوات الماضية.
ولفت غلاب في تصريح لصحيفة العرب الدولية إلى أن تسليم قطر كافةَ أوراقها إلى قيادة التحالف العربي لمواجهة المشروع الإيراني في اليمن، يسهم إلى حد كبير في إنهاء الانقلاب ومحاصرة ميليشيات إيران في اليمن، في حال كانت قطر جادة فعلا في تغيير وضعها والعودة إلى الحاضنة العربية بقيادة السعودية.