أكد أن إيران تقدم مساعدات تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات سنوياً..
محلل أمريكي: الحوثيون العائق الأكبر أمام إنهاء الحرب في اليمن
أكد المُحلّل السابق لدى وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية بروس ريدل أن الحوثيين هم أكبر عائق أمام إنهاء القتال في اليمن، ولذلك، على الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن تحفيزهم للموافقة على وقف إطلاق النار، بينما هم يعتقدون أنهم على وشك تحقيق انتصار كبير على الحكومة في صنعاء.
وكتب ريدل، في مقال لموقع معهد "بروكنغز"، أن اليمن تحوّل إلى دولة ممزقة. وشهدت السنوات العشرين الماضية من تاريخ اليمن محاولات متكررة من قبل قادتها – بمن فيهم عبدربه منصور هادي وسلفه علي عبد الله صالح– للضغط على الحوثيين. ولكن هناك شيء واحد واضح تمامًا وهو أن الحوثيين لن يخضعوا للضغط. فبعد ست سنوات من الحرب والحصار والكارثة الإنسانية لم تنكسر شوكتهم. حتى أنهم لا يكترثون بمعاناة الشعب اليمني.
ايران و"حزب الله"
مما لا شكّ فيه أن إيران و"حزب الله" شجّعا الحوثيين، عبر تقديم الخبرة الفنية والدعم لعملياتهم الصاروخية والطائرات المسيرة التي تضرب مأرب وأهدافاً في السعودية. استُهدفت الرياض الشهر الماضي، ويقول التحالف إنه اعترض حوالي 900 صاروخ وطائرة مسيرة في السنوات الستّ الأخيرة من الحرب، أطلقها الحوثيون، الذين لم يكن للحصار تأثير ملموس في قدراتهم العسكرية.
"يُقدّم الإيرانيون مساعدات للحوثيين تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات سنوياً" يقول ريدل، مرجحاً أنه "ربما لا يسيطر الإيرانيون على الحوثيين تماماً، لكنهم يتمتعون بنفوذ كبير".
عملية سياسية مغرية
وقال ريدل: "حتى تنتهي الحرب، تحتاج إدارة بايدن إلى ايجاد عملية سياسية تُغري الحوثيين بوقف إطلاق النار".
يُنظر إلى إنهاء الحصار كبادرة حسن نية، وبالتالي يُخضع الحرب للمزيد من المراقبة الخارجية. "إن ربط رفع الحصار بوقف إطلاق النار أجراء يطيل أمد معاناة الشعب اليمني، لذا يجب الفصل بين المسألتين"، وفقاً لريدل.
وعلى الولايات المتحدة أيضاً فتح حوار مباشر مع الحوثيين. صحيح أنهم عنيفون، لكنّهم واقع لا يمكن الأمل بزواله. وخطابهم معادٍ لأمريكا والسامية، لكنهم لم يقرنوا خطابهم بالأفعال.
الدبلوماسية لا تكفي
يستبعد ريدل أن يؤدي الجهد الدبلوماسي فقط إلى "تسوية سياسية في اليمن في المستقبل القريب، فالبلد ببساطة منقسم للغاية بحيث لا يمكن لم شمله. والنتيجة المحتملة هي التقسيم، كما في الماضي".
قبل 1990، كان هناك يمنان، شمالي وجنوبي. وقبل 1968، كان جنوب اليمن عبارة عن كونفدرالية فضفاضة للمحافظات شبه المستقلة تحت الحكم البريطاني.
حلم الوحدة
إن الواقع المحزن لليمن اليوم هو أنه دُمّر على نحو يستحيل إصلاحه بعد ست سنوات من الحرب التي دعمتها إدارتان أمريكيتان. لقد كسر بايدن هذا الموقف، ويجب أن تكون أولويته القصوى الآن التقليل من تداعيات الكارثة الإنسانية قدر الإمكان. "وعلى الأرجح أن وحدة أراضي اليمن باتت حلماً"، يقول ريدل.
مؤتمر دولي
ودعا ريدل الولايات المتحدة إلى تنظيم مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في اليمن، وعلى واشنطن أيضاً أن تدفع ثمن الضرر. يُمكن للأمم المتحدة السيطرة على التمويل لضمان حصول جميع أنحاء البلاد على المساعدة.
ويختم ريدل قائلاً: "لكن إعادة الإعمار لا بدّ أن يسبقها وقف شامل لإطلاق النار. علينا أن نفعل أكثر من مجرد الحديث عن إنهاء الحرب في اليمن".
------------------------------
المصدر| 24