الأزمة اليمنية..
تقرير: ماهي البدائل الأميركية حول استمرار الحوثيين في التصعيد؟
رفضت جماعة الحوثي الجمعة، خطة أميركية لوقف إطلاق النار في اليمن واعتبرتها "مؤامرة لوضع البلد في مرحلة أخطر".
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام إن "ما أسماه المبعوث الأميركي الخاص باليمن تيم ليندركينغ بالمقترح، لا جديد فيه ويمثل الرؤية السعودية والأممية منذ عام"، مضيفا أن "المقترح الأميركي لا هو وقف للحصار ولا وقف لإطلاق النار بل التفافات شكلية تؤدي لعودة الحصار بشكل دبلوماسي".
واعتبر أن "ما قدمه ليندركينغ مؤامرة لوضع اليمن في مرحلة أخطر مما هو عليه الآن. لا يوجد أي تغيير حقيقي نحو إنهاء الحرب ورفع الحصار، وهذه الأمور بيد الطرف الآخر (الحكومة اليمنية والتحالف العربي)".
وأشار إلى أنه "من الشروط المطروحة في المبادرة (الأميركية) تحديد وجهات مطار صنعاء وإصدار التراخيص عبر التحالف وأن تكون الجوازات غير صادرة من صنعاء".
وكان ليندركينغ قال في وقت سابق اليوم الجمعة إن خطة متماسكة لوقف إطلاق النار في اليمن مطروحة الآن على قيادة حركة الحوثيين "لعدد من الأيام"، لكن الحركة تعطي الأولوية في ما يبدو للهجوم العسكري لانتزاع السيطرة على مأرب.
وتبدي الولايات المتحدة مواقف ملتبسة حيال السلوك العدواني والإرهابي لجماعة الحوثي المدعومة من إيران في دبلوماسية تراوح بين الضغط والترغيب ضمن حسابات ترخي فيها المفاوضات التي تسعى واشنطن لفتحها مع إيران حول العودة للاتفاق النووي الموقع في العام 2015، بظلالها.
وانسحب الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية. كما وضع جماعة الحوثي احدى الأذرع الإيرانية في المنطقة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية وهو القرار الذي ألغاه خلفه الديمقراطي جو بايدن بلا بدائل تضع حدّا للهجمات الإرهابية التي يشنها المتمردون داخل اليمن وأخرى تستهدف مصالح مدنية واقتصادية في السعودية المجاورة والتي تقود منذ 2015 تحالفا عربيا دعم للسلطة اشرعية التي يمثلها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وقال ليندركينغ لمجلس الأطلسي بعد زيارة للمنطقة لإحياء الجهود لإنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات والذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران "سأعود على الفور عندما يكون الحوثيون على استعداد للحوار".
وتابع "الولايات المتحدة والأمم المتحدة، نحث الحوثيين على الرد. إذا لم نتمكن من إحراز تقدم الآن، فسوف تدخل البلاد في صراع وعدم استقرار أكبر"، مضيفا "لدينا الآن خطة متماسكة لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد بعناصر من شأنها أن تعالج على الفور الوضع الإنساني المزري في اليمن مباشرة... هذه الخطة معروضة على قيادة الحوثيين لعدد من الأيام".
لكن المتمردين يهاجمون في الآونة الأخيرة منطقة مأرب الغنية بالغاز بهدف انتزاع السيطرة على آخر معقل للحكومة في شمال اليمن. وحذرت الأمم المتحدة من أن ملايين المدنيين في خطر.
وقال ليندركينغ "بشكل مأساوي ومربك إلى حد ما بالنسبة لي، يبدو أن الحوثيين يعطون الأولوية لحملة عسكرية للسيطرة على مأرب... بدلا من وقف الحرب ونقل المساعدات إلى الشعب اليمني".
ومع أن واشنطن على قناعة بأن الحوثيين لا يجنحون للسلام على الأقل في هذه الفترة بالذات التي تدور فيها معارك عنيفة حول مأرب، إلا أنها لا تزال ترخي
وأعلن أن الولايات المتحدة ستستأنف تمويل المساعدات الإنسانية لشمال اليمن وقال إن واشنطن ستعمل مع حكومتي اليمن والسعودية لإيجاد طريقة لإيصال الوقود إلى اليمنيين الذين هم في أمس الحاجة إليه.
وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويحتاج نحو 80 بالمئة من اليمنيين إلى المساعدة إذ يعاني 400 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بحسب بيانات الأمم المتحدة. وتعتمد البلاد في معظم غذائها على الواردات التي عطلتها بشدة الأطراف المتحاربة على مر السنين.