"الرياض" بحاجة إلى نظرة أوسع..
تقرير: "لجنة السعودية الخاصة".. اليمن ليست "حاشد وبكيل" فقط
اثار تناول إعلامي لقناة الإخبارية السعودية جدلا واسعا في الجنوب، بعد ان وجه سياسي سعودية اتهامات للمجلس الانتقالي الجنوبي، بعرقلة تحرير محافظات اليمن الشمالي من الحوثيين.
وتأسس المجلس الانتقالي الجنوبي – سلطة سياسية مفوضة شعبياً- في مايو (آيار) 2017م، أي بعد مرور نحو عامين وشهرين على انطلاق عاصفة الحزم وتدخل التحالف العربي لمحاربة التمدد الإيراني.
وجاء تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي كاستحقاق سياسي للجنوب، بعد اخلال هادي بالتحالف المفترض مع قوى الحراك الجنوبي التي وقفت الى جانب حكومته في قتال الحوثيين على الرغم من فرار هادي صوب السعودية قبيل انطلاق عاصفة الحزم في أواخر مارس (آذار) 2015م.
تعرض المجلس الانتقالي وتأسيسه لحرب واسعة من قبل تحالفات إقليمية عدة، حاولت وأده سياسيا ثم عسكريا، وكان تنظيم الإخوان في السعودية من ضمن فروع التنظيم الدولي، في ابدأ الاعتراض على تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
في العام 2019م، تعرض الجنوب لحرب عدوانية جديدة على الجنوب، وهو ما كان متوقعاً للتجييش الذي تم في مأرب، وسبق وحذرت تقارير إخبارية نشر الكثير منها في صحيفة اليوم الثامن من ان جيش مأرب يعد لحرب عدوانية جديدة على الجنوب.
وقال جنوبيون إن الرياض تواصل تعاملهم بسياسة انفصالية، حيث تصر ان بقى عدن تابعة لصنعاء، على الرغم من ان صنعاء قد أصبحت إيرانية ومن الاستحالة استعادتها، لكن مع ذلك تواصل الرياض تقديم مزيد من الدعم للقبائل اليمنية.
وتستضيف السعودية المئات من زعماء قبائل حاشد وبكيل وتقدم لهم كل سبل الدعم المالي والعسكري دون ان يكون لهم أي موقف مناهض للحوثيين، بل على العكس من ذلك يقاتل افراد قبائلهم مع الميليشيات الحوثية.
الصحافي الجنوبي البارز هاني مسهور، علق على سياسة السعودية في الجنوب، قائلا "صنعاء ترفض مبادرة السعودية ومع ذلك حصلت على المشتقات النفطي، بينما عدن التي قبل بالمبادرة ورحبت بها لم تحصل الا على كراتين تمر"؛ في إشارة الى الدعم الذي يقدم مركز الملك سلمان للجنوب.
وطالب جنوبيون بموقف واضح للسعودية من قضيتهم، مع ان كثيرين يؤكدون على ان موقف الرياض يظل داعما للوحدة اليمنية، وان كانت تلك الوحدة مع الحوثيين، الذين توعد متحدثهم مؤخرا باجتياح الجنوب مرة أخرى والسيطرة عليه للحفاظ على الوحدة اليمنية.
معرفة الموقف السعودي من قضية الجنوب، لا يعني باي حال من الأحوال ترك الشمال لإيران، يقول السياسي الجنوبي فهد الخليفي "إنه اصبح وجود مكون سياسي شمالي بقيادة طارق صالح ضرورة ملحة واهمية استراتيجية لصالح اليمن والمنطقة كلها وحتمية لمواجهة مليشيات الحوثي وتطهير الشمال من القوى المؤدلجة والمتطرفة".
وتحدث السياسي الجنوبي عن حلفاء حكومة هادي الذين فشلوا في مقارعة الحوثيين من فشل في مواجهة الحوثي خلال 6 سنوات من الحرب يستحق ان يبتعد من المشهد السياسي والعسكري في اليمن.
ويشدد سياسيون جنوبيون على أهمية ان تكون للسعودية نظرة أوسع وتعامل مع الجنوب يختلف عن صنعاء، أي ان الرياض مطالبة بإعادة النظر في الحلفاء الذين فرضتهم في شبوة النفطية والذين يقفون في تحالف علني وواضح مع الأطراف المعادية للتحالف العربي.