"سيناريوهات محتملة"..
تقرير: يمن شمالي لإيران والجنوب في مواجهة مشاريع قطرية سعودية
مصالح السعودية وشقيقتها قطر قد تقاطعت في الجنوب، فالإخوان أذرع الدوحة، هم المتحكمون في إدارة هادي حليف الرياض، والجنوب أصبح القاسم المشترك.
عاودت جبهات القتال في شمال اليمن إلى الهدوء مرة أخرى، فالحوثيون الموالون لإيران، توقفوا عن استكمال السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالثروات النفطية والغازية، وافسحوا المجال امام تحشيد جديد لتنظيم إخوان اليمن الإرهابي المدعوم قطريا، صوب بلدة شقرة الساحلية، حيث تستعد الميليشيات لحرب مرتقبة مع القوات الجنوبية.
وقالت مصادر عديدة لصحيفة اليوم الثامن "ان تعزيزات عسكرية وصلت من مأرب إلى بلدة العين بأبين، بالإضافة إلى مركبات دفع رباعي تقل مسلحين بلباس مدني يبدو انهم متطرفون".
وأكد مصدر قبلي في دثينة لمراسلنا ان "قوات تابعة للقيادي لؤي الزامكي انسحبت من موقع تمركزها في جبل عكد صوب شقرة".
وهذا التحرك جاء عقب نحو ثلاثة أشهر من قيام القوات السعودية بنقلها إلى خارج شقرة، ضمن جهود التسوية، الا ان عودتها إلى شقرة ينذر بقرب عودة المواجهات مع القوات الجنوبية.
وكشفت مصادر رفيعة المستوى عن تحضيرات عسكرية من قبل حلفاء حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته لاستئناف الحرب؛ الأمر الذي يكشف عن ضوء أخضر أو حالة رضاء سعودية.
وترى المصادر التي تحدثت إلى صحيفة اليوم الثامن "ان خارطة التحالفات في الجنوب تتغير بشكل متسارع، وهو ما يعني ان هناك تقاطع مصالح بين اطراف إقليمية متصارعة فيما بينها.
وتلمح المصادر الى ان مصالح السعودية وشقيقتها قطر قد تقاطعت في الجنوب، فالإخوان أذرع الدوحة، هم المتحكمون في إدارة هادي حليف الرياض، والجنوب أصبح القاسم المشترك.
وتسعى السعودية الى تحقيق مصالحها في الجنوب من بوابة الرئاسة اليمنية التي يتحكم فيها تنظيم الإخوان، على حساب الجنوب، من خلال البحث عن موطئ قدم في المهرة التي تعتزم من خلالها مد أنبوب نفط يصلها ببحر العرب.
ويعتقد قطاع واسع من الجنوبيين "ان الرياض تقف ضد تحقيق تطلعاتهم في دولة مستقلة كاملة السيادة على الرغم تأكيد المجلس الانتقالي الجنوبي على الشراكة مع السعودية.
لكن هناك من يرى أن المواقف المعادية لعدن والصادرة من الرياض لا تمثل القيادة السعودية بل تمثل تيار الإخوان هناك، الأمر الذي تعززه تصريحات القيادي الإخواني السعودي سلماني العقيلي الذي دائما ما يتحدث عن خلافات (سعودية إماراتية)، بل انه ذهب إلى حد التعاطي مع الاعلام القطري المناهض لبلاده السعودية.
لكن مع ذلك تظل هناك مواقف سعودية عدائية تجاه الجنوب يقودها "بلا شك تيار الإخوان"، الأمر الذي يؤكد على تقاطع مصالح إخوان السعودية مع اخوان اليمن وقطر في الجنوب، فالجميع لديه مشروع ولكن توجد بين هذه الأطراف قواسم مشتركة في الحصول على منفذ إلى البحر العربي، والاستحواذ على منابع النفط والموانئ الجنوبية الاستراتيجية.
ويقر الاخوان في اليمن بان السعودية لعبت دورا رئيسا في الاستحواذ على محافظة شبوة النفطية في أغسطس من العام 2019م، وهو الاحتلال الذي مثل انتصارا للدوحة التي كانت على خلاف شديد مع الرياض، قبل ان يوقع البلدان اتفاقية "تبدو هشة" حتى الآن، فالإعلام القطري لم يغير من سياساته العدائية تجاه السعودية على الرغم من مرور نحو ستة أشهر على توقيع اتفاقية المصالحة.
وقال الخبير والباحث الخليجي د. خالد القاسمي إن اطرافاً إقليمية – لم يسمها – تعسى لتمكين الجماعات الإرهابية من الجنوب، لتفتيته إلى دويلات تدخل في صراع مستمر، متحدثا عن سيناريوهات قال انها محتمل حدوثها.
وأوضح القاسمي في حديث لـ(اليوم الثامن) "أن الجميع يدرك ما تمر به اليمن من أزمة بشقيها الخدماتي والعسكري الميداني ولا حاجة أن أقف عندهما فالقنوات ووسائل التواصل الإجتماعي تضج بالحديث حولهما".
وأضاف "حكومة أثرت بنفسها الإبتعاد عن تقديم أي خدمات للمواطنين فهربت إلى حضرموت، وميليشيات مسلحة فيها من كل الأصناف الإخوانية والجماعات الإرهابية تقاتل على أطراف الحدود، وقوات جنوبية تقاتل عن أرضها التي حررتها مع بداية عاصفة الحزم 2015، ووضع عسكري في اليمن ليس فيه أي تقدم بل أن قوات ما يسمى بالشرعية خسرت معظم ما كسبته في حرب الست سنوات".
وأكد الباحث أن هناك قوى محلية وإقليمية تحرك الصراع الدائر حاليا، فأهداف القوى اليمنية بكل أطرافها : الشرعية ، الإصلاح ، الأحزاب اليمنية ، الحوثي ترى أن فقدان اليمن الجنوبي يعنى ضياع لها وفقدان كل شيء حصلت عليه من مكاسب طوال 30 عام
ولهذا السبب فإن ممارسة حرب الخدمات على أبناء الجنوب هي من ستخضعهم لإرادتها".
أما القوى الإقليمية – يقول الباحث القاسمي" فهدفها يتلاقى بعض الشي مع ما ذكرناه لكن يختلف في الهدف ، وهو أن تتمكن الميليشيات المسلحة من السيطرة على الجنوب وتفتيته إلى دويلات ليبقى في صراع دائم ومستمر ، في حين الميليشيات الحوثية ومن سار على دربها تتحكم بالشمال الذي سيكون المتحكم الرئيس فيه إيران كما تتحكم بميليشياتها في العراق وسوريا".