"خليط بين المؤامرات والدسائس"..
تقرير: موقف إخوان اليمن من التحالف العربي.. (10) حقائق تجيب؟
حزب التجمع اليمني للإصلاح، النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان، الذي تتلمذ قادته على يد قادة التنظيم في مصر.
أسس التنظيم كحزب سياسي في سبتمبر (أيلول) العام 1990م، بعد ان حاول رئيس النظام السابق احتواء ما عرف بالأفغان العرب "تنظيم القاعدة في اليمن"، وأوكل مهمة قيادة التنظيم الى الزعيم القبلي الإخواني عبدالله بن حسين الأحمر.
وضم التنظيم كل العائدين اليمنيين من أفغانستان والذين كانوا ينوون قبل توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو (آيار) 1990م، استكمال الحرب ضد ما كان يعرف بالشيوعية "النظام الذي كان يحكم الجنوب قبل الوحدة".
شكل إخوان اليمن نقطة وصل بين الاخوان في السعودية والخليج، واسهموا في تهريب قيادات إخوانية سعودية عارضت نظام المملكة بجوازات سفر يمنية، الأمر الذي اتخذت الرياض الإخوان كطرف "يشكل تهديدا على أمن واستقرارها".
وانفض تحالف "صالح" مع إخوان اليمن، بعد حرب صيف العام 1994م، على خليفة تحالف رئيس النظام السابق مع الأمريكيين لمحاربة تنظيم القاعدة، ووضع قيادات بارزة على رأسهم عبدالمجيد الزنداني على قوائم الإرهاب.
وتصاعد الخلاف بعد قيام "صالح" بإغلاق المعاهد والمدارس الدينية التابعة لإخوان اليمن، والتي كانت مركزا لصناعة الانتحاريين الذين نفذوا عمليات إرهابية استهدفت المصالح الأمريكية في اليمن، وتفجير المدمرة الأمريكية يو اس اس كول في خليج عدن في العام 2000م.
وفي العام 2004م، اعتقلت الولايات المتحدة الأمريكية القيادي الإخواني وعضو مجلس شورى حزب الإصلاح الشيخ محمد المؤيد.
كان الاخوان يتحصلون على دعما سعوديا، مقدم بصفة رسمية لقبائل صنعاء التي خلقت تحالفات مع اللجنة الخاصة السعودية، وتشكلت هذه الأخيرة لهذا الغرض، الا ان ذلك لم يمنع الاخوان من السير على نهج التنظيم الدولي في سعيه لقلب الأنظمة الخليجية وتقسيم المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص.
وكانت الاحداث التي شهدها اليمن في العام 2011م، والتي عرفت بثروات الربيع العربي، كشفت بوضوح موقف اخوان اليمن من السعودية ودول الخليج.
وخرجت توكل كرمان التي تمثل التنظيم الدولي في اليمن، في تصريح توعدت فيه بقلب الأنظمة في دول الخليج وتوعدت بإسقاطها، باستثناء "قطر"، التي منحتها جائزة نوبل والجنسية.
احداث فبراير (شباط) 2011م، كشفت عن علاقة الدوحة بالحوثيين الذين كانت تستضيفهم في أراضيها وتقدم لهم الدعم المالي والعسكري وان كان في صورة "دعم صندوق إعادة اعمار صعدة".
في أغسطس (آب) 2013م، اخرج تنظيم الاخوان في اليمن تظاهرة في وسط العاصمة اليمنية صنعاء، دعما للرئيس المصري الراحل محمد مرسي الذي عزله الجيش المصري، عقب اتهامه بالتخابر لصالح دولة اجنبية.
وردد الاخوان في التظاهرة هتافات مناهضة للسعودية، وأعلنوا الإخوان رسميا "اسقاط المبادرة الخليجية"، التي نقلت السلطة من صالخ إلى هادي في فبراير (شباط) 2012م، بتهمة أن السعودية هي من دعمت الإطاحة بالرئيس المصري الإخواني محمد مرسي حينها.
وفي مارس (آذار) 2014م، وضعت السعودية، الإخوان في اليمن على قوائم الإرهاب، على خلفية التنسيق المشترك الذي كان يقوم به الإخوان مع الحوثيين، بعد ان تم ادخال الأخيرين من صعدة الى صنعاء في صورة "ثوار ساحة التغيير".
كان تصنيف الرياض، بوضع حزب الإصلاح اليمني على قوائم الإرهاب، جاء بعد ان أصدر التنظيم توجيها بإيقاف 40 ألف مقاتل من الاخوان كانوا قد جهزوا لمنع الحوثيين من الوصول الى عمران.
ولم يكن قرار الحزب وحده، بل ان قوات الفرقة الأولى مدرع كان لها الدور الأبرز في وقف قتال الحوثيين بتوجيهات من قائدها الجنرال علي محسن الأحمر الذي ترك صنعاء وفر الى الرياض دون ان يقاوم الحوثيين او يحشد لقتالهم في صنعاء.
وهي الثورة التي وجد الحوثيون فيها أنفسهم وسط صنعاء، دون أي قتال او مقاومة لمنعهم بل على العكس تم التسهيل لهم وتوفير لهم كل سبل الدعم، على اعتبار انهم ثوار ضد نظام علي عبدالله صالح الذي قاتلهم.
وعلى الرغم من ان المملكة العربية السعودية، قد أطلقت "عاصفة الحزم"، لمنع الحوثيين من التغول صوب عدن، الا ان الاخوان كانوا يخوضون حوارات مع الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام للتوافق على "شخص محمد سالم باسندوه"، ان يكون بديلا لهادي، وكان هناك شبه اتفاق بين الحوثيين والاخوان، الا حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان له تحفظ في هذا الاختيار.
نجحت المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، في اخراج "هادي" من صنعاء الى عدن في الـ21 من فبراير (شباط) 2011م، وهو الأمر الذي اربك حسابات الاخوان والحوثيين معاً.
انطلقت عاصفة الحزم وانتظر الاخوان 11 يوما حتى تبين له ان غارات طائرات التحالف العربي قد شلت حركة الحوثيين في أكثر من موقع ودمرت الأسلحة الضخمة ليعلن التنظيم في بيان تأييده لعاصفة الحزم.
لم يخض التنظيم أي قتال حقيقي ضد الحوثيين، بل على العكس سلم له الكثير من المدن التي حررتها قوات التحالف العربي في مأرب ومحيطها.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> قناة يمنية تمولها قطر تفضح مخططات الشرعية في عدن
هنا نستعرض عشرة حقائق تؤكد على ان اخوان اليمن ضد التحالف العربي..
الأولى
في مطلع سبتمبر (أيلول) 2015، تعرض مقر قوات التحالف العربي في مدينة مأرب، لقصف صاروخي حوثي، استهدف مخزنا للذخيرة، وهو ما تسبب بسقوط عشرات الشهداء والجرحى أغلبهم إماراتيون.
كان الإخوان وحلفائهم أكثر سعادة بهذا القصف الصاروخي، قبل ان يبين بعد سنوات من تأريخ الاستهداف "ان التنظيم الموالي لقطر هو من رسم الاحداثيات للحوثيين لقصف مقر قوات التحالف العربي".
وقد فضحت الازمة الخليجية والعربية مع قطر، اخوان اليمن الذين أعلنوا عن وجههم الحقيقي من التحالف العربي.
لكن استهداف قوات التحالف في مأرب لم تكن الوحيدة، ففي أكتوبر (تشرين الثاني)، تعرض قوات التحالف العربي في عدن ومقر حكومة خالد بحاح لهجمات انتحارية ضربت فندق القصر، ومقر قوات التحالف العربي في البريقة، وقد تم التعرف عن الانتحاريين الذين نفذوا الهجوم، انهم درسوا في دارس دينية لإخوان اليمن، وأحدهم كان ناشطا في الحزب.
وفي ديسمبر (كانون الأول)، 2015م، كانت القوات السعودية والإماراتية قد جهزت عملية عسكرية واسعة لتحرير تعز، وتم التنسيق مع قيادات عسكرية يمنية في المدينة لبدء ساعة الصفر، ولكن هذه القيادات كانت موالية للإخوان، فقبل ساعة من انطلاق العملية العسكرية لتحرير تعز ورفع الحصار عن أهلها، كان الإخوان يزودون الحوثيين بالإحداثيات لقصف الموقع المتقدم لقوات التحالف العربي، وقد استشهد في الاستهداف القائدين العسكريين السعودي عبد الله بن محمد السهيان، والإماراتي سلطان بن محمد علي الكتبي.
الثانية
في مارس (آذار) 2016م، أطلقت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية معركة واسعة ضد التنظيمات الإرهابية في عدن ولحج وأبين، الا ان هذه العملية العسكرية والأمنية، اثارت غضب إخوان اليمن، الذين سارعوا الى المطالبة بإطلاق عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش تم اعتقالهم في عمليات دهم لمراكز صناعة المفخخات في ضواحي عدن.
وعلى إثر هذه العمليات شن التنظيم الممول قطريا حملة واسعة ضد القوات المسلحة الإماراتية، وأوردوا مزاعم السجون السرية التي لم يكن لها أي إثر.
ولتجنب محاكمة العناصر الإرهابية، عينت الرئاسة اليمنية التي يتحكم فيها الإخواني عبدالله العلمي، القاضي حمود الهتار، رئيسا للمحكمة العليا، وبدلا من تفعيل القضاء وتقديم العناصر الإرهابية للمحاكم قام الهتار فور وصوله الى عدن باقتحام مركز شرطة عدن للمطالبة بالإفراج عن عناصر إرهابية بعضها مدانة بالتخطيط لهجمات إرهابية وأخرى متورطة في اغتيال مسؤولين أمنيين، ساهموا في انشاء قوات الحزام الأمني.
الثالثة
طلب التدخل التركي، كانت أبرز المحاولات الاخوانية لشق التحالف العربي، فالإخوان يرون في انقرة أقرب لهم من التحالف العربي، ومنذ وقت مبكر ظهرت الأصوات مسؤولين يمنيين "تمولهم قطر"، تطالب بإنهاء وجود التحالف العربي في اليمن، ومنهم صالح الجبواني الذي كان يظهر في قناة الجزيرة لمهمة وحيدة "مهاجمة التحالف العربي"، وقد حصل على مكافئة لقيامه بهذا الدور بمنحه حقيبة وزارة النقل "وبدلا من ان يذهب للتنسيق مع دول التحالف العربي، بشأن تنظيم السفر وإعادة تأهيل المطارات، ذهب صوب أنقرة التي كانت في ازمة كبيرة مع السعودية، تصاعدت بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وحاول الاخوان تجنب أي مواقف قد تتخذ ضدهم من قبل السعودية، بالدفع بمسؤولين يمنيين ليس لهم أي ارتباط بالتنظيم الممول قطريا، ومنهم وزير الداخلية أحمد الميسري، لاتخاذ مواقف مناهضة للتحالف العربي.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تقرير: "أحمد الميسري" يدخل تركيا على خط الصراع في اليمن
واستقبل الميسري وفود تركية زارت عدن، وأرسل ضباط يمنيين للتدريب في انقرة بالتنسيق مع المحلق العسكري اليمني العميد عسكر زعيل مدير مكتب علي محسن الأحمر في قوات الفرقة الأولى مدرع والمتحدث العسكري اثناء الانتفاضة ضد نظام علي عبدالله صالح.
وفي خضم الصراع السعودي التركي، استقبل وزير الداخلية المعزول احمد الميسري المحسوب على الجناح القطري، نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل جكتلا وبحث معه سبل تقديم الدعم والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في المجال الأمني والتأهيل والتدريب والتجهيز وتفعيل اللجنة المشتركة؛ ودائما عند حديث الإعلام الإخواني وكذا الرسمي اليمني، يتم وصف تركيا بالدولة الشقيقة، في حين ان اعلام نظام صالح كان يصفها بالدولة الصديقة، أي انها ليست دولة عربية.
الرابعة
خلال حرب ست سنوات، عجزت حكومة هادي وحلفائه الإخوان في احداث أي تقدم على الأرض ضد الحوثيين على الرغم من فارق الدعم السخي الذي يقدمه التحالف العربي "الدعم المالي والتسليح العسكري النوعي"، لكن مع ذلك ظلت إدارة الرئيس الإخوانية تدعو الحوثيين للسلام.
وبدلا من الضغط على الحوثيين ودفعهم للسلام، خرج وزير الاعلام في حكومة هادي للتأكيد على ان القوات لن تقتحم صنعاء، على اعتبار انها مدينة تاريخية، وكذلك أكد هادي في تصريحات انهم لن يقتحموا الحديدة، حين كانت القوات الجنوبية والقوات الوطنية على مشارف الميناء.
ولم تكتف بذلك، بل سارعت الى تأكيد رفضها توجه التحالف العربي لاستعادة ميناء الحديدة، ووقعت اتفاق السويد مع الحوثيين، الذي سلمت بموجبه الميناء لأذرع إيران رسميا وباتفاق رعته الأمم المتحدة.
فقد جرى على ضوء الاتفاق تسليم واستلام بين ميليشيات الحوثيين، في مسرحية أشرفت على تنفيذها الأمم المتحدة.
كان المبرر لإخوان اليمن في عرقلة التقدم النوعي للقوات صوب الميناء، انها لا تريد تستعيده من الحوثيين وتسلمه للعميد طارق صالح، قائد قوات حراس الجمهورية، على اعتبار انه من النظام السابق، الذي يقول الإخوان انهم لا يريدون تسليمه السلطة التي تم سلبها منهم في العام 2012م.
الخامسة
كانت أجزاء من مدينة تعز محرر من ميليشيات الحوثي، حررها قادة وطنيون وسلفيون، لكن الاخوان وعبر قواتهم الرسمية المعروفة بقوات الحشد الشعبي رفضت تواجدهم في المدينة وخاضت ضدهم عدة حروب بين الأعوام 2016 – 2018م، انتهت بتدخل هادي وسحب القوات المحسوبة على "القيادي السلفي أبو العباس".
ولكن جماعة الاخوان وجدت امامها عقبة كبيرة تتمثل في اللواء 35 مدرع الذي يقوده أحد أبرز قادة التحرير في تعز، وهو العميد عدنان الحمادي، والذي خرج رافضا لأي تمدد لقوات الحشد الشعبي المدعومة من قطر وتركيا ناحية ريف تعز المحرر، الا ان الاخوان اعتبروا تصريحات الحمادي مستفزة، ليتم قتله في منزله من قبل شخصيات تقول التحقيقات انهم من الاخوان.
وشكل هادي لجنة للتحقيق في واقعة اغتيال الحمادي، الا ان اللجنة المشكلة من قيادات اخوانية عملت على تمييع القضية، مثل ما تعمل مع أي قضايا سابقة كان المتهمون فيها هم الاخوان.
السادسة
لم يكن موقف الاخوان من العميد طارق صالح يتعلق بالحديدة، فبعد تعثر استعادة ميناء الحديدة، قرر التحالف دعم استعادة محافظة تعز، الا ان الاخوان وكما جرت العادة خرجوا في تظاهرة رافضين تسليم تعز لطارق صالح، وفضلوا الحوثيين على رفع الحصار عن المدينة والسكان الذين يعانوا الأمرين.
كان تحرك طارق صالح هدفه رفع الحصار عن تعز، لكن الاخوان استخدموا نفوذهم في الرئاسة اليمنية للسيطرة على قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ومنعوا طارق صالح من الدخول الى تعز ودفع الحوثيين خارجها، على اعتبار ان اتفاق السويد قد منع أي تحرك عسكري صوب ميناء الحديدة.
ولم يقف الأمر هنا، فقد دعا طارق صالح، حكومة هادي الى اسقاط اتفاق السويد، الا ان الحكومة رفضت، وكرر طارق الدعوة مرة أخرى بالتزامن مع هجوم الحوثيين على مأرب خلال الأشهر الماضية، الا ان طلبه هذه أيضا رفض.
السابعة
مع اشتداد الأزمة بين السعودية وقطر، دفعت تركيا حليفة الأخيرة، بالإخواني حمود المخلافي، بدعوة اليمنيين الذين يقاتلون في الحد السعودي، بالعودة الى تعز، وهم من ينتمون الى "إب وتعز".
وإنشاء المخلافي بتمويل قطري وتركي معسكر حمد في منطقة يفرس، وقد عاد المئات من الحدود السعودية اليمنية وانضم الآلاف الى المعسكر من الموالين لتنظيم الاخوان.
وتقول تقارير إخبارية ان النواة الأولى لمعسكر حمد، تشكلت عقب دعوة المخلافي لليمنيين الذين ينتمون لإقليم الجند الذي يضم كلاً من محافظتي تعز وإب، في الحد الجنوبي للسعودية، للعودة إلى جبهات القتال بتعز.
وأعلن المخلافي بشكل صريح انتهاء تحالفه مع التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على الرغم من ان المخلافي قد سلمه التحالف أموالا طائلة، قدرت بنصف مليون ريال سعودي، ذهب بها الى تركيا لافتتاح مشاريع استثمارية.
ويتحمل المخلافي فشل خطة عسكرية للتحالف العربي لتحرير المدينة في العام 2015م، بعد ان منح ميليشيات الحوثي احداثية لقصف المواقع المتقدمة لقوات التحالف العربي، واستشهاد القائدين العسكريين السعودي عبد الله بن محمد السهيان، والإماراتي سلطان بن محمد علي الكتبي.
الثامنة
بعد اشتداد الصراع السعودي القطري، دفع اخوان اليمن بكل ثقلهم لترجيح كفة الدوحة التي تمولهم، فالرياض التي كانت تضغط نحو هزيمة الحوثيين او على الاقل دفعهم للدخول في تسوية سلام، الا انه خلال العام الماضي، وفي وقت دفع الإخوان بكل ثقلهم العسكري صوب الجنوب، كان الحوثيون ينتظرون ساعة الصفر الاخوان للانقضاض على أسلحة التحالف في نعم.
ومع مطلع العام 2020م، سيطر بضع مسلحين حوثيين على معسكر يضم نحو سبعة ألوية، انهارت امام بضعة مسلحين، قبل ان يخرج وزير الدفاع محمد المقدشي للتأكد على ان قوام سبعة ألوية انسحبت من فرضة نهم "انسحاب تكتيكي"، لكنه لم يعلق على انسحاب تلك القوات من الجوف المجاورة.
واقترب الحوثيون من مأرب بفعل الأسلحة التي حصلوا عليها في نهم والجوف، والتي مكنتهم من الوصول الى مأرب، وهو ما يريدون.
التاسعة
ظن كثيرون ان المصالحة الخليجية والعربية مع قطر في مطلع العام الجاري، قد تنهي القطيعة وتوقف الجدل الإعلامي، الا ان الهجوم الإخواني تصاعد بشكل أكبر مستفيدا من الدعم القطري الذي قدم له لمواجهة الرياض وقوات التحالف العربي.
لم تمض الا أسابيع قليلة حتى بدأت قيادات اخوان اليمن بالهجرة من السعودية الى تركيا، ومن هناك فتحت تلك القيادات هجومها على السعودية والإمارات محاولة احداث شرخ في التحالف العربي الذي يتشكل من الرياض وأبوظبي.
وصفت تدخلات السعودية في أكثر من منطقة بانها تدخلات احتلال، وطالب حميد الأحمر الزعيم الاخواني باستبدال السعودية بتركيا لإنقاذ الشرعية، ان كانت السعودية قد فشلت في إعادة هادي الى صنعاء.
العاشرة
تواجه السعودية ضغطا دوليا لإنهاء الحرب في اليمن، وقدمت مبادرة في هذا الشأن لإنهاء الصراع، الا ان الاخوان لم يرق لهم هذا وصعدوا من هجومهم، لأن نهاية الحرب قد تقطع الطريق امام مشروع التقاسم الذي تسعى له "قطر وتركيا وايران"، في ان يذهب اليمن الشمالي لإيران والجنوبي لقطر وتركيا، ونهاية الحرب يعني ان هناك اطراف قد تنازع التنظيم المنبوذ شعبيا.
وامام الحراك الإقليمي والدولي لانهاء الحرب، ذهب الإخوان الى الحديث عن مزاعم وجود قوات تابعة للتحالف العربي في ميون وسقطرى، وهو ما نفاه التحالف العربي، لكن ظل الاخوان كتنظيم يؤكد على وجود قوات تنتهك السيادة اليمنية.
ولم يغضب الاخوان لانتهاك السيادة اليمنية في صنعاء بإدخال قيادات إيرانية، لكن السيادة عندهم هي الأماكن التي لا ينازعهم عليها أحد.
وتتعارض مصالح إخوان اليمن المرتبطة بالمصلحة القطرية التركية، مع مصالح السعودية، وهو ما يعني ان الحرب قد تطول بفعل سعي الاخوان الحثيث لترسيخ مشروع تقاسم النفوذ بين الأقطاب الثلاثة "قطر وتركيا وإيران".
------------------------------------
المصدر| فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن