عرض الصحف العربية..
حجب مواقع إيرانية مضللة.. ما هو مغزى واشنطن من توقيت الاستيلاء؟
تناولت صحف عربية الإجراء الذي اتخذته الولايات المتحدة بحجب مواقع إلكترونية تابعة لإيران بهدف مواجهة "معلومات مضللة".
وكانت الولايات المتحدة صادرت 33 موقعا تابعا لاتحاد الإذاعات والتليفزيونات الإسلامية الإيرانية وكتائب حزب الله المدعومة من إيران.
وتساءلت صحف عن مغزى توقيت الاستيلاء على تلك المواقع، وما إذا كانت الولايات المتحدة تبعث برسائل سياسية لإيران التي انتخبت رئيسا جديدا قبل أيام.
"رسائل سياسية لطهران"
تحت عنوان "'إغلاق إلكتروني'. مليشيات إيران خارج الخدمة"، قال موقع العين الإماراتي: "على طريقة سقوط قطع الدومينو، فقدت إيران وأذرعها العسكرية والسياسية في العراق والمنطقة السيطرة على مواقع إعلامية".
وأضاف الموقع: "خرجت المواقع عن الخدمة، وظهرت رسائل إلكترونية على واجهاتها من قبيل 'أُغلقت من قبل وزارة العدل الأمريكية'، في رسائل واضحة تكشف أسباب حجب يتصدى لتقارير مفبركة تستهدف تضليل الرأي العام المحلي والعربي والدولي".
بالمثل، قالت صحيفة الوطن البحرينية: "فجأة، اختفى العديد من المواقع الإلكترونية التابعة لإيران وأذرعها بالشرق الأوسط، واكتفت بإشعارات تستبطن رسائل هامة في توقيت مفصلي".
وأضافت الصحيفة: "حجب يبعث برسائل مشفرة لإيران التي انتخبت لتوها رئيسا جديدا من معسكر المتشددين المناوئ للغرب عموما، ويتزامن مع محادثات صعبة تعقد بالعاصمة النمساوية فيينا لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في 2018".
وتابعت: "رسائل لا تقتصر على طهران، وإنما تطال بشكل رئيسي أذرعها في الشرق الأوسط، انطلاقا من العراق المجاور، مرورا بلبنان واليمن وغيرها".
في سياق متصل، وصفت صحيفة العرب اللندنية خطوة الولايات المتحدة بأنها "حملة أمريكية على أذرع إيران الإعلامية بعد فوز رئيسي بالانتخابات".
ووفقاً للصحيفة، يرى مراقبون أن "الخطوة على رمزيتها تبعث برسائل سياسية لطهران، بأن واشنطن لن تترك الأذرع الإعلامية الإيرانية في المنطقة، تمارس أنشطتها المضللة دون محاسبة".
ورأت الصحيفة إمكانية أن "يؤدي إدراج وسائل الإعلام المرتبطة بإيران على قائمة العقوبات إلى الحد من أنشطتها، ولكن من الضروري اعتماد استراتيجية أكثر شمولية إذا كانت واشنطن تأمل في مواجهة آلة الدعاية الإيرانية في المنطقة بشكل فعال".
كما أشارت الرأي الكويتية إلى أن الولايات المتحدة "شنّت حربا لفرض 'العمى الإلكتروني' على إيران وحلفائها، في إطار ما يعرف بـ 'الحرب الناعمة'، وهو ما تجلّى في إيقافها 33 موقعا إلكترونيا، تدعمها طهران في دول عدة من الشرق الأوسط".
وأضافت الرأي: "تأتي هذه الخطوة بعد الكشف عن وجود سفن حربية إيرانية تتّجه نحو فنزويلا، تحمل السلاح إلى 'الحديقة الخلفية' للولايات المتحدة، مما يعكس تعاظم الصراع بين واشنطن وطهران، والعداء المستحكم بينهما في المنطقة وخارجها".
وتوقعت الصحيفة أن تكون "الهجمة الأمريكية على المواقع الإلكترونية التي تدعمها طهران، جزءًا من الرد على انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا للجمهورية الإسلامية وإعلانه أنه لن يقبل لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن".
أمريكا "تكمم" الإعلام المناهض
من ناحية أخرى، وصفت صحيفة الأخبار اللبنانية الإجراء الأمريكي بأنه "حملة شرسة تخوضها 'وزارة العدل الأمريكية' من جديد بحق عشرات المواقع الإلكترونية"، معتبرة أن "الولايات المتحدة تكمّم الإعلام المناهض لها".
كما أشار موقع عربي بوست إلى أن "الإجراء الأمريكي بالاستيلاء على مواقع إيرانية أو حجبها يأتي على الأرجح في إطار فرض مزيد من الضغوط على طهران في هذه المرحلة الحرجة من مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي، التي يبدو أنها وصلت إلى محطتها الأخيرة بالفعل".
وأضاف الموقع: "وهذه الرؤية على الأرجح ليست غائبة عن قادة إيران، وبالتالي سيكون الرد على حجب المواقع -إذا ما حدث رد بالفعل- محسوباً بصورة لا تؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة".