مكتب المرشد ومعركة السيطرة القادمة..
تقرير: هل أصبحت «تعز» عاصمة إخوان اليمن البديلة لمأرب؟
كثفت الأطراف الإقليمية من دعمها لتنظيم اخوان اليمن في مدينة تعز، كبرى مدن اليمن الشمالي والاكثر كثافة سكانية، الأمر الذي يوحي بأن التنظيم اليمني قد قرر تسليم مأرب للحوثيين مقابل انسحاب المليشيات الأخيرة من المعقل الجديد، ضمن صفقة سياسية تهدف إلى تقاسم النفوذ بين الأطراف الإقليمية التي تشهد تقاربا واضحا وان كان على حساب الأهداف المعلنة للتحالف العربي.
وقالت مصادر يمنية وثيقة الصلة إن الحوثيين والاخوان في مدينة تعز تجاوزوا هدنة وقعت في العام 2018م، إلى تنسيق وعمل مشترك مؤخرا.
وأكد ت المصادر لمراسل صحيفة اليوم الثامن في المدينة أن الاخوان والحوثيين لم يخوضوا اي قتال فيما بينهم، وان القوات التي كانت محسوبة على السلفيين أبعدت تماما من المدينة أو من مواقع الاشتباك مع الحوثيين عقب معارك وتصفيات جسدية تنفذتها جماعات يعتقد أنها على صلة بالاخوان.
ويبدو أن سقوط مأرب الوشيك بيد الحوثيين لن يحصل إلا متى ما نجحت ميليشيات الإخوان من السيطرة على عدن وباب المندب وميناء المخأ الإستراتيجي.
ورجحت مصادر سياسية وثيقة الاطلاع أن يكون هناك ضوء أخضر إقليمي قد يمنح الإخوان فرصة السيطرة على عدن وباب المندب وميناء المخأ، بعد تفاهمات إقليمية تسعى لتقاسم النفوذ في اليمن، وهو ما يعني أن تعز قد تمنح للإخوان بالإضافة الى الجنوب، مقابل أن يكون الشمال لإيران مع نفوذ بسيط للسعودية للمناطق ما بعد ميناء الوديعة التابع لمحافظة حضرموت، والذي تذهب موارده لخزينة الإخوان في بنك مأرب.
واستعرضت قوات عسكرية تابعة للإخوان اليمن قواتها في تخوم محافظة لحج الجنوبية، فيما تزايد عدد النازحين في المحافظة التي يرأس سلطتها المحلية الجنرال احمد التركي والمتهم بالتورط في التسهيل لسيطرة اخواني على المحافظة القريبة من عدن.
واستبعدت مصادر سياسية إن تكون المعركة القادمة في أبين بل في لحج خاصة وأن التعويل على الحشد الشعبي الذي تسلح بشكل جيد بتمويل قطري وتركي، لكن قد تكون المعركة باتجاه ميناء المخا لتسهيل تهريب الأسلحة التركية عبر الميناء، لكن معركة المخا يعتقد الإخوان أنها صعبة لكن الاعتماد سيكون بالاختراق وشراء ذمم الولاءات.
وكشف الناشط السياسي عبدالستار الشميري عن خفايا مكتب الارشاد التابع لجماعة الاخوان المسلمين في تعز ، مؤكداً بان يدير معظم أنشطة التنظيم الدولي للجماعة في العالم العربي.
وأوضح الشميري في مقابلة له على قناة " الغد المشرق " الأهمية التي تشكها تعز بالنسبة للجماعة في اليمن وللتنظيم الدولي للإخوان، مؤكداً بأنها باتت من أهم المعاقل بعد انحسار التنظيم على المستوى العربي.
وقال الشميري بان اليمن كانت عبر التاريخ ثاني اهم دولة للتنظيم الدولي للإخوان ، وانها كنت ملجأ لقيادات التنظيم الذي كان يفرون اليها من دولة عربية ، لافتاً الى ان مكتب الارشاد في تعز كان في فترة من الفترات يدير أنشطة التنظيم في جيبوتي وسلطنة عمان قبل ان يقضى عليها في السلطنة من قبل السلطان الراحل قابوس بن سعيد.
واضاف - وفق ما ذكره موقع الرصيف اليمني- بان مكتب الارشاد في تعز بات هو مكتب الارشاد في اليمن بعد ان كان في صنعاء ، كما بات هو المكتب التنظيمي الثاني مباشرة بعد تركيا التي انتقل اليها قيادات الاخوان من مصر ، كما بان المرشد العام للإخوان في اليمن ياسين عبدالعزيز القباطي المقيم في تركيا بات هو نائب التنظيم الدولي للإخوان.
وكشف الشميري بأن مكتب تعز هو من يدير معظم أنشطة الاخوان في العالم العربي ، وقال بانه من يديره 11 فردا من القيادات القديمة للتنظيم ، موضحاً بان الجماعة في اليمن تنقسم الى عدة اجنحة منها التنظيم الاخواني الذي لا يتجاوز افراده 50 الف بينما الذراع السياسي وهو جزب الإصلاح اعدادهم بمئات الالاف.
ولفت الشميري الى أن معظم قيادة الإخوان من تعز وعلى رأسهم المؤسس عبده محمد المخلافي وتعتبر الى جوار مأرب اخر معاقلهم في اليمن بعد ان انحصر تواجدهم هي الجنوب والشمال.
وأضاف : تعز بالنسبة لهم دويلة وجيش وقوة مالية وحضور شعبي ، واذا سقطت تعز من يد جماعة الاخوان فأن الجماعة في الجزيرة العربية وليس في اليمن تكون قد سقطت وما بقى هوامش.
وعن قيادات مكتب الارشاد في تعز ، قال الشميري له 6 أجنحة منها الجناح العسكري الذي يدير نائب مرشد الاخوان في اليمن وهو شخصية غامضة يلقب بطربوش ويساعده في ذلك القائد السابق لمحور تعز سمير الحاج ومستشار قائد المحور العميد عبده فرحان سالم ، وابرز ادواتهم حمود سعيد المخلافي وصادق سرحان.
اما الجناح السياسي فيقوده رئيس فرع الإصلاح بتعز عبدالحافظ الفقية ، موضحاً بان أعضاء المكتب الـ 11 لا يتواجدون على رأس هذه الاجنحة ولكنهم يديروها ، مضيفاً :قد تحصل صراعات بينها تلتبس على المشاهد وهي تحصل على مصالح ولكن المكتب في الأخير من يحسمها.
وكشف الشميري عن قيام الإخوان في تعز باستجلاب عناصر القاعدة ، موضحاً بأن هذه العناصر لديها رأس متمثل في العميد عدنان رزيق وتحت مظلة اللواء الخامس حماية رئاسية الذي يقوده رزيق.
وأكد الشميري بأن تعز باتت حكم عصابات يديرها مكتب المرشد ، لافتا الى وجود عدد من السجون السرية للإخوان ونحو 140 مخفي قسرياً لا يعلم مكانهم.
وحول الفساد في تعز ، أوضح الشميري بان يتوزع على عدد من الملفات على رأسها المؤسسة العسكرية الخاضعة لسيطرة الاخوان ، حيث قال بانها تسيطر على عدد من موارد المحافظة أهمها الموارد المشتركة وهي اكبر بند من الموارد في تعز حصل المحور على توجيهات من المحافظة بتحويله لصالحه ويبلغ 3 مليار شهرياً بالإضافة الى الدعم الشهري المقدم من التحالف.
كما تتحصل قيادة المحور والألوية التابعة لها على إيرادات بالملايين من خلال إدارة عمليات التهريب لكافة الممنوعات بما فيها المخدرات ، على حد قول الشميري.
مضيفاً الى الفساد باسم الجرحى عبر ما تمسى بمؤسسة رعاية الشهداء والجرحى التي قال بأنه يشرف عليها المرشد الاخواني ويقودها صوريا نبيل جامل ، كاشفاً قيامه بشراء عقارات في الخارج من أموال الجرحى.
وكشف الشميري بان هذه المؤسسة تقلت مبالغ مهولة خلال السنوات الماضية ، منها مبلغ 200 مليون سعودي وما يقارب من 6 مليار يمني من الحكومة من بينها مبلغ 500 مليون ريال تسلمتها دفعة واحدة من حكومة بن دغر السابقة.
الشميري قال بان الفساد الأخطر يتمثل العصابات المسلحة التي انشأها مقر المرشد وهي 4 عصابات الأراضي وعصابة الأسواق وعصابة المغتربين وعصابة موارد الدولة واراضي الدولة.
وكشف الشميري بان عصابة المغتربين متخصصة في نهب المنازل التابعة للمغتربين ، حيث قال بان أكثر من 385 شقة ومنزل ومحل في تعز تعود لمغتربين تم السطو عليها خلال 4 سنوات ، وتعرض بعض من طالب بها للقتل.
الشميري فجر قنبلة مدوية عن وصول الفساد الى القضاء ، حيث كشف عن تعيين احد الأشخاص قاضياً في محكمة غرب تعز في حين انه متهم بجريمة قتل وتم إخراجه من السجن عام 2012م ، وقال بانه حاليا يمارس نهب أراضي المواطنين مستغلا سلطته القضائية.