"دور الرياض في عدن يثير المخاوف"..

تقرير: تكرار التجربة الأمريكية.. السعودية والحرب ضد الحوثي إلى أين

جنود من القوات الأمريكية خلال الانسحاب من أفغانستان - أرشيف

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن

تصاعدت المخاوف في عدن (العاصمة) ومدن الجنوب الأخرى، من دور المملكة العربية السعودية، خاصة في ظل تصاعد الأوضاع في محافظة شبوة النفطية المحتلة، والاستهداف المتكرر لشركاء التحالف العربي "الامارات والبحرين"، في حين تواصل الرياض القيام بدور الوسيط (غير الحيادي)، هناك.

وقالت مصادر قبلية وسياسية في شبوة لصحيفة اليوم الثامن "ان استهداف دول التحالف العربي في شبوة، يعد استهدافا لقبائل وأبناء المحافظة الذين يعولون كثيرا على دور (أبوظبي والمنامة)، في الحرب على الإرهاب الذي يستهدف أبناء الجنوب دون غيرهم".. فيما توقع سياسيون ان السعودية في طريقتها الى خسارة الحرب في اليمن، بفعل عوامل عدة من بينها انها لم تقاتل بجدية لهزيمة الحوثيين، ناهيك عن اعتمادها على حلفاء لهم علاقة بأطراف إقليمية معادية للرياض.

ويعاني سكان الجنوب بما في ذلك شبوة النفطية والخاضعة لسيطرة إخوان اليمن، من جراء تدهور سعر العملة المحلية والانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي، ناهيك عن توقف صرف المرتبات وتدهور الحالة المعيشية للسكان".

وقال جنوبيون ان "السعودية التي تتواجد قواتها في بلادهم، تمارس عليهم حصارا مطبقا، وتحاربهم بالخدمات لإجبار القوى السياسية وفي طليعتها المجلس الانتقالي الجنوبي، على تقديم تنازلات لتنظيم إخوان اليمن الحاكم.

وعبر مواطنو الجنوب عن مخاوفهم من استمرار تصدير الازمات صوب بلادهم، والسماح بتدفق النازحين اليمنيين إلى عدن واغراقها بالمستوطنات التي تؤسس بتمويل سعودي، بهدف إيواء النازحين من مدن اليمنية لم تعد تشهد أي حرب او قتال منذ العام 2018م، بعد توقيع اتفاقية السويد بين حكومة هادي والحوثيين برعاية الأمم المتحدة.

وتوقع الخبير السياسي محمد عباس الضالعي "أن يكون مصير اليمن كمصير أفغانستان مع بعض الاختلافات الصغيرة".. موضحا "أن السعودية ستتخلى عن اليمن للحوثيين، كما تخلت حليفتها أمريكا عن أفغانستان لطلبان".

ولفت الضالعي إلى أن المؤشرات والأسباب التي تدفع نحو تكرار التجربة الأمريكية في أفغانستان، تتمثل في أن السعودية لا تدعم قيادة وطنية تحمل هم قضية عادلة، وإنما تدعم قيادات ما يسمى بالشرعية الفاسدة والمهزومة، وتدعم مليشيات مسلحة تتعامل معها كمرتزقة"؛ في إشارة الى تنظيم الإخوان وقواته في مأرب، وشبوة ووادي حضرموت.

وأضاف الضالعي في تصريح لصحيفة اليوم الثامن "أن السعودية تدعم نشر الفكر الوهابي الإرهابي، من خلال دعم تنظيم الإخوان المسلمين الذي أصبح مصنف دولياً كتنظيم إرهابي، يحظر التعامل معه"؛ ربما في إشارة إلى دعم انشاء مراكز ومدراس لما يسمى بالسلفية الجهادية في الجنوب.

وأظهر الخبير السياسي تحاملا كبيرا على السعودية، وزعم انها "لم تستطع أن تدافع عن حدودها وأمنها، فكيف لها أن تتمكن من الدفاع عن غيرها، وأثبتت الوقائع أن جيشها جيش ضعيف، وهي في الأصل تعتمد على حماية الدول الغربية".

وقال "إن سجل التاريخ يؤكد أن أي طرف وفي أي دولة في العالم قامت السعودية بدعمه كان مصيره الهزيمة، ولهذا سيكون مصير اذرعها في اليمن الهزيمة لا محالة"؛ في إشارة جماعة الإخوان التي تسيطر على شبوة ومدن جنوبية أخرى.

ولفت إلى أن خلاف أو صراع السعودية مع إيران الداعم الأول للحوثيين لا يرتبط بالدفاع عن مصالحها أو فكرها الديني وإنما يرتبط بصراع أمريكا واسرائيل مع إيران، وفي حالة توصل إيران وأمريكا لاتفاق فإن السعودية في اليوم التالي ستكون علاقتها بإيران وحلفائها على مايرام بما فيهم الحوثيين".

وأكد الضالعي "أن العالم العربي والدولي لم يعد داعماً لحرب السعودية في اليمن بعد أن أثبتت عجزها عن تحقيق أي انتصار، بل أصبحت حربها حرب تجويع وإذلال للشعب".

وقال عباس "إن تصرفات السعودية في الجنوب تصرفات (...) تهدف إلى تمزيق وإضعاف الجنوب وانهاء قضيته العادلة، لهذا اضحى ينظر شعب الجنوب إليها على أنها دولة احتلال".