يعزز محاولات قطر لتسييس الحج..

السعودية: عرقلة الحوثيين لحجاج اليمن إفلاس سياسي

منفذ الوديعة الحدودي

عمار يوسف (الرياض)

في الوقت الذي جدد فيه مجلس الوزراء السعودي في اجتماعه أمس برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رفضه لكل الدعوات الهادفة لتسييس الحج مهما كان الأمر على اعتبار أن الحجاج والعمار هم وفد الله تعالى إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم، استنكرت مصادر في وزارة الحج السعودية محاولات الحوثيين وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس المخلوع صالح عرقلة مغادرة آلاف الحجاج ‏في مناطق سيطرتهم إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج لهذا العام.‏

وأوضحت المصادر أن أول فوج من حجاج اليمن وعدده نحو 1000 حاج قادمين من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، وذلك من جملة 24255 قد وصلوا بالفعل إلى مكة المكرمة وسط حفاوة سعودية ويمنية رسمية بالغة، حيث كان في استقبالهم وزير الأوقاف اليمني الدكتور أحمد عطية وعدد من مسؤولي مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية.

وقال الوزير اليمني، إن وفود الحجاج القادمين من المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية قد ترتبت إجراءات سفرهم، وان القيادة السعودية وجهت بتذليل الصعاب كافة أمام الحجاج اليمنيين ومنحهم التسهيلات لإنهاء إجراءات حج هذا العام، وأن يتم منحهم التأشيرات الإلكترونية مباشرة عبر المسار الإلكتروني.

وذكرت مصادر القنصلية اليمنية في جدة في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد» أن الحجاج يمثلون 22 محافظة يمنية وقد بدأوا في الدخول براً عبر منفذ الوديعة الحدودي بين البلدين بمنطقة نجران، موضحين أن الحرب الدائرة في اليمن وتوقف حركة الطيران، والبواخر، قد جعلت الوسيلة الوحيدة المتاحة حالياً هي نقل الحجاج من اليمن إلى المملكة العربية السعودية براً عن طريق الباصات عبر منفذ الوديعة، كونه المنفذ الوحيد الذي يعمل حالياً.

وأوضحت المصادر أن السلطات السعودية تعهدت بتيسير إجراءات التأشير في منافذ الدخول من خلال المسار الإلكتروني أو البيانات المرفوعة عبر المسار الإلكتروني بأسماء الحجاج، وذلك من خلال إحالة البيانات من المسار الإلكتروني إلى قاعدة بيانات وزارتي الداخلية والخارجية السعودية، إضافة إلى ضرورة التواجد المستمر في المنفذ الحدودي لاستقبال الحجاج اليمنيين على مدار الساعة، وتكثيف المناوبات في كل منفذ لاستيعاب الرحلات كافة.

يأتي ذلك فيما صعدت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية اعتداءاتها على المدنيين في اليمن لتشمل الحجاج، حيث أكدت وزارة الأوقاف اليمنية أن الميليشيات احتجزت جوازات سفر أكثر من ألفي حاج وعرقلت مغادرة مئات آخرين من المناطق الخاضعة لسيطرتها. ونقلت «وكالة الأنباء اليمنية» عن وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الحج والعمرة مختار الرباش قوله «إن هذا الإجراء غير مبرر ولا يمت للدين والأخلاق بأي صلة»، مؤكداً رفضه الزج بقضية الحج في الصراع السياسي. وأوضح أن نقاط تفتيش تابعة للميليشيات الانقلابية صادرت جوازات الكثير من الحجاج وعرقلت وأخرت مغادرة آخرين، وهو ما تسبب في إرباك جدول عملية التفويج الذي تم الاتفاق بشأنه مع الجانب السعودي في منفذ الوديعة لتسهيل عملية التفويج بيسر وسهولة.

واستنكر خبراء ومحللون سياسيون سعوديون محاولات الحوثيين بتوجيه من قادتهم في إيران لتسييس الحج، وتعمد عرقلة وتأخير مغادرة آلاف الحجاج ‏في مناطق سيطرتهم إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج لهذا العام، مؤكدين أن إيران من جهة وقطر من جهة أخرى يحاولان تحريض القيادات الحوثية في اليمن لعرقلة دخول الحجاج اليمنيين بهدف إقحام الخلافات السياسية في شعيرة الحج.

واعتبر الباحث في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى عبد العزيز بن سعيد أن الحوثيين الذين سبق أن اطلقوا عدة صواريخ باليستية باتجاه مكة المكرمة في محاولة يائسة لإفساد موسم الحج لا يستغرب منهم عرقلة دخول الحجاج من مناطق سيطرتهم إلى الأراضي المقدسة، مؤكداً أن هذه العصابة العميلة لإيران لا تعرف للحج حرمة، ولعلها تتناغم أيضا مع التوجه القطري لتسييس الحج، مشيراً إلى أن هناك الكثير من قادة التنظيم الحوثي وجماعة المخلوع صالح يدينون بالولاء لقطر ويتلقون منها التوجيهات.

ومن جهته، أوضح عضو جمعية حقوق الإنسان السعودية د. ناصر بن عبدالله الجهيمي أنه على الرغم من أن السلطات السعودية قد بادرت بزيادة عدد موظفيها في الجمارك والجوازات على المنفذ الحدودي مع اليمن من أجل تسهيل دخول الحجاج، إلا أن الحوثيين وبتحريض من قطر وإيران تعمدوا عرقلة دخول الحجاج القادمين من مناطق سيطرتهم لتعزيز المحاولات القطرية الجارية حالياً لتسييس الحج.

وقال إن جماعة الحوثي تعرقل دخول الحجاج متبعة في ذلك قطر وقبلها إيران لتسييس الحج بهدف تشويه سمعة السعودية وتحقيق مقاصد سياسية لا فائدة منها سوى حرمان مسلمي اليمن من أداء فريضة الحج، وذلك جنباً إلى جانب مع الدور القطري في دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها من الدول العربية والإسلامية.