اليمن يرزح تحت طائفية الحوثي وتطرف الإخوان..
تقرير: "سقوط مأرب".. هل يمنح "سلطات الجنوب" حق الحكم الذاتي؟
ساعدت يد حزب الإصلاح الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، تحول مليشيات الحوثي الإرهابية، من مجرد حركة دينية إلى سلطة أمر واقع في كل مناطق الشمال من صنعاء إلى مأرب مؤخراً، و تحاول جاهدةً على تمهيد الطريق إلى مناطق الجنوب للظفر باليمن أجمع وبكل الثروات والموارد من أهمها النفط والغاز.
وبحسب موقع نافذة اليمن، فقد استطاعت مليشيات الحوثي نشر طائفيتها بشكل واسع في المناطق القابعة تخت سيطرتها، وكان حسين الحوثي، وهو قائد ديني بارز وناشط سياسياً، عام 1999 أقدم على إحداث تغيير جوهري في دورها، وحوّلها إلى منصة لأجندة سياسية سرعان ما تطورت في نهاية المطاف لتصبح تمرّداً عسكرياً، مُستخدماً لهذا الغرض التظلمات والتضامنات المذهبية.
وتعتبر الطائفية السياسية منهج يقوم على تسيس الانتماء الطائفي للمواطن وأدلجته في الحياة السياسية على مستوى الأفكار والمجتمعيات والسلطة، وتعارض الطائفية السياسية كلياً فكرة العقد الاجتماعي السياسي الذي يفترض بالدولة مجموع مواطنين (أفراد) أحرار متكافئين ومتساويين بغض النظر عن هوياتهم الفرعية (الجماعية)، متجاهلة بذلك أن الوحدة الأساس في الدولة هو الفرد المواطن وليس الجماعة الفرعية، وعلى هذا الأساس تنشأ الأمة الوطنية للدولة.
وبمجرد تسليم سلطة عديو الإخوانية لمديريات بيحان الثلاث التي تتبع محافظة شبوة للحوثي، بدأت ذراع إيران فوراً بنشر سموم طائفيتها في المدينة والمدارس.
وأغلق الحوثي إذاعة القرآن الكريم التي تبث من مسجد أهل السنة في منطقة الخالدية بمدينة العلياء التابعة لمديرية بيحان.
واستمرت باستهداف مراكز السنة الدينية في مديريات بيحان، واحرقت أحد مساجد مكتبة دينية بأحد مساجد مديرية عسيلان، بكل ما تحويه من مصاحف القرآن الكريم وكتب ومؤلفات إسلامية واستولت على سكن إمام المسجد وحولته لمكتب وديوان مقيل لقيادة ومشرفي الحوثي.
قراءة وتحليل الأحداث العكسرية المتسارعة في مأرب وشبوة توضح جلياً تخادم حزب الإصلاح والجهود المضنية التي تقوم بها هذه المليشيات بعد سقوط مناطق واسعة خلال الشهر المنصرم من شبوة، بسهولة عجيبة، وكذلك في محافظة مأرب التي لم يعد منها في يد الشرعية غير مديريتين.
وكما رأى سياسيون بيان أحزاب مأرب، الذي سخر منه وانتقده كل أطياف اليمن، أنها محاولة هزلية للتنصل من المسئولية، ومحاولة من بعض شركاء الشرعية للتنصل من مسئولية الفشل، وتحميلها شريك لديه مشاكل بلا حدود. لكنه لا يدير المرحلة بمفرده، ما يجعلها محاولة متهالكة محكوم عليها هي الأخرى بالفشل.
وبدأت تحركات حوثية على حدود يافع أمس الخميس، تزامنت مع تحركات إخوانية من جهات مختلفة محشودة إلى مدينة شقرة بمحافظة أبين، وكانت مصادر كشفت أن مليشيات الإخوان تركت أماكنها خالية للحوثي وبدأت بتحشيد تعزيزات اتجهت إلى شقرة قادمة من من محافظة شبوة.
واعتبرت تقارير وتحليلات صحافية أن سقوط مأرب قد ينعكس أيضا على مشروعية الطرف الحكومي داخل اتفاق الرياض، الذي يكون قد خسر كامل مناطق شرعيته في الشمال، بعد سيطرة الحوثيين على محافظة الجوف ومأرب منذ توقيع الاتفاق في نوفمبر 2019، فإنّ من شأن ذلك أن يضع المجلس الانتقالي الجنوبي أمام تحديات سياسية عديدة، فضلا عن الضغط الشعبي والعسكري الذي قد تسببه مثل هذه التطورات، وانعكاساتها على مستقبل مشروعه الاستراتيجي ببناء دولة مستقلة في جنوب اليمن.
ولفتت الى أن من شأن سقوط مأرب أن يبرر للمجلس الانتقالي إعلان الحكم الذاتي لمناطق الجنوب الواقعة تحت سيطرته، والبدء بخطوات عسكرية للسيطرة على بقية محافظات جنوب اليمن. وعلى الرغم أنّ مثل هكذا خطوة أن تعفيه من التزاماته السياسية والعسكرية الموقعة مع الحكومة، لكنها قد تُفقده المشروعية القانونية التي اكتسبها من هذا الاتفاق، الذي يحظى بدعم دولي، وتضعه في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي، الذي لا يزال يعترف بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، كسلطة شرعية في اليمن.