بعد خلق ميليشيات الحوثي بيئة طاردة..
تقرير: مغادرة "MTN".. هل تحل مكانها شركات إيرانية في اليمن
بدأت المليشيات الحوثية تركز على خلق بيئة طاردة لشركات الاستثمار العالمية للاتصالات لهدف إحلال شركات إيرانية على ما يبدو لفتح البلاد أمام النهب الإيراني الذي شوهد في العراق بشكل سافر .
وقالت المصادر وخبراء الاقتصاد إن المليشيات الحوثية عملت على استنزاف شركات الاتصالات العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتها و نهب أرباحها ومنها شركة إم تي إن للاتصالات التي قررت المغادرة .
وقالت الشركة التابعة لمجموعة ام تي إن الجنوب أفريقية، إنها ستخرج من اليمن تنفيذا لاستراتيجية أعلنتها العام الماضي لمغادرة الشرق الأوسط والتركيز على عملياتها الأساسية في قارة إفريقيا.
وذكر الرئيس التنفيذي لمجموعة إم تي إن، رالف موبيتا، أن: “قرار الخروج من اليمن جاء نتيجة الحاجة لتبسيط حافظة الأسهم وتركيز مواردنا المحدودة على تنفيذ استراتيجية أفريقية”.
وقد عملت المليشيات الحوثية على تجفيف موارد وأرباح هذه الشركة وجمع المليارات من قطاع الاتصالات الحكومي والتجاري .
وأضافت المصادر أن مليشيا الحوثي ضيقت على مدى السنوات الماضية على الشركة وكبحت مشاريعها التطلعية؛ عوضا عن تعريضها لخسائر كبيرة بسبب الجبايات واستهداف أبراج تزويد الخدمة في كثير من المناطق وهو ما حدى بالشركة إلى اختيار طريق المغادرة بعد أن وجدت اليمن بيئةً غير مناسبة للاستثمار
وكانت مليشيات الحوثي في أواخر أكتوبر الماضي قد استكملت السيطرة على شركة “إم تي إن” يمن آخر شركة اتصالات مملوكة للقطاع الخاص في البلاد، بعد استحواذها على شركتي “سبأ فون وواي” بطرق غير قانونية.
وقالت مصادر في قطاع الإتصالات إن شركة شبام القابضة المصادرة من قبل الميليشيا استحوذت على قطاع الاتصالات الخاصة لصالح قيادات في رأس هرم الميليشيا، وعزز نفوذها على حساب قيادات أخرى باتت تعيش مرحلتها الأخيرة.
وأضافت: أنه أنهت شركة شبام القابضة وبإشراف عبدالله مسفر الشاعر، عملية شراء شركة “إم تي إن” يمن وإعداد الدراسة والآلية الخاصة بتشغيلها”.
وأوضحت المصادر أن ميليشيا الحوثي اشترت الشركة بأقل من ربع قيمتها البالغة نحو 400 مليون دولار، بعد التضييق عليها بتقليل إمدادها بخدمات تيليمن وتكبيلها بالغرامات والضرائب والجبايات، حتى أوصلتها مرحلة الإرهاق المالي.
ويتوقع خبراء قطاع الاتصالات أن تثير صفقة استحواذ الميليشيا على شركة “إم تي إن” يمن بعد إغراقها بالديون، الشركة الأم “إم تي إن” الجنوب إفريقية وتمنع تمكين الميليشيا من تشغيل الشركة في اليمن. يستخدم صالح مسفر الشاعر أقاربه كمساعدين له في أعماله، منهم علي جاحز وإبراهيم السويدي، بتزوير المحررات الرسمية ونقل ملكيات الشركات والعقارات المنهوبة ومن ثم يتم توزيعها على قيادات ومن أسر محددة دون الآخرين.
ومن هذه الشخصيات عبدالله الشاعر الذي بسط على شركة شبام للسيطرة على ممتلكات القطاع الخاص، هو شقيق صالح الشاعر المسؤول عن أموال الميليشيا والحارس القضائي المعين لنهب ممتلكات المعارضين لها والذي تحدثت عنه تقارير دولية ومحلية عدة.
وكانت ميليشيا الحوثي صادرت شركات الاتصالات الخاصة وبينها شركة “واي” للاتصالات، وسلمتها للقيادي الحوثي محمد عبدالسلام. وتقدم أربع شركات خدمات الاتصالات النقالة، منها ثلاث خاصة “سبأ فون، إم تي إن، واي”، وواحدة تمتلك الحكومة اليمنية أكثر أسهمها “يمن موبايل”، وقد استكملت الميليشيا السيطرة عليها جميعا، بجانب خدمات الإنترنت والاتصالات الدولية.
وتؤكد المصادر أن صراعاً يدور بين كبار قادة الميليشيا على قطاع الاتصالات الذي يعد واحداً من أهم مواردها المالية. وجاء استكمال سيطرة أحد أجنحة قيادة ميليشيا الحوثي على قطاع الاتصالات لتجريد وإقصاء وتهميش أجنحة أخرى في الميليشيا من النفوذ والمال والسلطة.