اللبنانيون يحتفلون بعيد استقلالهم..
تقرير: حزب الله.. ما بين دعم الحرب في سوريا ومساندة الحوثيين باليمن
يحي اللبنانيون عيد الاستقلال هذا العام بينما بلدهم تعصف به أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، ترافقها أزمات سياسية واضطرابات متتالية، لطالما أذكتها الانقسامات الطائفية والمذهبية لتزيد الهيمنة الإيرانية من الأزمة.
وكانت المناطق اللبنانية مندمجة مع سوريا التي كانت جزءا من الولايات العثمانية طيلة أكثر من 4 قرون قبل أن يحل الانتداب الفرنسي في المنطقة تنفيذا لاتفاقية "سايكس – بيكو"، ويظهر لبنان كبلد جديد عام 1920.
وبعد 23 عاما، رحل الانتداب لكنه نثر خلفه بذور الانقسامات والخلافات، من خلال وضعه نظاماً سياسياً للبلد الناشئ حديثاً مبني على التقسيمات الطائفية والمذهبية في الحكم، وهذا ما شكل منطلقاً للاضطرابات المتلاحقة فيما بعد من بينها الحرب الاهلية التي استمرت لسنوات وانتهت باتفاق الطائف لتوزيع الحكم بين المكونات الطائفية والمذهبية في لبنان.
لكن من المفارقات ان اللبنانيون يحتفلون بعيد استقلالهم والبلد يعاني من التدخلات الخارجية والهيمنة الإقليمية التي أثرت على استقراره السياسي والاقتصادي وفي مقدمتها الهيمنة الإيرانية.
ويرى مراقبون ان جماعة حزب الله حولت البلد إلى ساحة نفوذ للحليف الايراني ما يشكل خطرا على كيان لبنان واستقلاله.
وقيادة حزب الله لا تعترف بان لبنان بلد مستقل وان لمواطنيه الحق في ان يكون قرارهم الوطني مستقلا عن مختلف التجاذبات وصراع الهيمنة والنفوذ وكان لبنان مقدر له بان يكون مجرد ورقة إقليمية لإيران او لغيرها من القوى.
ولعل أمين عام حزب الله حسن نصر الله لخص طبيعة العلاقة التي يريدها لبنان مع المشغل الإيراني قائلا في إحدى تسجيلاته الشهيرة القديمة ان " هدف الحزب هو ان يكون لبنان جزءا من الجمهورية الإسلامية التي يقودها الولي الفقيه في إيران".
وقال نصر الله في تصريحات إعلامية كذلك ان موازنة الحزب ورواتبه واسلحته وأكله وشربه من إيران.
والأمر لا يقف الى حدود التصريحات فالجماعة جرت لبنان الى صراعات في المنطقة هي في غنى عنها حيث شارك حزب الله في الحرب في سوريا بل وتشير تقارير ان الحزب يساند عسكريا المتمردين الحوثيين في اليمن.
ولعل مواقف الحزب الموالي لإيران ودعمه للتمرد في اليمن من بين أهم الأسباب التي دفعت السعودية وعددا من دول الخليج الى سحب سفرائهم من لبنان بعد ان نفد صبر القادة الخليجيين إضافة إلى التصريحات غير المسؤولية لوزير الإعلام جورج قرداحي حول الأزمة اليمنية.
وبالتالي فان مراقبين يرون ان لبنان بسبب سياسات حزب الله وتحالفاته الإقليمية تحول الى ساحة للنفوذ والهيمنة الإيرانية وورقة بيد حكام طهران لممارسة ضغوط إقليمية ودولية من اجل تحقيق أطماعهم ومصالحهم.