اكتمال تفويج الحجاج..
فشل خطة قطرية إيرانية لتسييس الحج في اليمن
أعلنت السلطات اليمنية اكتمال تفويج الحجاج اليمنيين رغم العراقيل التي تفرضها ميليشيات الحوثي الطائفية على القادمين من المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم في محاولة منهم لإفشال أداء المناسك والشعائر المقدسة وتسييسها عبر مظلة قطرية إيرانية. ووصل نحو 24255 حاجاً يمنياً إلى الأراضي المقدسة رغم أكثر من 722 نقطة أمنية نصبتها الميليشيات في محاولة منها لإرباك جدول التفويج في منفذ الوديعة، حيث سعت الميليشيات من خلال احتجاز جوازات مئات الحجاج القادمين عبر الخطوط الواقعة تحت سيطرتهم وعدم السماح لهم بالمرور بصورة معتمدة لتحقيق أجندة خارجية ليس إلا في عرقلة الشعائر المقدسة.
ما قامت به الميليشيات ليس غريباً، ففي العام الماضي عملت الميليشيات على عرقلة الحجاج ولكن في هذا العام تأتي هذه الخطوات مع تواطؤ وتوافق إيراني قطري لتسييس المشاعر الدينية، وإقحامها في الأجندات القتالية، رغم تقديم السلطات السعودية كل التسهيلات لقدوم الحجيج من شتى بقاع العالم. وأكدت وزارة الأوقاف اليمنية أن الإجراءات التعسفية التي مارستها الميليشيات بحق الحجاج اليمنيين المغادرين من المناطق الواقعة تحت سيطرتهم واحتجاز جوازاتهم بصورة غير مبررة ولا تمت للدين والأخلاق بأي صلة، مؤكدة رفضها الزج بقضية الحج في الصراع السياسي.
ويؤكد وكيل قطاع الحج والعمرة في وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية، مختار الرباش أن الميليشيات الحوثية احتجزت جوازات سفر 2000 حاج، وعرقلت مغادرة مئات آخرين، بعدما وضعت 722 نقطة أمنية، مشيراً إلى أن قبائل وشيوخ تمكنوا من الإفراج عن هذه الجوازات والضغط على الميليشيات.
وأضاف أن عمليات التفويج للحجاج ظلت مستمرة في ظل التسهيلات المقدمة من المملكة العربية السعودية للحجاج اليمنيين من أجل أن يتسنى لهم أداء مناسكهم بكل سهولة ويُسر، لافتاً إلى العاملين في المنفذ يضاعفون جهودهم من أجل الانتهاء من تفويج الحجاج في الموعد المحدد.
وأكد علماء اليمن أن أجندت الحوثيين واستهدافهم للحجاج وبثهم للإشاعات والافتراءات بحق المملكة، جاء ضمن أجندت إيران وأذنابها في المنطقة ،مضيفين أن هذه الأجندة فشلت في تعكير صفو الحج، كما هو عادتها ومحاولاتهم في كل موسم، وأن الحجاج اليمنيين وصلوا إلى المملكة لأداء فريضتهم بصورة طبيعية.
واستغرب الشيخ جمال السقاف عضو رابطة علماء ودعاة عدن، وعضو برنامج التواصل مع علماء اليمن، استمرار الحوثيين وإعلامهم من ترديد الكذب والافتراءات حول منع السعودية الحجاج اليمنيين من أداء فريضتهم، مضيفاً أن الحجاج اليمنيين يحظون كغيرهم من حجاج العالم بتسهيلات وحفاوة استقبال في كل موسم. وأشار إلى أن العام الحالي حظي الحجاج اليمنيون بمزيد من التسهيلات والخدمات في المنفذ الوحيد في الوديعة، مقدماً الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والحكومة السعودية على جهودها في خطة الحجاج وجهودها تجاه اليمن بوجه خاص. ويرى مراقبون أن عملية عرقلة الحجاج اليمنيين من قبل الميليشيات الحوثية ما هي إلا خطة مكشوفة، خصوصاً في ظل التنسيق الأخير بين الدوحة وطهران وتبنيهما أجندة خبيثة لاستهداف الشعائر المقدسة، موضحين أن التقارب الأخير بين الطرفين عززتها خطوات ميدانية لأذرعهما في اليمن عبر قنوات التواصل التي تجري بين الإخوان وميليشيات الحوثي بهدف تنفيذ أجنده خبيثة لخدمة إيران في زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
وخلال الأيام الماضية تبنت ميليشيات الحوثي بصورة علنية مواقف مؤيدة لقطر ضد المقاطعة التي تتبناها الدول الخليجية والعربية بشأن إيقاف تمويلات الإرهاب التي تنتهجها الدوحة، حيث سعت الميليشيات إلى عرقلة عملية تفويج الحجاج كورقة تنسيق قطرية إيرانية لتسييس هذه الشعائر واستغلالها سياسياً بصورة خبيثة.
وأشار المراقبون إلى أن الحوثيين يواصلون إيذاء الحجاج اليمنيين بشتى الوسائل من أجل إظهار إيران وقطر بالأطراف البرية الحريصة على الأماكن المقدسة، خصوصاً وأن المخططات الإرهابية التي ترعاها هاتان الدولتان قد تم كشفها وفضحها للعالم ما دفع بأذرعها في اليمن للإضرار بهذه الشعائر والسعي نحو تسييسها واستغلالها لمصالحهم الدنية.
ويشير الإعلامي والحقوقي ماجد عبدالله إلى أن ما حدث مؤخراً من احتجاز الميليشيات الحوثية لمئات الجوازات الخاصة بالحجاج يضاف إلى الانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها هذه العناصر الإجرامية بحق أبناء اليمن منذ انقلابهم على السلطة في سبتمبر 2014، مضيفاً أن الاعتداء على الحجاج اليمنيين أثناء توجهم لأداء الشعائر المقدسة وفريضة الحج في مكة المكرمة رسالة للعالم على أن هذه الميليشيات لا تحترم أية مواثيق أو عهود وأن بقاءها في اليمن يمثل خطورة على أمن واستقرار المنطقة بشكل عام.
وأضاف أن تصعيد الحوثيين واستهداف الحوثيين خصوصاً في هذا العام جاء أيضاً لتحقيق أجندة سياسية كانت إيران وقطر قد تبنتهما لاستهداف الشعائر المقدسة، فمن خلال التقارب بين طهران والدوحة في الأونة الأخيرة دفع بذراع إيران في اليمن إلى التعرض للحجاج والتقطع لهم عبر مئات النقاط التفتيشية التي نصبوها من أجل إفشال تفويج الحجاج اليمنيين لأداء مناسكهم، وتضليل الرأي العام حول منع الحجاج من الدخول لأداء المناسك وغيرها من المبررات الكاذبة التي تروج لها إيران وقطر تحت ذريعة تدويل الحج.
من جانبه الدكتور محضار الشبحي أكد أن المملكة العربية السعودية تقوم بجهود كبيرة جداً في تسهيل وخدمة المسلمين لأداء مناسك الحج والعمرة ، مشيراً إلى أن الحجاج وصلوا بشكل طبيعي عقب تذليل الصعاب أمامهم لضمان نجاح موسم هذا العام الذي جاء في ظل الأزمة الخليجية التي كانت دولة قطر سببها الرئيسي.
وأشار إلى أن الدوحة لعبت دوراً سلبياً واختلقت المعوقات أمام التسهيلات المقدمة من المملكة العربية السعودية للحجاج ، وسعت إلى تبني دور عدائي وسلك طرق عدة بهدف خلخلة الوحدة الخليجية، وخدمة لتوجهات إيران العبثية وأعوانها في المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار في الخليج بشكل خاص.
ونوه الدكتور الشبحي أن توافق التنسيق بمواقف واحدة بين قطر وطهران وشن الدعايات والإشاعات الكاذبة ضد المملكة من خلال القنوات الإعلامية الموالية للطريفين تأكيد على الدور الخبيث الذي يحاك ضد السعودية والخليج ومستغلين موسم الحج لتنفيذ مخططاتهم رغم التسهيلات المقدمة للحجاج من جميع أنحاء العالم حتى القادمين من قطر.
وأشار إلى أن قيادة قطر تختلق الأعذار والشكوك أمام تلك التسهيلات وهذا يدل على نيتها السيئة التي تحملها وانحيازها إلى صف إيران التي تحاول كل عام تعطيل مناسك الحج بأعمال تخريبية مفضوحة للعالم.