ملف أولوي..

تقرير دولي: ملف "الإخوان".. عقبة تعكر التقارب بين القاهرة وأنقرة

لا تنازل عن ملاحقات الإخوان

هشام النجار
أنقرة

لا يزال ملف الإخوان عقبة أمام التقارب بين تركيا ومصر، ففيما يتمسك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم القيادات المصرية من جماعة الإخوان المسلمين واستخدامها كورقة ضغط ضدّ خصومه، يتشبث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بوجوب ملاحقة تلك القيادات وإخضاعها للمحاسبة القانونية والتزام تركيا بعدم تجنيسهم وحمايتهم وتسليمهم للسلطات المصرية التي تدرك تداعيات هذا الملف على أمنها الإقليمي وانعكاساته على كافة الملفات الخلافية مع أنقرة.

كشفت بعض التطورات الأخيرة على مستوى العلاقات بين مصر وتركيا أن ملف جماعة الإخوان المسلمين ليس ثانويا بالنسبة إلى القاهرة، وتبين أنها متمسكة بإسقاط هذه الورقة ومنع توظيفها والمساومة بها.

وكشفت عودة عقدة الإخوان كمنغص للعلاقات بين البلدين كونها أولوية لمصر كوسيلة محورية للتحكم في بعض السياقات الخلافية، ليس فقط لأن أنقرة تصر على الإبقاء على الإخوان في حوزتها واللعب بهذه الورقة عند الضرورة، إنما للتضارب الواسع في المصالح والتناقض في الأهداف والسياسات بين الطرفين، ما يصعب من أي محاولات تقارب دون اختراق جذري لعنصر الخلاف الرئيسي شاملا التقييد التام لتحركات عناصر الجماعة في تركيا ووقف دعمهم إقليميا.

عقبة أمام التقارب

لم تثر تطورات اليومين الماضيين استغراب بعض الدوائر المصرية حيث لم تبتعد كثيرا عن توقعات بشأن استمرار ملف الإخوان كعقبة تعكر التقارب بين القاهرة وأنقرة، فقد أحيل مؤخرا 81 عنصرا من جماعة الإخوان بينهم ثمانية أتراك إلى محكمة الجنايات في مصر في القضية المعروفة بقضية التخابر مع تركيا، وتم نشر تفاصيل القضية بما يحرج تركيا ويشي بأن القاهرة غير راضية عما تحقق من تطورات حتى الآن.

وتم الكشف عن هذه القضية، دون تفاصيلها، في نوفمبر 2017 وتوجيه الاتهام لقادة نافذين في الإخوان بمصر وآخرين هاربين لتركيا بالتخابر لمصلحة دولة أجنبية بقصد الإضرار بمركز البلاد السياسي والاقتصادي ومصالحها عبر التواصل بين أعضاء الإخوان وعناصر أجنبية معادية.

ملف أولوي

أعادت مصر ملف الإخوان للأضواء بعد خفوته لقناعتها بأنه يمثل أولوية بالنسبة إليها كي لا تقع تحت ضغط مساومات والتلويح بمقايضات على حساب أمنها القومي بالنظر للتنازلات التي تطلبها أنقرة من القاهرة إقليميا.

ووصف أحمد سلطان الخبير في شؤون الحركات الإسلامية ما جرى من تخفيف نبرة هجوم الإخوان الهاربين لتركيا بالضرورة التكتيكية لأنقرة، وأن جماعة الإخوان ورقة في يد الرئيس رجب طيب أردوغان يستخدمها في الضغط على خصومه ومنافسيه لتحقيق مصالحه وفق مقتضيات المرحلة وحسب الظروف.

وأوضح ” أن أردوغان يعمد لإظهار مدى قدرته على التحكم في ورقة الإخوان أمام خصومه بإصدار الأمر بوقف الهجوم تارة وتخفيف نبرته تارة أخرى، وإعادته إن اقتضت المصلحة، قاصدا توجيه رسائل بأنه مسيطر تماما على ورقته الرئيسية ووسيلته في الضغط والمناورة، ولا يعني هذا الإجراء أنه مستعد للتخلي عن الجماعة.

وتبدو مصر مرتاحة للتعامل مع الوجود التركي في ليبيا وتهديداتها في شرق المتوسط باعتبارهما قضايا دولية حيوية، وأن إتمام الانتخابات الليبية في موعدها وتشكيل قيادة تنظم علاقة الليبيين بالقوى الإقليمية والدولية أمر يهم هذه القوى التي تضغط لتحقيقه ولا يهم القاهرة وحدها.

وعلى أنقرة أن تتحمل ارتدادات ما تشكل إقليميا من منظومة تحالفات بنتها مصر في الأعوام الأخيرة في الشرق الأوسط والخليج العربي وشرق المتوسط، وليس من حقها أن تطالب بتفكيكه أو تعديله على مقاس مصالحها، فقد اختارت منذ البداية التباعد والصراع والتصعيد الإعلامي والسياسي ضد القيادة المصرية مفرطة في أهمية القاهرة الإقليمية ومفضلة عليه تحالفها مع تيار الإسلام السياسي.

---------------------------------------

المصدر| العرب