قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية إن الأزمة الأوكرانية فرضت تحديات على وعود الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأجبرته على اتباع سلفه دونالد ترامب في التفاوض مع القادة الاستبداديين.
وأضافت في تقرير نشرته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني: ”وعد الرئيس بايدن بالتخلص من سياسات سلفه ترامب، ولكنه بدلا من ذلك دخل في مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية الأزمة الأوكرانية، حيث تحشد موسكو عشرات الآلاف من الجنود على الحدود مع كييف“.
وتابعت ”فاينانشال تايمز“: ”في معظم العام الأول لولاية بايدن، فإن التركيز الأكبر للسياسة الخارجية كان على التنافس الأمريكي المتصاعد مع الصين، وهو ما دفع منتقدين إلى إلقاء اللوم على بايدن، بأنه سمح لبكين بإبعاد فريقه عن أزمات أخرى مستعرة على الصعيد الدولي، وأبرزها إيران وأفغانستان“.
وقالت الصحيفة: ”ولكن بوتين أكد أنه لن يكون من بين الذين يتم تجاهلهم، فمن خلال حشد عشرات الآلاف من الجنود الروس على الحدود الأوكرانية، فإن الرئيس الروسي أجبر البيت الأبيض على ما يعتقد خبراء بأنه اندفاع للوصول إلى سياسة بشكل سريع“.
ونقلت ”فاينانشال تايمز“ عن أندرو لوهسين، الزميل في مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، قوله: ”هذه أسوأ أزمة تشهدها أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة“.
ورأت الصحيفة أن المواجهة مع بوتين تضع بايدن في تحد شائك، يقوض بشدة هدفه المعلن مسبقا بأنه سيواجه بكل قوة القادة الاستبداديين في جميع أنحاء العالم، وذلك في تحول حاد للغاية، بينما يدفع فريقه بأن سياسة بايدن تختلف عن ترامب في طريقة التعامل مع هؤلاء القادة، حيث يريد الرئيس الحالي تجنب الحرب، بينما كان ترامب يعاملهم على أنهم أصدقاؤه المدللين.
ويرى منتقدون أن بايدن ألغى سياساته الموالية للديمقراطية، وذلك للتعامل مع ”الأشرار“ في الكرملين، حسب وصف الصحيفة، التي قالت إن الرئيس الأمريكي بدلا من الدخول في مواجهة مع بوتين في بداية ولايته، فإنه عقد قمة معه في جنيف، قبل أشهر على الزيارة التي قام بها الرئيس الأوكراني الموالي للغرب فلوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض.
وكتبت ”فاينانشال تايمز“: ”مع تدهور الوضع في أوكرانيا، أعرب البيت الأبيض عن استعداده لمناقشة الأوضاع التي يشكو منها الروس، رغم أن بعضها، مثل التوسع الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينظر إليه في واشنطن على أنه تاريخ لا يمكن التخلي عنه مطلقا“.
وقال مايكل ماكفول، السفير الأمريكي السابق في روسيا، والذي عمل مع بايدن في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، إن الإدارة الحالية تختار بين العواقب السيئة والأسوأ عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع روسيا، حسب الصحيفة.
إلا أن ”فاينانشال تايمز“ ترى أن النهج الأمريكي تجاه روسيا في الوقت الحالي يثير القلق في أوروبا، رغم محاولات بايدن لطمأنة نظيره الأوكراني، بشأن التزام واشنطن الثابت بوحدة أراضي أوكرانيا.