كشف عن أسباب الخلاف مع طارق صالح..

عبدالسلام مسعد: "الجيش اليمني" من يحتضن "الإرهاب" في الجنوب

السيد عبد السلام قاسم مسعد، عضو فريق الحوار الوطني الجنوبي

أتهم السيد عبد السلام قاسم مسعد، عضو فريق الحوار الوطني الجنوبي، قوات الجيش اليمني التي لا تزال تتمركز في بلاده، باحتضان التنظيمات الإرهابية المتطرفة، كاشفا في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية عن أسباب الخلاف مع مجلس المقاومة الوطنية اليمنية الذي يتزعمه طارق صالح.

وأكد مسعد "أن هناك قوى رئيسية لها سطوة في الرئاسة هي التي ترعى الإرهاب وتحافظ عليه وتدعمه وتتستر على كل نشاطاته، وهدفنا من أي علاقة مع الشرعية وفق اتفاق الرياض أن نعمل جميعا لمواجهة خطرين: "الحوثيين والقاعدة" بشكل عام.

نص الحوار

بعد الحوادث المتكررة في المحافظات الجنوبية يطالب الانتقالي بنشر قواته في جنوب وشرق اليمن.. لماذا؟

هناك العديد من القوى والمنظمات الإرهابية في الجنوب، وهذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها المجلس الانتقالي بطرد تلك التنظيمات من الجنوب، فقد تحدثنا مرات عديدة وأوصلنا صوتنا إلى المجتمع المحلي والإقليمي والعالمي، ونبهنا إلى الخطر الذي يشكله هؤلاء الإرهابيون في مناطق كثيرة.

كيف وُجِدَتْ تلك التنظيمات في ظل وجود قوات الشرعية والمقاومة وغيرها؟

السبب الرئيسي في وجود تلك التنظيمات، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، هو وجود قوات متمركزة في مناطق بعينها في الجنوب، وبشكل خاص في حضرموت، وكانت هناك مناطق في أبين وشبوة، هذه القوات كانت تغطي على كل تلك النشاطات الإرهابية، والمجلس الانتقالي، وفقًا لاتفاق الرياض، طالب بإخراج كل القوات الموجودة في المحافظات الجنوبية والدفع بها لمواجهة الحوثيين ، لكن إلى الآن هناك رفض من الحكومة لإخراج تلك القوات لمواجهة الحوثيين ومازالت تلك القوات الرسمية موجودة في الجنوب وتتستر على وجود وتحركات الإرهابيين ومعسكراتهم الموجودة بشكل علني في العديد من المحافظات وعلى مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية والعسكرية.

تلك المناطق لا يستطيع حتى الانتقالي الوصول إليها، وحربنا ضد الإرهابيين هي جزء متأصل في عقيدة القوات المسلحة الجنوبية والأمن الجنوبي، والمجلس الانتقالي بشكل عام يرفض الإرهاب الذي اكتوى بناره الجنوبيون، والإرهاب يشكل خطرا على المجتمع المحلي والمنطقة ككل وعلى الممرات الدولية، لهذا نحن في معركة حقيقية مع الإرهاب.

هل هناك خلافات جديدة مع الشرعية؟

نحن لا نريد أن يكون هناك إشكاليات أو توتر في العلاقة مع الحكومة اليمنية، ولا نريد أيضا أن نؤزم الوضع أو ندفع إلى حرب قادمة، وكما أكد المجلس الانتقالي مرارا أن يده ممدودة بالسلام ونسعى من أجل تحقيقه مع الشرعية ومع التحالف العربي الموجود في اليمن، لكن لا توجد استجابة لهذا الأمر.

نحن نشعر أن هناك قوى رئيسية لها سطوة في الرئاسة هي التي ترعى الإرهاب وتحافظ عليه وتدعمه وتتستر على كل نشاطاته، وهدفنا من أي علاقة مع الشرعية وفق اتفاق الرياض أن نعمل جميعا لمواجهة خطرين: "الحوثيين والقاعدة" بشكل عام.

البعض يشير إلى أن الانتقالي ربما يقف وراء عمليات الاختطاف التي تكررت مؤخرا لإظهار عدم قدرة الشرعية على تحقيق الأمن؟

هذا الكلام يرد على من قاله، وقد واجهنا الكثير من تلك الإشاعات في السابق، لكن الشواهد جميعها تقول إننا الجهة التي واجهت الإرهاب من قبل بحق وحقيقة، حيث كان الإرهاب يسيطر على محافظة أبين، وكانت هناك إمارة للقاعدة في أبين، فمن الذي حاربهم رغم وجود ألوية للشرعية هناك ولم تفعل شيئا، لكن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية الجنوبية، هم من حرروا المحافظة من الإرهابيين وكذلك محافظة حضرموت كانت بها إمارة للقاعدة، وقامت قوات النخبة الحضرمية بالشراكة مع قوات التحالف العربي بتحرير المحافظة من التنظيم.

ما سبق يؤكد أن اتهام المجلس الانتقالي بأنه وراء تلك الانفلاتات الأمنية، هي محاولة للتغطية على وجود قواتهم في حضرموت وبعض المديريات في شبوة لأجل أن يستمروا في تلك المناطق لحماية مصالحهم من عمليات تهريب، بالإضافة إلى أن القوات التي تصل للحوثيين عبر ممرات صحراوية تحميها قوات تابعة للمنطقة العسكرية الأولى التابعة للشرعية، وهذا معلوم للجميع، ولم تتحرك تلك القوات الموجودة في المنطقة العسكرية الأولى رغم الحاجة الماسة إليها في معارك مأرب ضد الحوثيين، السؤال هنا لمصلحة من ما يحدث، الانتقالي أم قوى الشرعية.

 بعيدا عن الشرعية.. ما سبب الخلاف بين الانتقالي وطارق عفاش؟

ما حدث هو قيام القوات التابعة لطارق عفاش في شبوة بفتح فرع للمكتب السياسي لها، والجنوبيون غير قابلين لمثل هذا العمل؛ لأن مثل هذا الأمر لا يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، كان الأجدر بالمكتب السياسي التابع لطارق عفاش أن يشكل تلك المؤسسات في المناطق الشمالية لمواجهة الحوثيين وتلك هي مهمته الرئيسية وليس العمل في الجنوب.

من يحكم الجنوب الآن؟ وما هو مصير اتفاق الرياض؟

اتفاق الرياض لم ينتهِ بعد ونحن متمسكون به ونطالب التحالف العربي الراعي لهذا الاتفاق أن يعمل من أجل تنفيذه، لأن تنفيذه يمكن أن يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة ككل، فكما نعلم أن قوات المنطقة العسكرية الأولى لا تزال مرابطة في صحراء وادي حضرموت، وكان يفترض وفق اتفاق الرياض أن تذهب لمواجهة الحوثيين في البيضاء ومأرب ومناطق أخرى، أما ما يتعلق بالخدمات اليومية للمواطن فالمسؤول عنها الدولة ممثلة في الشرعية؛ لأن كل الموارد تصب لديها ولا يوجد أي مورد لدى الانتقالي على الإطلاق.

وأذكر هنا مقولة وزير خارجية الشرعية السابق عبد الملك المخلافي "إذا قمنا بتحسين الخدمات للجنوبيين فإنهم سوف يسعون للانفصال"، لذا فإن سوء الخدمات والوضع الاقتصادي المتردي في الشارع الجنوبي هى سياسة ممنهجة من قبل قوات الشرعية لإفقار الناس، ومن خلال تلك الأداة يحاولون استنفار الناس لمواجهة المجلس الانتقالي، هذه سياسة معروفة والكثير من الشعب يدركها بشكل جيد وأن المجلس ليس لديه شيء من الموارد كالنفط والضرائب والجبايات وغيرها، جميعها بيد الدولة، والمجلس طالب الحكومة أكثر من مرة بأن تقوم بواجبها تجاه المواطن، لكن ليست هناك أي استجابة حتى الآن، ولا توجد أي جهة تسعى من أجل إلزام الحكومة بواجباتها.

ما حقيقة الخلافات داخل الانتقالي وأنه بدأ بالتخلص من بعض الكوادر المؤسسة لصالح قوى أخرى؟

هذا الأمر يأتي ضمن الدعايات المغرضة التي تهدف إلى خلق حالة من الشقاق داخل المجلس الانتقالي وبين المجلس والشارع الجنوبي، فلا توجد أي خلافات حاليا داخل المجلس والجميع متوحد لتحقيق الأهداف التي رفعها المجلس بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، وأي مهمة لأي قيادي أو كادر في المجلس الانتقالي، هى مهمة وطنية لها ظروفها والمسؤول فيها خاضع للتغيير والتبديل، وهذه مسألة طبيعية كما هو معمول به في كل دول العالم، فلا توجد وظيفة ثابتة، وأي محاولة لتوظيف هذا الأمر سياسيا وإعلاميا لن يكتب لها النجاح على الإطلاق.

ماذا عن لقاء رئيس المجلس عيدروس الزبيدي مع السفير الروسي في الإمارات؟

هذا اللقاء طبيعي جدا، ودائما ما نلتقي مع المسؤولين في الدول المعنية بالملف اليمني والتي تسعى إلى وقف الحرب وإحلال السلام في اليمن، وهذا ضمن الجهود الدولية التي يجري العمل بموجبها من أجل الوصول لحل للأزمة في البلاد.

هل ترى أن تصنيف مجلس الأمن للحوثيين كجماعة إرهابية كان موفقا؟

تصنيف مجلس الأمن للحوثيين كإرهابيين جاء نتيجة رصد المجلس للعديد من الوقائع التي ارتكبتها تلك الجماعة تجاه الأطفال والنساء والممتلكات العامة وأمن واستقرار المواطنين، وهذا التصنيف يعطي مبررًا للجنوبيين لمقاومتهم والوقوف بوجه أي تمدد لهم لاحتلال أي أراض جنوبية.