انتهاكات جسيمة في كبرى مدن اليمن..
تقرير: إرهاب إخواني حوثي وإيران تجمد المباحثات مع السعودية

إيران علقت من جانب واحد المحادثات مع السعودية - أرشيف

وثق ناشطون ومنظمات حقوقية يمنية، ما وصفت بجرائم جسيمة ارتكبها الحوثيون واخوان اليمن في مدينة تعز كبرى مدن البلاد، فيما أعلنت ايران التي تمتلك اذرعا مصنفة على قوائم الإرهاب في صنعاء، وقف مباحثاتها مع المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا لدعم حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، المنقلب عليه.
وأفاد موقع نورنيوز التابع لأعلى جهاز أمني في إيران الأحد بأن الجمهورية الاسلامية علقت الجولة الخامسة من المحادثات مع المملكة العربية السعودية، بعد ساعات من اعلان العراق عن استضافتها الأربعاء المقبل.
وقال الموقع دون إبداء أسباب "إيران علقت من جانب واحد المحادثات مع السعودية" مضيفا أنه لم يتحدد موعد لعقد جولة جديدة من المحادثات.
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قال السبت إن بلاده ستستضيف جولة جديدة من المحادثات السعودية الإيرانية يوم الأربعاء.
ويأمل دبلوماسيون – بحسب موقع ميدل ايست اونلاين - أن يؤدي فتح قنوات مباشرة بين إيران والسعودية إلى تخفيف حدة التوترات في الشرق الأوسط بعد سنوات من الأعمال العدائية التي دفعت المنطقة إلى شفا صراع واسع النطاق.
وبدأ الخصمان الإقليميان، اللذان قطعا العلاقات الدبلوماسية في 2016، محادثات مباشرة استضافها العراق العام الماضي فيما تعثرت الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن
وأجرى البلدان أربع جولات من المحادثات في العراق، وتأمل بغداد في أن تؤدي وساطتها إلى منع جارتيها من السعي لتصفية حسابات على أراضيها. ووصفت الرياض المحادثات بأنها ودية لكنها استكشافية بينما تقول طهران إنها قطعت "شوطا طيبا".
وتدعم السعودية وإيران أطرافا متنازعة في الصراعات الإقليمية والخلافات السياسية في سوريا ولبنان والعراق منذ سنوات، وتقود الرياض تحالفا عربيا يحارب جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن منذ عام 2015.
من جانب آخر، تواجه محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 احتمال الانهيار بعد أن أجبر مطلب قدمته روسيا في اللحظات الأخيرة القوى العالمية على وقف المفاوضات مؤقتا لفترة غير محددة رغم وجود نص مكتمل إلى حد كبير.
ووصل المفاوضون إلى المراحل الأخيرة من المناقشات التي استمرت 11 شهرا بهدف إحياء الاتفاق الذي رفع العقوبات عن طهران مقابل قيود على برنامجها النووي.
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، لاعتداءات من محتجين على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر بعد إدانته في تهم تتعلق بالإرهاب.
وقالت السعودية السبت إنها أعدمت 81 رجلا في أكبر عملية إعدام جماعي منذ عقود. وقال نشطاء ومدافعون عن حقوق الإنسان إن 41 من الذين أعدموا شيعة من منطقة القطيف في شرق المملكة.
لكن في يناير/كانون الثاني بدأ دبلوماسيون إيرانيون المشاركة في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي في السعودية، للمرة الأولى منذ قطع العلاقات.
من ناحية أخرى قالت تقارير صحافية إن مدينة تعز تعيش معاناة لا يمكن تصورها، إثر إغلاق مليشيات الحوثي كل الطرقات الرئيسية وارتكابها بشكل متكرر مجازر جماعية بحق المدنيين عبر القصف المتواصل للأحياء السكنية، فيما أدت فوضى الإخوان الأمنية إلى انتشار مخيف ومرعب للاغتيالات.
وخلال العام الماضي كانت تعز إحدى أهم المحطات التي زارها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال جولاته الميدانية، حيث شهدت المدينة أكثر 1534 انتهاكا، تصدرت مليشيات الحوثي قوائم ارتكابها.
وتضم تعز أكبر كتلة سكانية في اليمن وتعتبر موطن أكبر القواعد الشعبية للأحزاب وتتمتع بجغرافية استراتيجية مطلة على ممر باب المندب الدولي.
وتسيطر مليشيات الحوثي على 7 مديريات شرقا وشمالا فيما تعد 16 مديرية بحكم المحررة كثير منها خاضعة للإخوان.
بحسب تقرير حديث لـ"مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان"، منظمة غير حكومية، فإن انتهاكات الحوثي والإخوان بشكل مجتمع بلغت 1484 انتهاكا ارتكبت منها المليشيات الانقلابية 1165.
ووفقا للتقرير السنوي، فإن 585 مدنيا سقطوا على الأقل قتلى وجرحى، بينهم 341 في مجازر جماعية ارتكبتها بشكل مباشر مليشيات الحوثي المصنفة وفق مجلس الأمن كمنظمة إرهابية.
ووثق التقرير مقتل 114 مدنيا بينهم 9 نساء و29 طفلا بشكل مباشر على يد مليشيات الحوثي فضلا عن إصابة 227 مدنيا بينهم 68 طفلا و32 امرأة.
وقتل نحو 34 مدنيا بينهم 13 طفلا و6 سيدات إثر الاستهداف الحوثي المباشر بمختلف القذائف الثقيلة والمتوسطة والتي تسقط بشكل شبه يومي على معظم الأحياء والمناطق السكنية في المدينة وأرياف المحافظة.
كما قتل 14 مدنيا بينهم 7 أطفال وامرأتين بالقنص المباشر عوضا عن إصابة نحو 44 مدنيا بينهم 18 طفلا و13 امرأة من قبل قناصين للحوثيين يتمركزون في المرتفعات المطلة على الأحياء السكنية، وفق التقرير.
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي أعدمت 5 مدنيين بينهم طفل واحد وقامت بتعذيب مدنيين إثنين آخرين حتى الموت، وقتل طفل واحد بقصف طائرة مسيرة حوثية.
كما وثق الفريق الميداني لمركز المعلومات مقتل نحو 20 مدنيا بينهم امرأة و4 أطفال وإصابة 45 مدنيا بينهم امرأتين و11 طفلا ونفوق العديد من المواشي جراء انفجار الألغام المزروعة في الطرقات والمزارع والمراعي الجبلية.
التقرير نبه إلى وقوع 8 مجازر دموية وقفت خلفها مليشيات الحوثي وراح ضحيتها 45 قتيلا وجريحا بينهم 18 طفلا خلال عام 2021.
من بين إجمالي الانتهاكات، ارتكب أمراء الحرب لحزب الإصلاح الإخواني نحو 270 انتهاكا أدت إلى مقتل وإصابة نحو 135 مدنيا، حيث ينضوي غالبيتهم تحت المؤسسة العسكرية والأمنية ووقفوا إلى حد كبير خلف فوضى تعز.
وتسببت فصائل الإخوان بمقتل 22 مدنيا بينهم طفل وامرأة، وأصيب 113 آخرين برصاص مسلحي الإخوان أو في اشتباكات بينية أو الدهس بالأطقم وإعدام خارج إطار القانون والتعذيب حتى الموت في سجن سري للتنظيم الإرهابي، بحسب التقرير.
ونسب التقرير مقتل نحو 18 مدنيا بينهم طفل وامرأة، وأصيب 16 مدنيا بينهم امرأة و3 أطفال إلى مجهولين تنوعت بين الرصاص المباشر، والعبوات الناسفة، والاغتيالات بحق مدنيين اثنين.
وبحسب مصدر حقوقي لـ"العين الإخبارية"، فإن الجرائم التي ارتكبت بالعبوات الناسفة تحمل بصمات خلايا نائمة للحوثيين في مناطق تعز المحررة والتي تشن حرب العبوات للإطاحة بالقادة العسكرين البارزين.
وشهدت تعز العام الماضي أكثر من 14 حالة اغتيال ومحاولة اغتيال واحدة، وراح ضحيتها 5 قيادات بارزة وأصيب 10 جنود آخرين.
ويشير المصدر إلى وقوف غير مباشر لمليشيات الحوثي باعتبار القيادات المستهدفة لها تأثير مباشر وفعال على سير المعارك بجبهات القتال.
سجل التقرير السنوي لـ"مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان" 160 حالة اختطاف وإخفاء قسري فردية وجماعية، و8 حالات اعتقال طالت المدنيين.
وأوضح أن 138 حالة اختطاف وإخفاء قسري ارتكبها الحوثيون، و16 حالة عناصر مسلحة للإخوان، كما رصد اعتقال مليشيات الحوثي مدنيين إثنين فيما تم اعتقال 6 آخرين من قبل وحدات أمنية موالية للإخوان.
ووثق الفريق الميداني 8 حالات اعتداء طالت مدنيين بمحافظة تعز خلال فترة التقرير تقاسمتها مليشياتي الحوثي والإخوان، فيما تسبب الانقلابيون في 416 حالة نزوح وتهجير قسري جماعية وفردية.
ورصد التقرير تضرر 332 ممتلكا عاما وخاصا، بينها 11 ممتلكا عاما و321 ممتلكا خاصا، ارتكبت مليشيات الحوثي منها 8 حالات عامة وطالت مدارس وكليات ومستشفيات وأقسام شرطة ونحو 256 ممتلكا خاصا تضرر إثر هجمات الانقلابيين.
فيما ارتكب أمراء الإخوان وعصاباتهم المنفلتة نحو 64 حالة ضد مبان عامة وخاصة بما فيه اقتحام مسلح لمستشفى الثورة، أكبر مستشفيات تعز الحكومية، وفق التقرير.
يشار إلى أن مركز المعلومات والتأهيل الحقوقي سجل 83 انتهاكاً للميليشيات الحوثية بحق المدنيين في تعز خلال يناير/كانون الثاني الماضي ما أسفر عن مقتل 12 مدنيا بينهم 3 نساء.