ضبط 52 صاروخاً مضاداً للدروع بالمهرة..
تقرير: "عمان".. هل أصبحت حلقة وصل بين الحوثي والإخوان باليمن؟
أعادت حادثة ضبط سلطات الجمارك في منفذ شحن الحدودي بالمهرة لـ52 صاروخاً مضاداً للدروع كانت في طريقها إلى الحوثي، الحديث عن طبيعة الدور العُماني في الصراع باليمن ومزاعم الحياد عن هذا الدور.
فتفاصيل الحادثة تثير –بحسب مصادر أمنية– قائمة من التساؤلات بالنظر إلى حجم ونوع السلاح المضبوط والطريقة المستخدمة لمحاولة تهريبها من الأراضي العمانية إلى الداخل اليمني، والتي تم الكشف عنها من قبل سلطات الجمارك بالمنفذ.
فبحسب مدير جمارك شحن فإن العملية نفذت باحترافية شديدة، لإخفاء الصواريخ في أربعة صناديق داخل مولدات كهربائية، حيث تم تركيب دينمو صغير بديلا عن مكينة المولد ليعمل بشكل طبيعي عند تشغيله في المنفذ، إلا أن يقظة موظفي الجمرك كشفت الخطة.
ويوصف صاروخ كورنيت الروسي والذي تم ضبطه في المنفذ بـ"قاتل" الدبابات، حيث يعد من أقوى الصواريخ المضادة للدروع، وعملت إيران على تطوير نسخة منه وقامت لاحقاً بتزويد مليشياتها في الدول العربية منه، ما يرجح أن تكون الشحنة قادمة من إيران.
ووفقاً لمصادر أمنية فإن نوع السلاح وطريقة تهريبه المحكمة تؤكد وجود تسهيل واضح من قبل السلطات العُمانية المعروفة بقبضتها الأمنية المشددة والتي تجعل من الصعوبة بمكان استقدام هذا السلاح وتمريره عبر الأراضي العُمانية دون كشفه.
مشيرة إلى أن ضبط محاولة تهريب جديدة بعد أقل من 48 ساعة وفي ذات المنفذ، وهي شحنة لأجهزة اتصالات لاسلكية يمكن استخدامها عسكرياً، وأشارت التحقيقات الأولية إلى أنها كانت في طريقها إلى مليشيات الحوثي.
وفي حين التزمت قيادات جماعة الحوثي وناشطوها الصمت وعدم التعليق حول الحادثة، كان لافتاً مسارعة قيادات إخوانية وأخرى مقربة منها إلى محاولة تغطية الأمر إما بتكذيب الحادثة أو بتقديم تفسيرات غريبة لها.
حيث كذب وكيل وزارة الإعلام في حكومة الشرعية والقيادي بجماعة الإخوان محمد قيزان، إعلان مصلحة الجمارك اليمنية ضبط الشحنة، حيث قال في تغريدة له على "تويتر"، إن عمان تدعم الحكومة الشرعية، ولن تقبل أن تكون أراضيها ممرا لتهريب الأسلحة أو أي شيء يضر بمصلحة اليمن والسعودية.
قيزان، والذي يتولى إلى جانب منصبه الحكومة إدارة قناة "سهيل" الإخوانية، اعتبر الهجوم الإعلامي على سلطنة عمان هدفه تعكير صفو العلاقة الأخوية التي تربط اليمن بعمان.
وفي حين كذب قيزان الحادثة، قدم وزير النقل السابق والمقرب من الإخوان صالح الجبواني رواية ثانية في تغريدة له على "تويتر" زعم فيها بأن شحنة الصواريخ تابعة لوزارة الدفاع في مأرب.
وزعم الجبواني بأن السلطات المختصة –لم يحددها- كانت تعتزم تسليمهم لوزارة الدفاع في مأرب، وقال بأن التحالف رفض وأن الرئيس هادي اتصل بالسلطات في المهرة وأمرها بتسليم الصواريخ للتحالف.
الجبواني، والذي يعد من الشخصيات المحسوبة على الإخوان وتقيم لفترات في عُمان، اختتم تغريدته بالقول إن ذلك "يثبت شكوكنا حول هذه العملية التي أُريد من خلالها توريط السلطنة في شبهة كهذه".
تصدر شخصيات إخوانية مهمة الدفاع عن الدور العُماني المشبوه وتكذيب حادثة ضبط الصواريخ، يراه مراقبون أمراً طبيعياً للحفاظ على هذا الدور الذي يمثل حلقة الوصل بينهم ومليشيات الحوثي وحليفتها إيران.