شعر..
رسالة إلى بني آدم

رسالة

قد أصبحَ النـووي يُــهـدِّدُ أمــنَــنـا زرٌ ولا يَــبــقى بـهــا إنــسانُ
"يومُ القيامةِ" جـاهزٌ ومـوجـهٌ للإنـطِــلاقِ ومــا عـلــيــه رهـانُ
العقلُ ضاعَ ولم يعد في وُسعِهم ضبطُ المشاعرِ وانتشى الشيطانُ
جـارٌ وجــارٌ والمعــاركُ أُجـجَــت وَوَقـودُهـا الـروسُ والأُكـرانُ
جــارٌ وجــارٌ والقــلوبُ تغــيرتْ لــم يبــقَ أحــبابٌ ولا جـيرانُ
نــفـــطٌ وغـازٌ والمــدافعُ لعلـعت هجـمَ الــردى وتفجَّـرَ البـركانُ
وتـــخــوَّفت كـلُّ الشعــوبِ تحــسُّـباً واستُنفـرَ الألـمــانُ واليابانُ
وتـفَـــنَّـنَ الـنـاتو بكُــلِّ عُـقـوبةٍ وتــخاصموا مــع بـوتنٍ وأدانـوا
جَعـلوا مـنَ الدولِ الضعـيفةِ مسرحاً لحُـروبِهم وتقابلَ الخَصمانُ
لو كرَّسوا هـذي المـواردَ للغـذاءِ لـما تـبقى فـي الدُنـا جَـوعـانُ
لو وظَّفـوا هــذي المـبالـغَ للسلامِ لساد فـي الدُنـيـا رضـا وأمـانُ
إنَّـا نعــيشُ بعـالمٍ فـقـــدَ النُــهى ويسودُ فــيـه الظـلــمُ والطــغيانُ
إنـا نـعـيش بعـــالـمٍ فـقـــدَ الرؤى وأصــابهُ الفَــلَـتـانُ والهَـذَيانُ
والصينُ تبدو فـي مكـانٍ مُحـرِجٍ ولـهـا مَـصالحُ ضمنُـها تيـوانُ
والعُـرْبُ صامـتـةٌ فـلــيسَ لديهــمُ فــي النــائباتِ مواقــفٌ ولسانُ
لكنهم نصبوا العِــداءَ لبعــضِهــمْ ضاعَ الحـِـمى وتَشَتَتَ العُـربانُ
والجـوعُ سوف تَعضُهم أنيــابُهُ لا الــقمــحُ عــنَدهمُ ولا الشـوفانُ
الجـاهـلـيةُ عــفَّـنَــتْ بعــقــولـنا وأصــابنا الإحــباطُ والخِــذلانُ
ومـكـارمُ الأخــلأقِ خَـيرُ فضيلــةٍ وبدونها لا تـنهضُ الأوطــانُ
والعـقلُ والعـمـلُ الجـماعي وصفـةٌ وبفضلِها لن تُظلموا وتُدانوا
حـتى مـتى نـبقى نـقـــتِّـلُ بعــضَـنا ونُذِلُّ بعـضاً والنفوسُ تُهـانُ
ونظــلُ نخضعُ للسياساتِ التي فيها الشعوبُ مِنَ المصائبِ عانوا
مــِنْ إحــتـلالٍ أو نظــامٍ فــاســدٍ أو عُــنصُـريٍ دأبــهُ الـعُــدوانُ
كالوا بمـكــيالينِ هــذا عدلُهـم فـلـكُــلِ حـالٍ عــندهـــمْ مــيـــزانُ
الظـلمُ والأطـــمــاعُ تُــفـسِدُ بـيـنـنا ونـظــلُ لا أمــنٌ لنا وأمـــانُ
والعــدلُ يُقــتلُ والضمــائرُ تختفي وتسوقُنا الشَهَواتُ والسُلطــانُ
ويُزوَّرُ الإعــلامُ حَـــسْـبَ مــصالحٍ مـرسومــةٍ ويضلَّلُ الإنسانُ
وتُـفسَّرُ الأديــانُ عــكسَ مُــرادِهـــا وبعقـلنا يتـلاعبُ الشيــطـانُ
ولأتـفـهِ الأسبابِ تشتعلُ الحــروبُ ويُحــرقُ الإنسانُ والحـيوانُ
قَصــفٌ وتنهارُ المساكــنُ بالـذي فيهـا وتَعـلـو في السما النيرانُ
والـنـاسُ تُدفـنُ تحت أنــقاضِ البـيوتِ وفــوقَها الأحجارُ والبُنيانُ
وتُـدَكُّ أثارٌ بَـنَـتْ أجــدُادُنـا سهـــروا عـليـها في البــناءِ وصانوا
وتُشرَّدُ الأطـفــالُ فــي أوطانها وتَضـيقُ فــي أبنــائها الأوطـانُ
والناسُ تهــربُ للبحــارِ مــن الردى فـتَغـالُهـا الأمواجُ والحيتانُ
والـمـرءُ يخــشى أن يعـيشَ إلــى غـدٍ فـــيه بلا ذنـبٍ جنـاهُ يُدانُ
الـنـاسُ أجــناسٌ ولكـن كــلُّنـا بشـرٌ وسـاوى بـينــنــا الرحــمــانُ
من أبيـضٍ أو أســودٍ أوأصـفـرٍ لا تُـــفـرِقُ الأجـنــاسُ والألـوانُ
والأصـلُ مــن طـينٍ وكـــلٌ عـائــــدٌ للطــينِ فـلــيتـفكَّــرِالإنسانُ
فــتسامــحوا إنَّ الحــياةَ قــصيرةٌ ولــكُـلِّ حـيٍّ في الـزمانِ زمانُ
إن تــرحموا بعـضاً سيرحَمْكم غــداً لـما تعـودوا الخالـقُ الدَيّـانُ
فـجـميعُ أدينِ السمــاءِ تَنــزَّلتْ حــتى يسودَ الــعـدلُ والإحـسانُ