"اثبات وجود"..
تقرير: ما وراء مبايعة تنظيم داعش في اليمن لزعيم التنظيم الجديد؟
قالت منصة متخصصة في تتبع أنشطة التنظيمات المتطرفة، إن تنظيم داعش (المفترض) في اليمن لم يتبن أي عمليات خلال الفترة الماضية، لكونه منشغلًا بإعادة بناء نفسه، وإن مبايعته لزعيم التنظيم أبو الحسن الهاشمي، لها أكثر من دلالة، أبرزها إثبات وجوده وإعلان استئناف أنشطته".
وذكرت منصة السياق أن ضربات متتالية لـ«داعش» في معاقله السابقة بسوريا والعراق واليمن وأفغانستان، أسفرت عن انحسار التنظيم في البلدان التي انتشر فيها، تحت وطأة الملاحقات الأمنية المتكررة لقادته وقواته، دفعته للجوء إلى الهجمات الانتحارية.
والاستراتيجية الجديدة لتنظيم داعش، تزامنت مع مبايعته في مارس الجاري، أبو الحسن الهاشمي القرشي، زعيمًا جديدًا بعد قتل سلفه أبو إبراهيم القرشي، لتهرول فروع التنظيم في البلدان التي انحسر فيها إلى مباركة «الإرهابي» الجديد، آملة أن يعيد «العصر الذهبي» للتنظيم الذي وصل ذروة قوته قبل سبع سنوات.
أحد تلك الفروع، كان «داعش اليمن»، الذي عانى مؤخرًا ضربات أمنية للجيش اليمني وتحالف دعم الشرعية، أثمرت إطاحة قائده أبو أسامة المهاجر في يونيو 2019، ليترنح التنظيم على غير هدى، وتنحسر أنشطته «الإرهابية» بشكل ملحوظ في البلد الآسيوي.
وما إن أعلن مبايعة القرشي زعيمًا لداعش، حتى هرول فرع اليمن، لمباركة الرجل الجديد، في حدث اختلف مراقبون في تفسيره، ففريق يرى أنها محاولة من «داعش اليمن» لإثبات وجوده وإعلان استئناف أنشطته، بينما قلل آخرون من أهمية الأمر، كون التنظيمات الإرهابية تنتشر في مناطق ضيقة.
ونقلت المنصة عن أحمد سلطان الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة أن «داعش اليمن» لم يتبن أي عمليات خلال الفترة الماضية، لكونه منشغلًا بإعادة بناء نفسه، فإن مبايعته لزعيم التنظيم أبو الحسن الهاشمي، لها أكثر من دلالة، أبرزها إثبات وجوده وإعلان استئناف أنشطته.
وأوضح الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، أن التنظيم يحاول العودة للمشهد، عن طريق تأكيد أنه فرع وامتداد لـ«داعش» بالعراق وسوريا، ما يعني تجنيد القوات ذات النهج «الجهادي» العابر للحدود الوطنية.
وأشار سلطان إلى أن تنظيم داعش في اليمن يحاول فقط إعادة بناء نفسه ومحاولة تجنيد أعضاء جدد، وتأجيل أي دور عملياتي له، خصوصًا بعد أن فقد العديد من قواته وقياداته قبل عامين، مؤكدًا أن الأوضاع الحالية في اليمن، من انتشار فوضى السلاح والمليشيات، محفزة للتنظيم على الاستمرار.
رؤية سلطان، وافقه فيها خالد عباس الخبير بمرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب والتطرف، الذي أكد في تصريحات لـ«السياق»، أن مبايعة فرع داعش اليمن والفروع أخرى للزعيم الجديد، لها بُعد دولي يتمثل في محاولة التنظيم للخروج من إطاره الضيق في سوريا والعراق، حتى يظهر للعالم بأنه مازال يتمتع بقوته، وأنه تنظيم عالمي وليس محليًا.
وأوضح عباس أن التنظيم يحاول تكثيف حملته الإعلامية بعد اختيار زعيمه الجديد، ليؤكد عدم وجود خلافات بين قواته وقياداته.
وعن التنسيق بين تنظيم داعش اليمن والمليشيات الحوثية، أكد الخبير بمرصد الأزهر، أنه يدل مرة أخرى على براجماتية التنظيم، الذي لا يجد أية مشكلة في التقارب مع الجماعة المدعومة من إيران، مشددًا على أن هذه الجماعات تقوى وتنشط في البلدان التي لا تتسم بالاستقرار السياسي، أو تعاني المذهبية أو العرقيات المتناحرة، مثلما يحدث في العراق وسوريا واليمن.
مبايعة فرع داعش للتنظيم، فسرها الكاتب والمحل السياسي صالح أبو عوذل في تصريحات لـ«السياق»، بأنها تأتي في ظل وجود دعوات لإعادة هيكلة الرئاسة اليمنية، التي يتحكم فيها تنظيم الإخوان، ممثلًا في حزب الإصلاح.
وأوضح أبوعوذل، الذي تولى أيضاً رئاسة تحرير صحيفة اليوم الثامن المستقلة، أن التنظيمات «المتطرفة» في اليمن، تعمل لصالح الحوثيين الذين هم ذراع إيران في اليمن، وهو ما أكدته تحقيقات خاصة بالعمليات الإرهابية عامي 2017 و2018.
وعدد المحلل السياسي، هجمات إرهابية نفذها فرعا داعش والقاعدة بعدن في أكتوبر الماضي، من استهداف المطار ومحافظ عدن أحمد لملس، ووزير الزراعة سالم السقطري، واغتيال الصحفية رشا عبدالله وإصابة زوجها محمود العتمي، مشيرًا إلى أن التحقيقات أثبتت ضلوع الحوثيين فيها.
ولم يستبعد الكاتب، أن يكون الاستهداف الإرهابي للجنرال في قوات المجلس الانتقالي الجنوبي ثابت جواس، بتنسيق مع المليشيات الحوثية، نظرًا لكونها تتشابه مع وقائع اغتيال وعمليات إرهابية لهذا التنظيم.
وربط أبو عوذل الحديث عن التنظيمات المتطرفة في اليمن، بتصريحات أطراف سياسية حاكمة، مشيرًا إلى أن انتشار تلك التنظيمات يقتصر على الجنوب، منذ نشأتها مطلع تسعينات القرن الماضي.