رغم توسله رضاهم..

اليمن: الحوثيون يخططون لإزاحة صالح عن رئاسة حزبه

الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح

وكالات (أبوظبي)

بدأت ميليشيا الحوثي التخطيط لإزاحة حليفهم المخلوع علي عبدالله صالح من رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام، بهدف عزل صالح عن أنصاره في المؤتمر، والقضاء على أطماعه في العودة إلى السلطة هو أو نجله بشكل نهائي.

وكشفت مصادر مطلعة في صنعاء أن الحوثيين بدأوا يضغطون ليتولى عارف الزوكا رئاسة حزب المؤتمر الشعبي، لأنهم يعتقدون أن مغادرة صالح المؤتمر سوف يمكنهم من احتواء قيادته الجديدة والسيطرة على قراره، ولن يتم ذلك إلا بغياب المخلوع الذي يريد أن ينازعهم القرار السياسي، ويصر على وجود شراكة فعلية بين حزبه والحوثيين، وفقاً لصحيفة الرياض السعودية.

أما البديل الثاني الذي يفكرون بالدفع به لقيادته الحزب هو اللواء يحيى الشامي أحد مؤسسي المؤتمر، وسبق أن شغل مناصب في الحزب، منها رئاسة اللجنة التنظيمية ودائرة الرقابة الحزبية.

ويعد الشامي، من القيادات العسكرية الحوثية، ويعمل مستشاراً للقائد الأعلى للقوات المسلحة في حكومة الانقلاب.

ويرى الحوثيون أن بقاء علاقتهم مع حزب المؤتمر، وليس صالح، أمراً مهماً، نظراً لحاجتهم إلى الغطاء السياسي الذي يوفره المؤتمر لانقلابهم من خلال وجوده في حكومة الانقلاب، وكذا امتلاكه عدداً كبيراً من أعضاء البرلمان المنقسم بين مؤيد ومعارض للانقلاب.

ويعتقدون أن مغادرة المخلوع المشهد السياسي سيجنبهم سيناريو المواجهات المسلحة معه وأنصاره، وبالتالي يسهل عليهم التهام الحزب وقراره.

والخيار الأخير الذي يدرسه الحوثيون هو حل حزب المؤتمر الشعبي العام، وهذا ما يفسر إصرارهم الكبير على تفعيل قانون الطوارئ، وسبق أن دعا الحوثيون إلى إلغاء الأنشطة الحزبية تحت مبرر الحرب، وهاجم الحوثيون بشدة صالح وحزبه واتهموهما بإعاقة تفعيل قانون الطوارئ.

المخلوع يتوسل رضا الحوثي

من ناحية أخرى، كشف مصدر في العاصمة اليمنية صنعاء، أن لقاء سرياً جمع القيادي بالمؤتمر الشعبي العام وزير التخطيط في حكومة الانقلاب والمقرب من المخلوع علي عبدالله صالح، ياسر العواضي، برئيس ما يسمى الاستخبارات في جماعة الحوثيين اللواء أبوعلي الحاكم.

وأوضح المصدر، حسبما أوردت صحيفة الوطن السعودية، الجمعة، أن العواضي الذي كان يحمل رسالة من المخلوع وكان من المفترض أن يلتقي محمد علي الحوثي ولكنه اعتذر، لذا فطلب العواضي لقاء أبو الحاكم.

وأضاف المصدر أن العواضي انتظر وقتاً طويلاً حتى تم السماح له بلقاء أبو علي الحاكم، وأثناء اللقاء عرض رسول المخلوع على الحاكم استياء صالح من اعتداءات الحوثيين على قيادات المؤتمر، والتي كان آخرها الاعتداء على ابنه صلاح، وقتل مرافقه المقدم خالد الرضي.

وقال المصدر إن العواضي كان يتودد ويتوسل بشكل مهين أمام أبو علي الحاكم، وأكد له أن المؤتمر وقياداته تحت إرادة الحوثيين، وأن طلب المخلوع الوحيد هو عدم اعتراض المؤتمريين، والثقة في أنهم مع الحوثيين في كل شيء.

مراوغة
وأكد المصدر أنه رغم كل توسل وخضوع العواضي إلا أن أبو علي الحاكم رد عليه بقوله "إن صالح مراوغ، وسنتغدى به قبل أن يتعشى بنا، ونحن من حقنا تأمين صنعاء وإيقاف من يتجاوز حدوده عند حده ، ولا بد من أن يحترم صالح نفسه ويحسن خطاباته، وألا يرى نفسه موازيا لسلطة الواقع".

وأشار المصدر إلى أن العواضي كان يطأطئ رأسه بالذل والخضوع، واشترط الحاكم على العواضي شروطاً، منها أن يخرج صالح للتصريح والاعتراف بالحوثيين كسلطة واقع، وهو ما حدث بالفعل في الخروج الأخير للمخلوع ذليلاً ومعترفاً عبر قناة "اليمن اليوم"، حيث قال المخلوع "إن حشود السبعين كانت بإذن من عبدالملك الحوثي".

وبين المصدر أن المخلوع أرسل قبل عام يحيى الراعي للتوسل والتوسط عند الجانب الإيراني والشكوى من تصرفات الحوثيين، مبيناً أن ياسر العواضي كان قد هرب من منصبه كوزير تخطيط في حكومة الانقلاب قبل أشهر إلى مسقط رأسه البيضاء، حيث عين بالمنصب كمرشح من طرف صالح، ولكنه منع من تنفيذ مهامه، مما جعله يهرب ويغادر إلى البيضاء.

توسلات
وتواصلت الصحيفة مع ياسر العواضي الذي رفض الرد، وقال القيادي في المؤتمر الشعبي العام ياسر يماني للصحيفة، إن المؤتمر الشعبي العام ممثلاً في علي صالح وكافة قيادات المؤتمر أصبحوا في وضع لا يحسدون عليه، وليس أمامهم خيار إلا المواجهة، حيث أن الإذلال والانحناء للحوثي والتوسل، وكل هذه الطرق لا يمكن أن تؤدي إلى طريق مع الميليشيات.

وأضاف يماني، أنه مهما توسل صالح وعواضي وقدموا تنازلات للحوثيين فإنهم اتخذوا قرارا بالتخلص من صالح، وكذلك المؤتمر وضم المؤتمر إلى الميليشيات، مؤكدا أن الحوثيين لن يتراجعوا عن قراراهم، وأيضاً اجتثاث المؤتمر كاملا، مثلما تم اجتثاث حزب البعث العراقي.